1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الضفة الغربية ـ جبهة حرب جديدة يشعلها اليأس.. وتؤججها إيران؟

جنيفر هولايس
٤ سبتمبر ٢٠٢٤

العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في الضفة الغربية تثير المخاوف من تحول الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جبهة حرب مفتوحة مثل غزة، لكن خبراء يقولون إن الضفة غير غزة والحرب هناك ستكون "مختلفة تماما". لكن ما دور إيران؟

جنود إسرائيليون في مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية المحتلة (29.08.2024)
العمليات الإسرائيلية الحالية في الضفة الغربية المحتلة تثير مخاوف من تصعيد قد يؤدي إلى حرب مفتوحة.صورة من: Majdi Mohammed/AP Photo/picture alliance

وصلت المخاوف من تصعيد بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة  إلى ذروتها هذا الأسبوع . فقد قُتل عشرات الفلسطينيين في أكبر عملية برية وجوية تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية  منذ اندلاع الحرب في غزة  قبل نحو 11 شهرًا.

وفي الوقت نفسه، دعت حركة حماس، التي أشعلت النزاع الحالي في غزة بهجومها الإرهابي على إسرائيل، الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى "الانتفاض" ضد إسرائيل.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أدان الغارات الإسرائيلية، لكن من غير المتوقع أن تستجيب قواته لدعوة حماس. السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية رسميًا، تفتقر إلى جيش نظامي وتتعاون جزئيًا مع إسرائيل.

ومع ذلك، قد يكون أعضاء أكبر ميليشيتين في الضفة الغربية، وهما حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران وحركة حماس، اللتان تصنفهما العديد من الدول كمنظمتين إرهابيتين، على استعداد لتنفيذ المزيد من الهجمات.

وقال نيل كويليام، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، لـ DW: "إن خطر تصعيد كبير في الضفة الغربية يزداد بالتأكيد ويبدو الآن أكثر احتمالًا مما كان عليه منذ السابع من أكتوبر". 

ومنذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما قُتل حوالي 1200 شخص واختطف أكثر من 250 شخصا، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في مقتل حوالي 41 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية التي تديرها  حماس، والتي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

يقول المراقبون إن الهجوم الإسرائيلي الحالي قد اقتلع الحياة اليومية من جذورها. وتجادل إسرائيل بأن ذلك ضروري لمنع الهجمات والحد من نفوذ إيران.صورة من: Majdi Mohammed/AP Photo/picture alliance

انعدام الثقة ويأس سياسي

تعد الضفة الغربية المحتلة موطنًا لحوالي 3 ملايين فلسطيني. في حين أن السلطة الفلسطينية تدير رسميًا المنطقة من رام الله، عاصمة الضفة الغربية، يتفق المحللون بشكل واسع على أن حركة حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى الميليشيات التابعة لهما، هي التي تدير المخيمات في مناطق قريبة من جنين ونابلس وطولكرم في الشمال .

هذه المناطق هي محور العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية، حيث شُنت منها ما لا يقل عن 150 هجومًا باستخدام الأسلحة والمتفجرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفقًا للجيش الإسرائيلي.

وقال ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، لـ DW: "في هذه المخيمات، لا يوجد إيمان بالدبلوماسية، ولا ثقة في السلطة الفلسطينية، ولا إيمان بإمكانية حل الدولتين أو أي بديل آخر". ويرى براون أن تضافر كل هذه العوامل أدى إلى اليأس السياسي، وأضاف أن الوضع تفاقم بسبب العنف المستمر من قبل إسرائيل في الضفة الغربية.

منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 652 فلسطينيًا في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وتتشابه هذه الأرقام مع إحصائية حديثة للأمم المتحدة (637 قتيلا). وقتل ما لا يقل عن 23 إسرائيليا في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

بعض المستوطنين الإسرائيليين البالغ عددهم 600 ألف والذين يعيشون في مستوطنات تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي قد حملوا السلاح بشكل متزايد وهاجموا المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

منظمة "بتسيلم"، وهي منظمة غير حكومية توثق العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية، خلصت مؤخرًا إلى أن المستوطنين أجبروا على الأقل 18 مجتمعًا فلسطينيًا — أكثر من 1000 شخص — على الفرار من منازلهم منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وخلصت ورقة بحثية شاملة من "مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح والأحداث " (ACLED)، وهي منظمة مستقلة، إلى أن الغارات الإسرائيلية وتدهور الظروف الاقتصادية قد دفعا بمزيد من الشباب إلى الانضمام إلى الميليشيات المدعومة من إيران.

