الصرصور الألماني.. كيف غزت هذه الحشرة قارات العالم؟
٢٥ مايو ٢٠٢٤
يؤكد علماء الأحياء أن الصرصور الألماني أكثر أبناء نوعه نجاحاً في الانتشار. فريق علمي يجد سبب انتشاره منذ قرون طويلة في جميع قارات العالم، فما هو؟ وما علاقة النشاط البشري في ذلك؟
إعلان
يتعبر الصرصور الألماني، المسمى علمياً Blattella germanica، من أكثر أبناء نوعه من الصراصير نجاحاً، إذ يمكن القول إن شهرته بلغت جميع أصقاع العالم بعد أن بات مرافقاً للبشر على جميع قارات كوكبنا الأزرق. وصار يعشعش في المباني بعيداً عن البرية. وبحسب تقرير لمجلة "شبيغل" الألمانية فإن الألمان بحثوا طويلاً عن المكان الذي ينحدر منه، لكن فريق علمي بإشراف عالم الأحياء تشيان تانغ من جامعة سنغافورة الوطنية بالتحقيق في هذا الأمر.
ويقول تقرير للمجلة إن الصرصور الألماني (بالألمانية: Deutsche Schabe) قد يكون قد حصل على اسمه من عالم الطبيعة السويدي كارل فون لينيه. وكان أول من وصف الصرصور البني الذي يصل طوله إلى سنتيمترين، في أوروبا الوسطى عام 1776. لكن هذا النوع كانت موجودة قبل ذلك بوقت طويل.
وقام فريق تشين تانغ بتحليل جينومات 281 صرصوراً من 17 دولة في خمس قارات. وبناء على ذلك، وتوصل إلى نتيجة مفادها إلى الصرصور الألماني تطور من الصرصور الآسيوي (Blattella asahinai) قبل نحو 2100 عام. في ذلك الوقت، تكيفت الحيوانات مع الحياة في المستوطنات البشرية في الهند أو ميانمار. ولا يزال كلا النوعين متشابهين جداً إلى يومنا هذا.
وانطلاقاً من الهند وميانمار انتشرت هذا النوع من الصراصير ع إلى الغرب عبر طريقين مختلفين في القرون التالية، وكانت متتبعة البشر في ذلك كما تقول دراسة الفريق العلمي. وتضيف أنه قبل حوالي 1200 عام استفادت هذه الصرار من الحركة الاقتصادية والعسكرية التي رافقت انتشار الإسلام، ومنذ ما يقرب من 400 عام من الاستعمار الأوروبي.
حتى في أوائل القرن الثامن عشر، كانت منطقة التوزيع الرئيسية للصرصور الألماني لا تزال مقتصرة على آسيا، كما كتب الفريق العلمي في الدراسة المنشورة بمجلة Proceedings للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم.
ولم يتغير ذلك إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، أي في وقت قريب من أول وصف علمي لها على يد العالم السويدي. وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ساهمت طرق النقل الأسرع في انتشار الصرصور الألماني إلى بقية أنحاء العالم. وأدى تحسين الظروف المعيشية مع زيادة التدفئة، إلى تقليل معدل وفيات هذه الحشرة الحساسة للبرد بشكل كبير في المناطق الأكثر برودة.
وتخلص دراسة الفريق السنغافوري إلى نتيجة مفادها أن "تطور الحضارة الإنسانية أدى إلى تطور وانتشار أنواع من الحشرات التي تكيفت مع البيئات الحضرية". وهناك سبب آخر وراء نجاح الصرصور الألماني في استعمار العالم، وهو أن هذا النوع مقاوم بشكل خاص لسموم الحشرات مقارنة بالصراصير الأخرى.
