تنشط بعض نوادي الدوري الألماني لكرة القدم في السوق الصينية الواعدة بالنسبة لها، لكن المشكلة ليست فقط في اضطرارها إلى إعادة النظر بالجانب الأخلاقي للعقود، بل أيضا في التكيف مع سلوكيات الشركاء غير المألوفة لهم.
إعلان
البروفيسور يورغن ميتاغ لا يتعجب من رد فعل الجانب الصيني، فمدير معهد تطوير الرياضة الأوروبية وبحوث وقت الفراغ في المعهد العالي للرياضة بكولونيا الألمانية يهتم منذ سنوات بالتطور السياسي في الصين. وما حصل لفريق هوستون روكيتس من دوري كرة السلة الأمريكي هو حسب وجهة نظر ميتاغ انعكاس سياسة قمعية للرئيس الصيني شي جين بينغ والتي تعني من وجهة نظر البروفسور: "الرياضة يتم استغلالها سياسيا".
خبر عبر المواقع الاجتماعية مرسل عبر تويتر من مدير أعمال روكيتس، داريل موري تسبب في ردود فعل قوية من الصين. "ناضلوا من أجل الحرية. دعونا نقف وراء هونغ كونغ"، كما كتب الرجل البالغ من العمر 47 عاما وجلب لنفسه غضب القيادة الصينية بتبعات قاسية.
واتحاد كرة السلة الصيني أنهى بعدها بقليل التعاون مع فريق الدوري الأمريكي لكرة السلة وبنك من شانغهاي ومنتج مستلزمات رياضية تخلوا عن صفقات الرعاية. وقناة التلفزة الحكومية أعلنت أنها لن تبث بعض المباريات التمهيدية لموسم كرة السلة الأمريكي. وهذا في سوق تعد بكثير من المال لأولئك الذين يريدون تثبيت مكانتهم.
تأويل خاص للعقود
ومعروف أنه ليس فقط الدوري الأمريكي لكرة السلة يحاول منذ مدة خلق مكانة له في الصين. فحتى الدوري الألماني لكرة القدم يسعى للحصول على موارد مالية إضافية في السوق الكبيرة هناك، والتي تضم حوالي 500 مليون من المعجبين بكرة القدم. وعليه فإن الدوري الألماني لكرة القدم ممثل منذ مارس/ آذار 2019 بمكتب في بكين. وبوروسيا دورتموند وأينترخت فرانكفورت وبوروسيا مونشنغلادباخ وبايرن ميونيخ وشالكه وفولفسبورغ فتحت مكاتب تمثيلية في الصين ايضا. "هذا بالتأكيد مربح، لكنه يعكس عملية مقحمة بصعوبات وليست دوما مستدامة"، كما يقول الخبير ميتاغ.
وتعتبر نوادي كرة القدم الألمانية أن التعاون مع الشركاء الصينيين بعيد من أن يكون سهلا. ففي الوقت الذي تُعتبر فيه العقود الموقعة أساسا إلزاميا لدى الشركاء الآخرين، فإن هذا ليس هو الحال عند الصينيين الذين يقومون لاحقا بالتحقق من كل نقطة في العقد ويحاولون انتزاع ما هو أفضل لهم ضمن مفاوضات لاحقة. ويقول خبير لا يريد ذكر اسمه لدوتشه فيله: "هنا يتم التأكد مرة أخرى من كل تفصيل. فهم يهدفون كما هو الحال في الاقتصاد إلى نيل المعرفة العلمية والتكيف وتحسين كل شيء اعتمادا على ذلك". وحتى سيولة المال إلى ألمانيا تمثل إشكالية، لأن الصينيين يفضلون الحفاظ على المال داخل بلدهم.
نبرة أكثر خشونة
وحتى نادي شالكه عايش منذ سنوات تجارب مع شركاء صينيين. "التعاون يمثل في الغالب تحديا وغير بديهي بسبب الخلافات الثقافية. والصينيون يعرفون بدقة ماذا يريدون مقابل مالهم"، يقول ألكسندر يوبست عضو مجلس إدارة قسم التسويق في النادي لدويتشه فيله. وإدارة التسويق في النادي لاحظت تغيرا في التعامل خلال السنوات الماضية. فالنبرة باتت خشنة. " يجب العمل بحس عال. ونحن ننتبه في عقودنا بدقة إلى النقاط حول حرية التعبير"، كما يقول يوبست، لكن: "الصينيون مفاوضون قساة".
وعلى هذا النحو حصلت خلافات في وجهات النظر كبيرة بين مسؤولي فريق شالكه ونادي هيباي فورتون الصيني. فكلا الناديين أبرما في 2018 اتفاقية تعاون لمدة خمس سنوات بمبلغ نحو 30 مليون يورو. لكن فجأة أنهى الصينيون التحويلات المتفق عليها، لأنهم كانوا مستائين من المدرب الذي عينه شالكه. "وهذا له صلة بأنه في الجانب الآخر يجلس فجأة أشخاص آخرون في الإدارة يعيدون النظر في قرارات أسلافهم"، كما يقول يوبست الذي أوضح أن "الأشخاص المسؤولين يتغيرون في الغالب وبسرعة أكبر مقارنة مع ألمانيا".
وهذه الإشكالية تمكن المسؤولون في شالكه من تجاوزها. ورغم الخصوصية في التعامل والصعوبات في العلاقة الاقتصادية يريد رواد شالكه الحفاظ على وجودهم في السوق الصينية. فالفرص الاقتصادية كبيرة.
الصراع بين الأخلاق والصفقات
"يجب عند كل صفقة التمييز بدقة. وهناك بالطبع التزام تجاه المسألة الأخلاقية التي قد تتراجع بعض الشيء إلى الخلف عندما يكون طرف رأس المال على قناعة بأهمية الصفقة"، يقول فولفغانغ هولتسهويزر، مدير أعمال سابق لبايرن ليفركوزن الذي تفاوض بقوة من أجل إبرام شراكة. لكن هذا التعاون لم ير النور. وفي الواقع فإن جميع النوادي الألمانية التي تدخل في شراكة مع نوادي من الصين تواجه الصراع بين الأخلاق والصفقات.
يورغ شتروشاين/ م.أ.م
نجوم تألقوا في الدوري الألماني يبحثون عن فرصة عمل!
ريبيري ودي سانتو وآوغو، أسماء بعض لاعبي الدوري الألماني المخضرمين، الذين أصبحوا بدون أندية في الوقت الحالي. بعد التألق والنجاح والفشل، هل يجد هؤلاء اللاعبون الفرصة لمواصلة مسيرتهم الكروية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Kirchner
فرانك ريبيري
انهى فرانك ريبيري هذا الصيف اثني عشر عاماً من النجاح مع نادي بايرن ميونيخ. ومن حينها تتردد الشائعات حول الوجهة المقبلة للاعب الفرنسي. نادي آینتراخت فرانکفورت كان أولى الوجهات المرشحة، لكن مسؤولي النادي نفوا انتقال اللاعب. وقد ينتقل اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً إلى أستراليا، قطر، المملكة العربية السعودية. لكن اللاعب لم يستقر به الحال بعد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Kirchner
ياروسلاف دروبني
هل تنتهي مسيرة الحارس التشيكي مع الدوري الألماني بسبب قلة عروض الشراء؟ دروبني، الذي كان حارساً في الدوري الألماني لمرمى كل من نادي هيرتا برلين وهامبورغ ووفيردر بريمن. آخر محطة له كانت مع نادي فورتونا دوسلدورف. غير أنه شارك في ثلاث مباريات فقط بسبب إصابة في اليد.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Heimken
فرانکو دی سانتو
لا يمكن القول أن الموسم الماضي كان آخر موسم لفرانكو دي سانتو مع نادي شالكه. لأن الأمور كانت تسير معه على نحو جيد. خاض اللاعب الأرجنتيني البالغ من العمر 30 عاماً ست مباريات فقط، وبعدها تعرض للإصابة. وفي فصل الشتاء، أُعير اللاعب إلى نادي رايو فايكانو الإسباني.
