قال الصليب الأحمر إن سبعين شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية سلمت إلى أربع بلدات محاصرة في سوريا للمرة الأولى منذ نحو ستة أشهر، فيما أكدت حصيلة جديدة أن عدد القتلى المدنيين في حلب منذ انهيار الهدنة بلغ 231 شخصا.
إعلان
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قوافل المساعدات الانسانية وصلت إلى مضايا والزبداني بالقرب من دمشق ولقريتي الفوعا وكفريا في محافظة إدلب في الشمال الغربي، وذلك لأول مرة منذ نصف عام. ويبلغ سكان مضايا القريبة من الحدود اللبنانية نحو أربعين ألفا وتحاصرها القوات المتحالفة مع الحكومة السورية منذ نحو ستة أشهر. وتبقى في الزبداني ألف شخص فقط.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة أن في كفريا والفوعا في محافظة إدلب نحو 20 ألف شخص. وتحاصرها قوات المعارضة منذ إبريل نيسان 2015. واستأنفت عمليات المساعدة التابعة للأمم المتحدة نشاطها في سوريا يوم الخميس بعد توقف دام 48 ساعة بسبب هجوم دام. وأوقفت الأمم المتحدة تسليم المساعدات بعدما هوجمت قافلة مؤلفة من 31 شاحنة يوم الاثنين الماضي في أورم الكبرى في غرب حلب. وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن أحد أفراده و20 مدنيا قتلوا ودُمر مخزن.
في سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن 231 مدنيا على الأقل لقوا حتفهم في أعمال عنف بمدينة حلب السورية وضواحيها منذ انهيار الهدنة، وسط عمليات قصف جوي للقوات الحكومية وحليفتها روسيا ضد المعارضين هناك. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أمس (الأحد 25 سبتمبر/ أيلول 2016)، إن حصيلة القتلى تشمل 23 مدنيا قتلوا في غارة جوية استهدفت القطاع الشرقي من حلب الذي يسيطر عليه المعارضون المسلحون منذ مساء أمس. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجمات التي أسفرت عن مقتل العشرات بأنها "عمليات القصف الأكثر استمرارا وشدة" منذ بداية الأزمة السورية.
ووصف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا بكلمات مؤثرة الأوضاع في الجزء الشرقي لمدينة حلب السورية الذي يشهد غارات جوية مستمرة. وجاء في تقرير دي ميستورا الذي عرضه على مجلس الأمن أمس الأحد (التوقيت المحلي) في نيويورك: "لدينا تقارير وفيديوهات وصور عن استخدام قنابل حارقة تنتج كرات لهب هائلة بدرجة تضيء الظلام الحالك في شرق حلب كما لو كان نهارا".
حلب.. بقايا مدينة بين فكي الموت!
بعد أن كانت الحاضرة الاقتصادية لسوريا تحولت حلب إلى شبه صحراء تنتشر فيها راحة الموت ويسمع في جنباتها أنين الأطفال والأرامل، وتغطيها أكوام الحطام. مرت الحرب الضارية من هنا وتركت بصماتها. وللأسف لا تزال مقيمة وتأبى الرحيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
أكوام وأكوام وأكوام...من الحطام
بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
آثار القصف
تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
نبش الحطام...بالأظافر
تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sultan
سُحب الدخان كسلاح
تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
افتراش السيارات والتحاف السماء
من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
بيوت للاجئين
طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.
صورة من: picture-alliance/AP-Photo
حتى المساجد لم تنجُ بجلدها (بقبابها)
لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.
صورة من: picture-alliance/AA/T. el Halebi
القصف والانفجارات تخرق صمت الليل
لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kurab
حديقة لزراعة الخضار وسط الدمار
يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!
صورة من: picture-alliance/AA/M. El Halabi
بانتظار...الخبز
يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أطفال بعمر الزهور يقتنصون هدنة
حالف الحظ هؤلاء الأطفال بهذه الفسحة من الوقت ليلعبوا قليلاً ويستعيدوا بعضاً من لحظات طفولتهم المسروقة. الصورة مأخوذة في حي الأتارب وعمر الصورة شهر. كبر الكثير من الأطفال قبل أوانهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
لعبة الحرب...للكبار وللأطفال!
هنا لا يلعب الأطفال ألعابهم التقليدية فقط. إذ انخرط بعضهم بشكل غير واعٍ في تقليد الكبار، فشرعوا يطلقون النار على بعضهم البعض من مسدسات بلاستيكية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
استثناء يؤكد القاعدة
لم يحل الدمار في كل مكان. حتى الآن، لم تطل يد الدمار والحرب كنيسة القديسة ماتيلدا للروم الملكيين الكاثوليك. تظهر في الصورة احتفالات الكنيسة بمناسبة "يوم الشباب الدولي" 2016 إذا تجمع في الكنيسة المئات للاحتفال بهذا المهرجان الذي نظمته الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
13 صورة1 | 13
وكتب دي ميستورا في التقرير أن التحري عن العدد الدقيق للغارات الجوية التي يتم معظمها في الليل أمر غير ممكن، وأضاف: "سمعنا عبارة (لا مثيل له) سواء فيما يتعلق بالعدد أو حجم ونوع القصف". وأوضح دي ميستورا أن هناك تقارير عن استخدام قنابل خارقة للخنادق، مشيرا إلى أن هناك صورا لفوهات أرضية أكبر من التي كانت تحدثها غارات سابقة. وأضاف دي ميستورا: "المدنيون في كل مكان بالمدينة يسألون أنفسهم أي مكان على الأرض في هذه المدينة المعذبة من الممكن أن يكون آمنا".
وقال المرصد إن هذا الارتفاع في موجة العنف يأتي مع تأزم الوضع الإنساني داخل الأحياء الشرقية من المدينة، نتيجة النقص الحاد في الخضروات والمحروقات و المواد الغذائية، الناجم عن استمرار حصار المدينة من قبل قوات النظام منذ 17 تموز/ يوليو الماضي من العام الجاري، عند سيطرة قوات النظام على طريق الكاستيلو.
من جهة أخرى، قالت مصادر اعلامية مقربة من القوات السورية إن الجيش السوري استهدف تجمعاً لمسلحي جماعة جيش الإسلام المعارضة في منطقة الغوطة شرقي العاصمة دمشق ليل الأحد/ الاثنين. وذكرت المصادر ان "16 مسلحا من تنظيم جيش الإسلام من بينهم القائد العسكري توفيق خالد الخنشور الملقب بـ "أبو عبادة الصلح" قتلوا في قصف استهدف مواقع لهم في مزرعة واقعة بالقرب من بلدة حزرما بغوطة دمشق الشرقية خلال تحضيرهم لهجوم على نقاط الجيش بمنطقة مرج السلطان".