أصدرت محكمة صينية اليوم (الاثنين 20 أغسطس / آب 2012) حكما بالإعدام مع وقف التنفيذ بحق جو كايلاي، زوجة بو شي لاي الزعيم الإقليمي المخلوع بالحزب الشيوعي، بتهمة جريمة قتل مواطن بريطاني. وقال هي زينج شينج محامي عائلة المواطن البريطاني نيل هيوود إن محكمة في مدينة هيفي شرق الصين أدانت جو كايلاي بتسميم هيوود في تشرين ثان/ نوفمبر 2011 في مدينة شونج كينج. وأضاف المحامي أن المحكمة أصدرت أيضا حكما بالسجن تسع سنوات بحق زينج شياو مساعد جو الذي عاونها في قتل هيوود.

وتطورت هذه القضية لتتحول إلى أكبر فضيحة سياسية تواجه الحزب الشيوعي خلال عقد من الزمان بعد إقالة وانج لي جيون قائد الشرطة السابق المتشدد بمدينة شونج كينج، وهو حليف بو من أمد طويل، وهروبه إلى قنصلية أمريكية في شباط/ فبراير من العام الجاري. وحوكم أيضا أربعة من عناصر الشرطة بالمدينة في الأسبوع الماضي بتهمة التستر على مقتل هيوود. وقال خبراء قانونيون صينيون إنه من المتوقع أن يحاكم وانج قريبا بتهم يمكن أن تشمل الخيانة.

وخلال المحاكمة التي استغرقت سبع ساعات، لم يطعن المتهمون في التهم المنسوبة إليهم. وصور الادعاء جو على أنها أم تعرضت للابتزاز وأرادت حماية ابنها من تهديدات هيوود بعد خلاف على مدفوعات متعلقة بـ"مشروع أرض". ونقل عن جو قولها: "يجب أن أقاتل حتى موتي لوقف جنون نيل هيوود". وكان زوجها سياسيا شعبويا مثيرا للجدل ورشح من قبل لتولي منصب قيادي رفيع المستوى. وفقد بو منصبه في المدينة في آذار/مارس وعلقت عضويته في المكتب السياسي القوي للحزب الذي يضم 25 عضوا في نيسان/ أبريل عندما أعلنت الحكومة أن زوجته جو يشتبه في تورطها في مقتل هيوود. وعادة ما يتم تخفيف عقوبة الإعدام مع إرجاء التنفيذ إلى السجن لمدة تصل إلى 25 عاما أو مدى الحياة مع مراعاة حسن السلوك في السجن، إلا أن مؤسسة دوي هوا وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة، قالت اليوم إن جو كايلاي قد يفرج عنها من السجن بعد تسع سنوات وأضافت: "إن الغالبية العظمى من أحكام الإعدام مع إرجاء التنفيذ لمدة عامين تخفف إلى سجن مؤبد بعد مرور عامين". وقالت الجماعة إن أي فرد محكوم عليه بالسجن المؤبد يجوز له الحصول على العفو الطبي بعد مرور سبع سنوات، مما يعني أن جو يمكن أن تمضي ما قدره تسع سنوات في حالة منحها عفو صحي. وأضافت المنظمة الحقوقية أن الأشخاص الذين يمنحون تأجيل عامين في أحكام الإعدام في الصين يمضون ما متوسطه 18 سنة في السجن.

(ح.ز/ د.ب.أ / رويترز)

مراجعة: سمر كرم