الصليب الأحمر: الكوليرا تحصد حياة أكثر من مئة يمني
١٤ مايو ٢٠١٧
دق الصليب الأحمر الدولي ناقوس الخطر مجدداً من مرض الكوليرا في اليمن بعد وفاة 115 شخصاً ومعاناة 8500 آخرين من المرض شديد العدوى. وحسب المنظمة فاق عدد المرضى القدرة الاستيعابية للمشافي ويرقد بعضهم في الحدائق.
إعلان
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد (14 أيار/مايو 2017) أن انتشار الكوليرا في اليمن أدى إلى وفاة 115 شخصاً، فيما يعاني 8500 من المرض في وقت تكافح المستشفيات للتعامل مع تدفق المرضى. وحذر مدير عمليات المنظمة الإغاثية، دومينيك ستلهارت: "نواجه حالياً خطر انتشار جدي للكوليرا". وأوضح أن الأرقام التي تم جمعها من وزارة الصحة اليمنية تفيد بأن الكوليرا أودت بحياة 115 شخصاً بين 27 نيسان/أبريل وأمس السبت.
وقال ستلهارت إنه تم الإعلان عن أكثر من 8500 شخص يشتبه إصابتهم بالمرض خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، مقارنة بـ2300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي.
وأوضح ستلهارت أن عدد المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات. وأشار إلى أن هناك "أكثر من أربعة مصابين بالكوليرا يرقدون في سرير واحد (...) وهناك أشخاص في الحدائق وبعضهم حتى في سياراتهم مع مصل وريدي معلق من النافذة".
والجدير ذكره أن منظمة الصحة العالمية تصنف اليمن على أنها إحدى أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم إلى جانب سوريا وجنوب السودان ونيجيريا والعراق. وحذرت الأمم المتحدة من أن 17 مليوناً، أي ما يعادل ثلثي السكان، يواجهون خطر المجاعة في اليمن.
ويشار إلى أنه هذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، الدولة الأفقر في شبه الجزيرة العربية. ويتسبب وباء الكوليرا شديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.
خ. س/ ح. ع. ح (أ ف ب)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة