بعد أن هددت روسيا بأنها سترد إذا نشرت واشنطن صواريخ متوسطة المدى في آسيا، حذرت بكين بأنها "لن تقف مكتوفة اليدين" إزاء نشر صواريخ في في الباسفيك على "أعتاب الصين"، ملوحة "بإجراءات مضادة".
إعلان
حذّرت الصينُ الولاياتِ المتحدة اليوم الثلاثاء (6 آب/ أغسطس 2019) من مغبّة نشر صواريخ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، داعيةً أيضا دول المنطقة، خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، إلى أن تكون "حذرة".
وكان زير الدفاع الأمريكي الجديد مارك إسبر قد قال يوم السبت في أستراليا إنه يؤيد نشر صواريخ متوسطة المدى تطلق من البر في آسيا في وقت قريب نسبيا، ربما خلال شهور. يأتي ذلك في أعقاب انسحاب واشنطن رسميا الأسبوع الماضي من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تم التوقيع عليها مع الاتحاد السوفيتي في 1987، خلال فترة الحرب الباردة والتي تحظر الصواريخ التي تطلق من البر ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.
وردًا على سؤال عن احتمال أن تنشر واشنطن أسلحة تقليديّة جديدة متوسّطة المدى في آسيا، قال إسبر في الطائرة التي أقلّته إلى سيدني في إطار جولة في آسيا تستمرّ أسبوعًا "نعم (...) نُريد أن نقوم بذلك في أقرب وقت". وأضاف لصحافيّين رافقوه في جولته "أفضّل أن يتمّ ذلك خلال أشهر، لكنّ هذه الأمور تستغرق عادةً وقتًا أطول من المتوقّع". ولم يُحدّد إسبر المكان الذي تعتزم فيه واشنطن نشر تلك الأسلحة، متابعًا "لا أريد التكهّن (...) إنّها أمور نناقشها دائمًا مع الحلفاء".
واعتبر إسبر أنّ على الصين ألا تفاجأ بالخطط الأمريكية، وقال "ينبغي ألا يشكّل ذلك مفاجأةً لأنّنا نتحدث عنه منذ وقت غير قصير. أود أن أؤكّد أنّ ثمانين في المئة من ترسانتهم مؤلّف من أسلحة تشملها معاهدة الأسلحة المتوسطة. ليس مفاجئا اذا أن نبدي رغبتنا في قدرات مماثلة".
وقال فو كونغ المدير العام لإدارة الحد من الأسلحة التابعة لوزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء إن بكين "لن تقف مكتوفة اليدين". وأضاف للصحفيين "إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ في هذا الجزء من العالم، على أعتاب الصين، ستكون الصين مضطرة لاتخاذ إجراءات مضادة".
وأضاف "أدعو جيراننا إلى التحلي بالحكمة وعدم السماح للولايات المتحدة بنشر صواريخ متوسطة المدى على أراضيهم. ولم يحدد فو كيف سترد الصين لكنه قال "كل شيء سيكون مطروحا على الطاولة" إذا سمح حلفاء الولايات المتحدة بنشر الصواريخ.
وكانت روسيا قد أمس الاثنين إنها ستتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ في آسيا. وسئل سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي عن احتمال نشر الولايات المتحدة صواريخ فقال إن روسيا لا تعتزم الدخول في سباق تسلح مع واشنطن ولكنها سترد بشكل دفاعي على أي تهديدات.
وقال في مؤتمر صحفي "إذا بدأ نشر أنظمة أمريكية جديدة وبالتحديد في آسيا سنتخذ الخطوات المقابلة التي تحقق توازنا مع مثل تلك الإجراءات من أجل التصدي لمثل هذه التهديدات". وقال إن موسكو تتوقع أن تنشر طوكيو قريبا نظام إم كيه-41 الأمريكي لإطلاق الصواريخ في اليابان.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
تقنيات أحدثت ثورات في عالم السلاح
يحذر خبراء الذكاء الاصطناعي" أي آي " من مخاطر ثورة قد تحدث لو طُورت أسلحة مميتة ذاتية التحكم والعمل بشكل غير مدروس، لكنّ السؤال المهم يبقى: ما هي الاختراعات التي أحدثت فعلا ثورات في عالم السلاح وصناعته؟
صورة من: Getty Images/E. Gooch/Hulton Archive
" أي آي " الثورة الثالثة في عالم السلاح
كتب أكثر من مائة خبير في الذكاء الاصطناعي إلى الأمم المتحدة وطالبوها بحظر الأسلحة ذاتية التحكم التي يمكن أن تنشط دون تدخل بشري. حتى الآن لا وجود لروبوت قاتل، لكنّ القفزات في مجال الذكاء الاصطناعي جعل ظهورها ضمن المستقبل المنظور. في رسالتهم أكد الخبراء أنّ هذه الأسلحة ستمثل الثورة الثالثة، بعد البارود والأسلحة النووية.