صورة من: picture-alliance/dpa/Guido Kirchner
دينيس آوغو
هل انتهى مشوار اللاعب بعد خوضه 257 مباراة خلال الدوري الألماني؟ بعد هزيمة شتوتغارت أمام اتحاد برلين، استبعد النادي اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بدعوى أنه سنه ليس مناسباً للتشكيلة الجديدة. من جانبه لم يستاء آوغو، وتمنى حظاً سعيداً للنادي السابق وقال: "أتطلع إلى تحدٍ جديد!".
صورة من: picture-alliance/R.Rudel
برانيمير هرغوتا
لطالما اعتبر نجم كرة القدم السويدية، لكن الوضع الآن اختلف على برانيمير هرغوتا مع مدرب فريق فرانكفورت الجديد، أدي هوتر. بعد فترة قصيرة من توليه منصبه الصيف الماضي استبعد المدرب الجديد السويديين من تشكيلة الفريق. وبعد وقت قصير، بدأ اللاعب السويدي الآن البحث عن ناد جديد.
صورة من: picture-alliance /S. A. Miller
غو جا تشول
أراد مارتن شميت مدرب فولفسبورغ الاحتفاظ باللاعب الكوري الجنوبي، الذي لعب دوراً مهماً في الفريق. لكن غو جا تشول، كان يريد مغادرة النادي بعد أربع سنوات ترك عقده ينتهي وعاد إلى بلده كوريا الجنوبية. وفي انتظار تعاقد جديد مع أحد الأندية، يحاول لاعب خط الوسط الحفاظ على لياقته.
صورة من: picture-alliance
لويس هولتبي
بعدما طلب من نادي هامبورغ قبل وقت قصير من نهاية الموسم، عدم ترشيحه لمباراة مهمة، أوقف النادي الدولي السابق. وترددت أنباء حول حصول هولتبي على عروض من اليونان وتركيا. لكن في الوقت الحالي يتألق اللاعب مع النادي الجديد تحت إدارة مدرب ناديه السابق كريستيان تيتس الذي يدرب نادي روت ـ فايز اسن.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
جوليو دوناتي
في الواقع، هناك نقص في مدافعي الأجنحة الجيدين في البوندسليغا. الإيطالي جوليو دوناتي هو مدافع جناح، لكن اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً فشل في تحقيق انفراجة في باير ليفركوزن (2013-2016) ولم يعد يلعب دوراً رئيسياً في فريق ماينز منذ عام 2016. ويبدو أنه يريد الآن العودة إلى إيطاليا. ويقال إن نادي هيلاس فيرونا و كذلك إمبولي مهتمان بالحصول على خدماته.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
الكسندر ماير
لا يزال أليكس ماير معبود جماهير أينتراخت فرانكفورت. رغم ذلك لم يتلق اللاعب أي عقد في الصيف الماضي من فريقه. وبعد استراحة لمدة نصف عام، تعاقد ماير في الميركاتو الشتوي مع نادي سان باولي في دوري الدرجة الثانية، وكان ناجحا هناك للغاية فقد سجل ستة أهداف في 16 مباراة. ومع ذلك، افترقت الطرق في النهاية. اللاعب العملاق البالغ طوله 1.96 متر يتدرب الآن مجدداً في فريق في مسقط رأسه يلعب في دوري الدرجة الخامسة.
صورة من: picture-alliance/BEAUTIFUL SPORTS/T. Sobczak
جاستين إيلرز
قبل ثلاث سنوات كان جاستين إيلرز لاعباً مرغوباً فيه، فخطفه نادي فيردر بريمن من دينامو درسدن، حيث كان اللاعب هدافا لدوري الدرجة الثالثة هناك. لكن بسبب عدة إصابات خطيرة لم يخض إيلرز ولا مباراة واحدة مع بريمن. في عام 2018 غادر اللاعب فيردر بريمن، وأصيب عدة مرات، وهبط مؤخرا مع "شبورت فروينده لوته" من دوري الدرجة الثالثة. والآن يأمل في مواصلة مسيرته المهنية. أندرياس شتينتسيمونس/ إ.م