أعلن رئيس الوزراء التونسي أن 36 متطرفا و12 أمنيا وسبعة مدنيين قتلوا في الحصيلة النهائية للهجمات الجهادية غير المسبوقة التي شنت أمس ببن قردان قرب الحدود الليبية. وأكد أن الإرهابيين سعوا إلى إقامة إمارة في المنطقة ذاتها.
إعلان
قال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد اليوم الثلاثاء (الثامن مارس/آذار 2016) إن حوالي 50 من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" هاجموا مدينة بن قردان الواقعة على الحدود مع ليبيا أمس الاثنين سعيا لإعلان المدينة إمارة جديدة تابعة لهم. وأضاف أن عدد القتلى في مواجهات أمس الاثنين ارتفع إلى 55 قتيلا من بينهم 36 "إرهابيا" و12 من أفراد قوات الأمن بالإضافة إلى سبعة مدنيين. وقال الصيد إن جنديا وعنصر جمارك و10 عناصر في قوات الأمن الداخلي بين القتلى الـ12 "اُغتيل أحدهم في منزله". وأضاف أن 14 عنصر أمن وثلاثة مدنيين جرحوا.
وهاجم عشرات المقاتلين التابعين لـ"لدولة الإسلامية" ثكنة عسكرية ومراكز أمنية في بن قردان فجر أمس واشتبكوا مع قوات الأمن التي لاحقت هذه العناصر في شوارع المدينة. وكشف الصيد في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء أن عدد المقاتلين بلغ حوالي 50 وأنهم بدأوا هجومهم بإشارة انطلاق صدرت من مسجد بالمدينة فجر الاثنين.
وأضاف أن التحقيقات مع سبعة معتقلين كشفت مخططاتهم لإعلان إمارة إسلامية في بن قردان عبر السيطرة على المقرات الأمنية والعسكرية وإحداث الفوضى واستغلال أهالي المدينة الذين قد يتعاطفون معهم.
ومضي يقول "نيتهم كانت إعلان إمارة إسلامية هناك وكانوا يتوقعون أن يساعدهم أهالي المدينة في ذلك وأن يتعاطفوا معهم لكن أهالينا أظهروا وطنيتهم وساهموا مع الجيش في الإطاحة بهم."
تونس توحد العالم في لفتة رمزية لمناهضة الإرهاب
في مشهد رمزي ذي دلالة قوية، تحولت تونس إلى عاصمة دولية لمناهضة الإرهاب، وذلك من خلال تدفق رؤساء دول وحكومات ومسؤولين من مختلف دول العالم، للمشاركة في مسيرة دولية ضد الإرهاب شارك فيها أيضا عشرات الآلاف. الحدث في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
في مسيرة رمزية ضد الإرهاب، احتضنتها تونس، شارك رؤساء ومسؤولون من مختلف دول العالم. حيث حضر رؤساء كل من فرنسا وبولندا وفلسطين والغابون، ورؤساء حكومات إيطاليا والجزائر. كما شارك أيضا وزير الداخلية الألماني.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
ممثلو الوفود الرسمية وضعوا الورود في مدخل متحف باردو إلى جانب النصب التذكاري، الذي تم تدشينه اليوم لتخليد ضحايا الهجوم الدامي في 18 آذار/مارس، والذي ذهب ضحيته 22 قتيلا، بينهم 20 من السياح الأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nicolas Maeterlinck
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال في كلمة مقتضبة: إن "الشعب التونسي برهن أنه لا يخضع للإرهاب، وأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه يدافع كرجل واحد".
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
كما ألقى الرئيس الفرنسي أولاند كلمة في متحف باردو، وقال: "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب". ورغم أن فرنسا تشهد اليوم تنظيم الدور الثاني لانتخابات المناطق، إلا أن أولاند حرص على التواجد، معتبرا أن "فرنسا صديقة تونس، ويجب أن تكون حاضرة هنا اليوم".
صورة من: picture-alliance/dpa/Emmanuel Dunand
وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، قال للصحفيين في تونس: إنه "شرف كبير للحكومة الألمانية أن تسهم في المسيرة". كما أكد أن "الهجوم على متحف باردو لا يمثل جريمة شنيعة للاستقرار التونسي فحسب، ولكن أيضا تهديد للمجموعة الدولية".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
العديد من الشخصيات الوطنية التونسية كانت حاضرة أيضا، مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي قال قبل أيام إن العملية الإرهابية التي وقعت بمتحف باردو تهدف لـ"ضرب الاقتصاد التونسي لمحاولة عرقلة التجربة الديمقراطية".
صورة من: picture-alliance/dpa/Mohamed Messara
وشارك في المسيرة عشرات الآلاف من المواطنين التونسيين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، انطلاقا من ساحة باب سعدون عبر الشارع الرئيسي بباردو "20 مارس".
صورة من: picture-alliance/dpa
وردد المتظاهرون "تونس حرة، والإرهاب على برا"، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية، في مشهد يعكس وحدة وطنية في مواجهة الإرهاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
وإلى جانب المشاركة الرسمية العربية، شارك أيضا مواطنون عرب مقيمون في تونس في المسيرة ورفعوا أعلام بلدانهم، في تعبير عن التضامن العربي مع تونس.
صورة من: Dunand/AFP/Getty Images
وتسعى تونس عبر المسيرة الدولية إلى حشد دعم دولي وتجنب أكثر ما يمكن من التأثيرات الكارثية على ما تبقى من الموسم السياحي الحيوي للاقتصاد التونسي، والذي يشغل قرابة 400 ألف عامل، ويسهم بنسبة سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
وقبيل المسيرة استفاق التونسيون على خبر مقتل لقمان أبو صخر، زعيم كتيبة عقبة بن نافع، أكبر جماعة جهادية في تونس. أبو صخر متهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو. إعداد: ف.ي
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وتؤكد مخابئ الأسلحة التي كشفتها السلطات أمس الاثنين خطط هؤلاء المقاتلين لإعلان إمارتهم الجديدة على ما يبدو.
وقال رئيس الوزراء التونسي إن التحقيقات مع المعتقلين قادت السلطات لكشف ثلاثة مخابىء كبيرة للأسلحة تضم "أسلحة حربية هامة". ولم يتضح على الفور ما إذا كان المهاجمون قد عبروا الحدود، لكن سيناريو هجوم أمس هو ما كانت السلطات التونسية تخشاه خصوصا مع تزايد نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا مستفيدا من الفوضى العارمة هناك. ورفعت تونس حالة التأهب على حدودها منذ غارة أمريكية على متشددين في مدينة صبراتة الليبية. وقال الصيد إنه لم يتبين على الفور إن كان المهاجمون جاءوا من لبيبا أم أنهم ضمن خلايا نائمة موجودة في بن قردان مضيفا أن التحقيقات مع المعتقلين ستساعد السلطات على معرفة هذا.
وتقوم قوات الامن التونسية الثلاثاء بتمشيط منطقة بن قردان، وقال المتحدث باسم الوزارة ياسر مصباح "إن عملية عناصر الأمن والشرطة والجيش مستمرة. والتمشيط مستمر"، موضحا أن الوضع في مدينة بن قردان "مستقر".