صورة من: Bertrand Guay/AFP/Getty Images
البارود
أول ثورة في عالم السلاح حدثت باختراع البارود من قبل الصينيين الذين بدأوا باستخدامه بين القرنين العاشر والثاني عشر بما يمكنّهم من إطلاق مقذوفات من خلال مواسير أسلحة بسيطة. وسرعان ما انتشر في الشرق الأوسط وأوروبا في القرون التالية، وحال ما استقرت صناعتها، أثبتت الأسلحة النارية قدرتها على القتل بما يفوق بأضعاف قدرة القوس والسهم والرمح.
صورة من: Getty Images/E. Gooch/Hulton Archive
المدفعية
أدى اختراع البارود الى دخول المدفعية الى الميدان. وشرعت الجيوش منذ القرن السادس عشر باستخدام قطع مدفعية قادرة على اطلاق كرات معدنية ثقيلة نحو جنود المشاة المهاجمين ولإحداث ثغرات في الأسوار المحيطة بالمدن والحصون . في القرن التاسع عشر طورت أنواع أشد فتكا من المدفعية وزج بها الى ميادين القتال في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الأسلحة الرشاشة
أواخر القرن التاسع عشر اخترعت الأسلحة التي ترمي رشقات نارية متتالية سريعة، فغيرت فورا شكل ساحات الحرب. الأسلحة الرشاشة، كما باتت تعرف، أتاحت للمهاجمين السير نحو العدو تحت غطاء ناري كثيف يمنعه من المواجهة. قدرة السلاح المميتة تجلت في معارك الحرب العالمية الأولى حيث تمكن المتحاربون من قتل جنود المشاة وهم يتقدمون عبر الأرض بين القطعات.
صورة من: Imperial War Museums
الطائرات المقاتلة
العقول التي تحرك الجيوش لم تهمل اختراع أول طائرة عام 1903، فبعد ست سنوات، اشترى الجيش الأمريكي أول طائرة حربية غير مسلحة وهي "رايت ميليتري فلاير" المنتجة عام 1909. في السنوات التي تلت، استمرت تجارب العلماء والمختصين على الطائرات وطورت القاذفة والمقاتلة. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، باتت القاذفات والمقاتلات عماد سلاح الجو الذي أنشأ مستقلا عن الجيوش.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/U.S. Airforce
العجلات والوحدات الآلية
اعتادت الجيوش على استخدام الجنود والخيول للحرب ولنقل المعدات العسكرية. ولكن بحلول الحرب العالمية الأولى بدأت الجيوش باستخدام الآليات من قبيل السيارات والدراجات النارية والشاحنات والدبابات والمدرعات وناقلات الأشخاص المدرعة فكانت النتيجة جيوشا شديدة البأس. ألمانيا النازية هي أول من أطلق استراتيجية الحرب الآلية الخاطفة " Blitzkrieg".
صورة من: ullstein bild - SV-Bilderdienst
الصواريخ
رغم قدرة المدفعية التدميرية، فقد بقي مداها قصير نسبيا، وجاء اختراع الصواريخ في الحرب العالمية الثانية ليتيح فجأة للجيوش استهداف أهداف تبعد عنها مئات الكيلومترات. كان أول صاروخ من صنع المانيا وهو V-2 بدائيا، لكنه أرسى القواعد لصناعة الصواريخ العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الطائرات النفاثة
ظهرت الطائرات النفاثة أول مرة نهاية الحرب العالمية الثانية الى جنب الطائرات المروحية. المحركات النفاثة زادت من سرعة وقدرة الطائرات على الارتفاع ما جعلها هدفا صعبا لمدفعية والأسلحة المضادة الطائرات وحتى شبكات الرادار. بعد الحرب العالمية الثانية طورت طائرة استطلاع نفاثة تملك القدرة على التحليق على ارتفاع 25 كيلومتر وتطير بسرعة تفوق سرعة الصوت.
صورة من: picture-alliance
الأسلحة النووية
الثورة الثانية في عالم السلاح اعلنت عن نفسها بشكل مروع في السادس من آب/ اغسطس 1945 حين القت الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة هيروشما في اليابان "الصبي الصغير" وهي القنبلة النووية الأولى . قتلت القنبلة وجرحت فورا من 60 الى 80 ألف انسان . في الحرب الباردة طوّرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا آلاف القنابل الأشد فتكا.
صورة من: Getty Images/AFP
ماكنة الحرب في العصر الرقمي
شهدت العقود الأخيرة تناميا في استخدام الكومبيوتر في الماكنة العسكرية. العالم الرقمي جعل وسائل الاتصال أسرع وأبسط، وزاد إلى حد كبير من دقة إصابات بعض الأسلحة. وتركز الجيوش اليوم على تطوير وسائل الحرب الإلكترونية، للدفاع عن البنية التحتية ولتمكين الجيوش من مهاجمة الخصوم على فضاء السايبر.الكسندر بيرسن/ ملهم الملائكة