رمضان هو في الحقيقة فترة الشعائر الجماعية، لكن وباء كورونا قلب الطقوس الدينية رأسا على عقب. وهذه زيارة لعائلة مسلمة في برلين أثناء الإفطار.
إعلان
"من المهم الاحتفال في رمضان مع الأسرة"، يقول الأب السيد باج خلال وجبة الإفطار، عند هذه الأسرة البرلينية خلال شهر رمضان، الذي يستمر هذا العام حتى الـ 23 من مايو/ أيار. هناك مأكولات لذيذة وطبخ بسيط مكون من ثلاث وجبات. وحتى أثناء الإفطار تغير الكثير. "فهو في الحقيقة فرصة للالتقاء"، يقول الأب سليمان باج. ففي شهور رمضان الماضية، كانت العائلة تستقبل على الأقل في أمسية واحدة كل أسبوع ضيوفا لتناول الطعام جماعيا. وفي أمسيات أخرى تُحيا صلة الرحم مع عائلات صديقة أخرى. "كل هذه العادات أُلغيت هذه السنة. وهذا محزن"، على حد قول السيد باج البالغ من العمر 52 عاما. وهو مضطر للبقاء مع وزوجته لطفية والأبناء سليم وأنس إضافة إلى البنت رمايسة طوال النهار في البيت. وحتى االصلاة في لمسجد لم تعد ممكنة.
الاستعداد "للجوع التطوعي"
اليوم طويل عند عائلة باج التي استيقظت قبل الساعة الثالثة صباحا بقليل للسحور وأداء صلاة الفجر. ومن شروق الشمس إلى غروبها لا مجال للأكل أو الشرب. فهناك، كما يقول الأب في الاسلام فلسفة "الجوع التطوعي" التي تعود إلى زمن رسول الإسلام. وكما هو الحال لدى الكثير من المؤمنين، فإنه يصوم قبل أياما قبل رمضان، استعدادا لاستقبال الشهر الكريم. "إذا كانت معدتك خاوية، فإن قلبك يكون خفيفا".
القلق على الوالد
وعندما سألناه عن سكناه، رد بسرعة: من غلزنكيرشن. قدم سليمان باج إلى هذه المدينة وعمره لا يتجاوز سبع سنوات رفقة والديه من تركيا. تمكن من اكتساب أصدقاء والتحق بالمدرسة وانتقل ليشتغل مثل الكثيرين في المناجم. وعندما يتحدث عن والديه ينتابه شيء من الحزن ويحكي عن والده البالغ من العمر 74 عاما الذي يتوجه ثلاث مرات في الأسبوع لمركز صحي من أجل تطهير الدم. وأحد المرضى أصيب بفيروس كورونا، ولذلك وجب على الوالد المكوث في الحجر الصحي لأسابيع. "كنا نخشى على حياته"، يقول سليمان. وزوجة باج جاءت إلى المانيا عام 1989 ولا تتقن الألمانية. أما الأطفال الثلاثة فهم إما يدرسون في الجامعة أو يتابعون تكوينهم المهني.
وجوابا على السؤال من يشاهد نتفليكس، تُرفع اليد الأولى ثم الثانية والثالثة. "ليس دائما، فقط أحيانا"، تقول البنت. "أنت تشاهدين أكثر من مرة"، يرد الشقيق الأكبر الذي تولى رفع الأذان، وبعدها يتقدم الأب لإمامة الصلاة.
ولم يكن أحد يتوقع أن يسود الهدوء شهر رمضان بهذا الشكل غير المعتاد هذه السنة بسبب كورونا. وفي مدن المانيا تُنظم مظاهرات مناهضة لإجراءات الحجر الصحي، لكن لا توجد مظاهرات مضادة من قبل ملايين المسلمين في ألمانيا.
تنويه من الرئيس الألماني
والأحد الماضي تقدم الرئيس الألماني بالشكر للكنائس والمجموعات الدينية الأخرى لالتزامها بإجراءات محاربة كورونا. فمن البداية كان تعاملها مسؤولا وحكيما. وهناك فيض من العروض الرقمية على الانترنت بشأن صلاة الجمعة والخطب والمحاضرات. بدوره، عبر الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين، عبد السلام اليزيدي عن دهشته من الانضباط في أوساط المسلمين."كنت أتوقع أن جزء كبيرا من المسلمين بسبب سيتقيد بقواعد الحماية الصحية"، يقول اليزيدي لـDW. "لكن أن يصل الحال لهذا الانضباط، فهذا أدهشني. هم يعرفون مسؤوليتهم ويتحملونها".
بين الوحدة والتكاثف
عودة إلى مائدة إفطار عائلة باج في شمال برلين. والكلام يدور الآن حول مسجد في جنوب المدينة حيث تجمع مئات المسلمين في بداية رمضان عكس التوجيهات ـ وهي الحادثة الوحيدة في برلين. وبسبب إغلاق المسجد سُمح برفع الأذان عبر مكبرات الصوت في الخارج. وبات الإفطار في زمن كورونا يتم في أجواء حزينة، لأنه "لا يمكن استقبال ضيوف، لكن لحسن الحظ هناك العائلة". ويلاحظ المرء الوحدة والعزلة، لكن الشعور بالتكاثف قائم. "وربما سيبقى هذا الإفطار في الذاكرة"، كما يقول سليمان عند وداعي. "كنت أنت الضيف الوحيد خلال هذه الأسابيع الأربعة".
