طالبت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل بالتراجع عن خططتها لإخلاء مدينة غزة من سكانها تمهيدا للسيطرة العسكرية عليها، مؤكدة أنه من المستحيل تنفيذ عملية إجلاء جماعية بصورة آمنة.
تتعرض إسرائيل لضغوط دولية ومحلية لإنهاء الحرب المدمرة في قطاع غزة حيث اضطر غالبية السكان إلى النزوح صورة من: Bashar Taleb/AFP/Getty Images
إعلان
قالت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان اليوم السبت (30 آب/ أغسطس 2025) "من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لسكان مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية"، واصفة خطط الإجلاء بأنها "ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب بل لا يمكن فهمها".
وأضافت "عملية إجلاء كهذه ستؤدي إلى حركة انتقال سكان هائلة لا يمكن لأي منطقة في قطاع غزة استيعابها نظرا إلى حجم الدمار اللاحق بالمنشآت المدنية والنقص الحاد في الأغذية والمياه والملاجئ والرعاية الطبية".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الجمعة مدينة غزة "منطقة قتال خطرة" في وقت يستعد للسيطرة على كبرى مدن القطاع الفلسطيني بعد سنتين تقريبا على بدء الحرب. ولم يطلب الجيش الإسرائيلي في الوقت الحاضر من السكان إخلاء المدينة إلا أن المتحدث باسمه باللغة العربية أفيخاي أدرعي قال الأربعاء إن إخلاء المدينة من سكانها "أمر لا مفر منه".
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية ومحلية لإنهاء الحرب المدمرة في قطاع غزة حيث اضطر غالبية السكان إلى النزوح فيما أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة. وتقدّر الأمم المتحدة أنّ عدد سكّان محافظة غزة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون نسمة.
نزوح آلاف السكان من مدينة غزة إلى جنوب القطاع
01:58
This browser does not support the video element.
تأمين ظروف لائقة للمدنيين
وقالت سبولياريتش إن أي أمر بالإخلاء "سيفرض على مدنيين يعانون أساسا من صدمة ناجمة عن القتال المتواصل منذ أشهر ويخافون مما ستحمل إليهم الأيام المقبلة". وأشارت إلى أن "الكثيرين يعجزون عن تلبية أوامر الإخلاء لأنهم يتضورون جوعا وهم مرضى ومصابون أو يعانون من إعاقات جسدية"، مشددة على أن "كل المدنيين مشمولون بالقانون الدولي الإنساني أغادروا أو بقوا في المكان ويجب أن يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم".
وذكّرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن "القانون الدولي الإنساني يفترض أنه عند إصدار أوامر إخلاء، ينبغي أن تبذل إسرائيل كلّ ما في وسعها لتأمين ظروف لائقة للمدنيين من ملجأ ونظافة صحية ورعاية صحية وسلامة وغذاء، ولضمان عدم فصل العائلات". غير أنه "يتعذّر استيفاء هذه الشروط حاليا في غزة"، ما "يجعل أيّ إخلاء غير قابل للتنفيذ وأيضا غير مفهوم في الظروف الراهنة"، بحسب سبولياريتش.
وجدّدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات على نطاق واسع إلى القطاع الفلسطيني، كما طالبت حماس بتحرير الرهائن المتبقين. وحذرت من أن "أيّ تصعيد إضافي للنزاع لن يؤدّي سوى إلى مزيد من القتلى والدمار والنزوح".
تحرير: عارف جابو
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.