تسبب الهجوم العسكري لنظام الأسد المدعوم بالطائرات الروسية في فرار نحو 50 ألف شخص من ديارهم، وفق الصليب الأحمر. ومنظمة أطباء بلا حدود تؤكد تعرض مستشفياتها في شمال سوريا للقصف من قبل مقاتلات روسية.
إعلان
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأربعاء (العاشر من فبراير/شباط 2016) إن نحو 50 ألف شخص على الأقل فروا بسبب تصاعد القتال في شمال سوريا. وأضاف الصليب الأحمر، الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، في بيان أنه سلم مساعدات غذائية لعشرة آلاف أسرة ومياها لنحو عشرة آلاف شخص أغلبهم في المناطق الشمالية بمحافظة حلب و"سيتم تسليم المزيد من المساعدات بما فيها الأدوية في الأيام القادمة".
وفي مدينة حلب قطعت إمدادات المياه الاعتيادية مما ترك السكان يعتمدون على أكثر من مئة نقطة لتوزيع المياه أقامها الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري ومجالس محلية. وقال البيان "يوجد أيضا نقص عام في الوقود والكهرباء".
من جهتها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود إن مستشفياتها قرب الحدود التركية السورية تعرضت للهجوم واكتظت بجرحى إصاباتهم بالغة جراء غارات جوية روسية، مشددة على أن الوضع الصحي بالمنطقة أصبح على شفا الانهيار. وأوضحت المنظمة، التي تدير ست مستشفيات في سوريا وتقدم المساعدة لأكثر من 153 منشأة صحية في مختلف أنحاء البلاد، إن المسعفين في المنطقة أُجبروا على النزوح للنجاة بأرواحهم. وقالت موسكيلدا زانكادا مدير مهمة أطباء بلا حدود في سوريا "منطقة أعزاز شهدت أحد أشد موجات القصف في هذه الحرب.. ومرة أخرى نشهد حصار المنشآت الصحية" في إشارة للمنطقة المحيطة بالمعبر الحدودي الرئيسي شمالي حلب حيث وصل عشرات الألوف من المدنيين خلال الأيام الماضية. وأضافت "نشعر بقلق بالغ من الموقف في جنوب هذه المنطقة حيث تجبر الطواقم الطبية على الفرار خوفا على حياتهم وأُغلقت المستشفيات بشكل كامل.. أو أصبحت غير قادرة إلا على تقديم خدمات طوارئ محدودة".
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.
صورة من: Reuters/O. Orsal
9 صورة1 | 9
وأحدث تقدم القوات الحكومية وحلفاؤها لتطويق حلب مدعومة بغارات جوية روسية أكبر تغيير في موازين الحرب الدائرة منذ خمس سنوات وخلف أزمة إنسانية خطيرة خلال الأسابيع الماضية.