كريستيان شتراك/ م.أ.م
في صور.. بسبب كورونا هكذا احتفى مسلمون حول العالم بقدوم رمضان
يتميز شهر رمضان بالأجواء الاحتفالية. وبالرغم من جائحة كورونا التي تسببت في إغلاق دور العبادة وفرض التباعد الاجتماعي في معظم أطراف المعمورة، احتفل مسلمون حول العالم بقدوم شهر الصيام. لكن كيف؟ تابعوا هذه الصور.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
الحرم المكي خال من المصلين
يظهر الحرم المكي خالياً من المصلين في مشهد غير معتاد تسببت فيه جائحة كورونا. وبالرغم من استمرار تعليق الصلوات خلال شهر رمضان، استطاع البعض الدخول للحرم في اليوم الأول منه. إلا أن أغلبية الأشخاص في الصورة هم عمال النظافة والتعقيم الذين يلعبون دوراً محورياً في مواجهة الجائحة.
صورة من: Getty Images
إفطار جماعي في سريلانكا
بالنسبة للمعايير الأوروبية يعد تجمع هذه العائلة للإفطار في مدينة ملوانا بسريلانكا خرقاً واضحاً لإجراء التباعد الاجتماعي. لكن الصورة تظهر الرغبة في ممارسة الطقوس المعتادة حتى في ظل جائحة عالمية، حيث جرت العادة في أغلب البلاد الإسلامية على إفطار العائلات سوياً حول المائدة.
صورة من: Getty Images/I. S. Kodikara
صلوات جماعية مطابقة للمعايير
تقول إسرائيل إنها تتبع إجراءات وقائية صارمة من أجل السيطرة على انتشار الفيروس، وأداء الصلوات للفلسطينيين وعرب وإسرائيل لا يمثل استثناءً. هذه الصورة لصلاة جماعية في موقف للسيارات عند شاطئ مدينة يافا حيث يلتزم المصلون بقواعد التباعد الاجتماعي، وتساعدهم في ذلك االخطوط البيضاء على الأرض.
صورة من: Getty Images/A. Gharabli
الأذان بالكمامة في إندونيسيا
لم يدع الإمام الإندونيسي بامبانغ سوبريانتو فيروس كورونا يؤثر على الطقوس الدينية المعتادة في رمضان، حيث يستعين بشبكة الإنترنت ليقوم بواجباته. ويقوم إمام مسجد "سوندا كيلابا" في العاصمة جاكارتا برفع الأذان وتلاوة القرآن في بث حي من المسجد على منصات التواصل الاجتماعي مستخدماً هاتفه الجوال. كما يساهم في نشر الوعي بالقواعد الوقائية عن طريق ارتداء الكمامة أثناء البث.
صورة من: Reuters/W. Kurniawan
الصلاة في الهواء الطلق
وفي مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية احتفل العاملون بأحد مراكز الرعاية الاجتماعية، والذي يضم مسجداً بإسم مسجد السلام، بقدوم شهر رمضان عن طريق تثبيت حروف كبيرة تشكل جملة "رمضان كريم".
صورة من: Getty Images/E. Cromie
الصلاة في الهواء الطلق
حتى وإن أُغلقت المساجد يستطيع الناس الصلاة والتعبد في منازلهم، لكن هذا الطفل السريلانكي فضل أن يصلي في الهواء الطلق على سطح إحدى البنايات في مدينة كولومبو. ونرى الطفل في الصورة على سجادة الصلاة، متوجهاً إلى السماء بالدعاء إلى حين حلول موعد الإفطار.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
فيديو من المسجد في بافاريا
في زمن كورونا أصبح الإنترنت إحدى أهم طرق التواصل بين الناس. ولا يختلف الأمر بالنسبة للعبادات في شهر رمضان، حيث نرى في الصورة رئيس منتدى الإسلام بمدينة بينزبرغ البافارية بنيامين إدريس وهو يسجل تلاوته للقرآن بإستخدام هاتفه النقال. ومن خلال هذه الصورة نستطيع أن نرى سبب حصول المسجد الذي افتتح في 2005 على جائزة للتميز المعماري.
صورة من: Reuters/A. Uyanik
أنوار في تركيا
بالرغم من سطوع أنوار برج غلطة التاريخي، خلت المنطقة المحيطة به بمدينة إسطنبول من الزوار في مشهد يظهر وحدة المدن بدون البشر. وكانت السلطات أعلنت عن استمرار غلق المساجد في رمضان من أجل منع انتشار فيروس كورونا.
صورة من: Getty Images/B. Kara
رفع الأذان في نيبال
يقف هذا المؤذن في العاصمة النيبالية كاتماندو لرفع الأذان في أول أيام شهر رمضان كما جرت العادة. وبالرغم من جائحة كورونا، سيستمر رفع آذان بصيغته المعتادة في مساجد المدينة.
صورة من: Getty Images/P. Mathema
ساحة المعارض للعلاج والصلوات في سنغافورة
هذا المبنى الحديث الذي نراه في الصورة يكون عادة أكثر ازدحاماً، فالمبنى المعروف بـ "إكسبو سنغافورة" هو أكبر ساحة معارض في البلاد. وبسبب جائحة كورونا تم تخصيص المكان للمصابين بالفيروس للتعافي من المرض، ونراهم في الصورة يؤدون الصلاة الجماعية. من إعداد لانغا ماركو/ س.ح