ع.غ (د ب أ، شبيغل)
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
في الوقت الذي تلعب فيه الحشرات دوراً مهماً في التوازن البيئي على كوكب الأرض، يُحذر خبراء من انقراض بعض الحشرات خلال العقود القليلة الماضية. فما هو يا ترى سبب اختفاء الحشرات؟ وما هي عواقب ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
كوكب الحشرات
من الفراشات الجميلة إلى البعوض المُزعج، تعتبر الحشرات من بين الكائنات الحية الأكثر ثراء بالأنواع على الأرض، فهناك ما يقرب من مليون نوع. إلاّ أنه في بعض مناطق العالم، وبحسب تقرير صادر عن المجلس العالمي للتنوع البيولوجي (IPBES)، فإن أكثر من 40 في المئة من أنواع الحشرات مهددة بالانقراض.
صورة من: Imago Images/Xinhua
التلقيح
يتم تلقيح المحاصيل مثل القمح والأرز عن طريق الرياح، وتحتاج الكثير من المحاصيل الأخرى إلى الحشرات. وتساعد الحشرات سنوياً في إنتاج طعام تصل قيمته إلى حوالي 235 مليار دولار. أما في الصين، تحتاج بعض أشجار الفاكهة إلى التلقيح عن طريق اليد لأن النحل مفقود، وهو ما يؤدي إلى الزيادة في تكلفة الطعام بشكل كبير للغاية.
صورة من: Getty Images/K. Frayer
أطباق فارغة
قد يتسبب اختفاء المُلقحات إلى تناقص وحتى فقدان عدة أطعمة بما في ذلك الفواكه والخضروات، فضلاً عن الشوكولاتة والقهوة. وتساعد المُلقحات كذلك في الحصول على الألياف، التي يتم استعمالها لصنع الملابس.
صورة من: AFP/R. Arboleda
جمع قمامة
تساعد الكثير من الحشرات، مثل الخنفساء (الصورة) في تحطيم النباتات الميتة والبراز، والتي كانت ستبقى في الطبيعة وتتعفن. أما من دون حشرات، فإن الرائحة الكريهة ستكون أكثر شدة كما أن النظافة ستعاني.
صورة من: Imago Images/blickwinkel
طعام للكائنات الأخرى
تعتبر الحشرات مصدر الغذاء الرئيسي للعديد من الحيوانات والمخلوقات الأخرى من بينها البرمائيات والزواحف والثدييات والطيور. ففي حال انخفاض عدد الحشرات ستتأثر هذه الكائنات. ويرى علماء الطيور وجود رابط بين انخفاض الطيور بشكل حاد في المملكة المتحدة والعدد المتناقص من الحشرات.
صورة من: Imago Images/blickwinkel
صعوبة التكيف ..
تغير المناخ يؤثر بدرجة أولى على الحشرات بطيئة التكيف مثل النحل، والتي يسبب لها ارتفاع درجة الحرارة المشاكل. أما الحشرات التي تعتبر ضارة، فإنها تستمر في الانتشار مثل حفار الذرة الأوروبي (الصورة). وتستطيع هذه الحشرة تدمير جميع محاصيل الذرة. لذلك، يتم استخدام المزيد من المبيدات الحشرية، والتي قد تضر أيضاً بالحشرات المُلقِحة.
صورة من: Imago Images/Design Pics/J. Wigmore
أضرار المبيدات
تُعد الزراعة بكثافة من بين الأسباب الرئيسية لموت الحشرات في القارة الأوروبية، حيث تتسبب الأسمدة والمبيدات الحشرية في مشاكل للحيوانات على غرار ما يحدث في الزراعة الأحادية أي زراعة محصول واحد على مساحة كبيرة. أما نتيجة ذلك، فهي فقدان الحشرات للمزيد من الأماكن.
صورة من: Getty Images/N. Safo
منزل للحشرات
يرى خبراء أن الزراعة الصديقة للحشرات، والتي تستعمل عدداً أقل من المبيدات الحشرية ستساعد على زيادة عدد الحشرات. كما أن وضع المزيد من الزهور في الحدائق والمدن سيوفر الغذاء للنحل والفراشات. وتقدم منازل الحشرات (الصورة) مكاناً حياً للنحل البري. إعداد: جينيفر كولين/ر.م