ويتفق براون مع هذا الرأي. وقال: "بالنسبة لبعض الشباب الفلسطينيين، وخاصة في المجموعات الصغيرة، أصبح هذا وقتًا للتحرك".

ومع ذلك، بينما يرى مؤلفو الورقة البحثية زيادة في التعاون بين الميليشيات ذات الانتماءات المختلفة، فإنهم يعتبرون أنه من غير المحتمل أن تكون الميليشيات المختلفة على استعداد للانضمام الكامل معًا. وكتبوا: "تبقى المجموعات المسلحة في الضفة الغربية منظمة بشكل غير محكم وتفتقر إلى التدريب الجيد". ومع ذلك، من وجهة نظر  إسرائيل، فإن هذه الميليشيات تحظى بدعم متزايد من عدو إسرائيل الرئيسي، إيران، التي تدعم أيضًا حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

نفوذ إيران في الضفة الغربية

صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هذا الأسبوع أن الهجوم الحالي في الضفة الغربية ضروري لمنع الهجمات على الإسرائيليين وأيضًا للحد من نفوذ  إيران. من وجهة نظره، فإن الضفة الغربية على وشك أن تتحول إلى نقطة ساخنة لإيران، التي تسعى إلى تمويل وتسليح "الإرهابيين" وتهريب الأسلحة المتقدمة إلى الجماعات التي تدعمها. كما اتهم كاتس إيران بزعزعة استقرار الأردن من خلال إنشاء "جبهة إرهاب شرقية"، بما في ذلك تهريب المخدرات. ومع ذلك، رفض الأردن هذه الاتهامات.

لكن فابيان هينز، المحلل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال لـ DW: "إن بناء نوع من المقاومة المسلحة في الضفة الغربية كان أولوية إيرانية لسنوات". وأوضح هينز أن "تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن يشهد ازدهارًا حاليًا، ويسعد الإيرانيون جدًا باستخدام شبكات التهريب الخاصة القائمة من سوريا عبر الأردن إلى الضفة الغربية". وأضاف أنه من الصعب جدًا تقدير عدد الأسلحة التي تم تهريبها بنجاح إلى الضفة الغربية. وقال: "ما رأيناه حتى الآن في الضفة الغربية هو في الغالب أسلحة صغيرة، بنادق هجومية ورشاشات". وأضاف: "ما لم نره بعد هو الأسلحة الأكثر قوة من المتاحة في غزة، مثل الصواريخ طويلة المدى أو الصواريخ المضادة للدبابات".

حرب الضفة الغربية ستكون "مختلفة تمامًا"

ويقول كويليام، الزميل المشارك في "تشاتام هاوس": "ستكون الحرب في الضفة الغربية مختلفة تمامًا عن الحرب في غزة". ويضيف لـ DW: "ستكافح إسرائيل لاحتواء صراع كبير في الضفة الغربية، وسيعرض ذلك المدنيين الإسرائيليين في المراكز السكانية للخطر، وهو أمر لم تفعله الحرب في غزة منذ الثامن من أكتوبر (2023)". وأضاف أنه في المقابل، ستكون إسرائيل "مترددة في نشر وجود عسكري كبير، وفي الواقع، إعادة احتلال الأراضي، لأن التكلفة السياسية والأمنية والبشرية ستكون عالية جدًا".

ويتفق ناثان براون مع هذا الرأي، فهو أيضًا يعتبر أنه من المرجح أن يستمر مستوى من العنف داخل الضفة الغربية، "حيث يحاول الفلسطينيون في مجموعات صغيرة التنظيم ضد إسرائيل، ويتصرف الإسرائيليون في الأساس كقوة احتلال، ويتخذون أي إجراءات يرونها ضرورية لقمع تلك الفرص". وقال براون لـ DW: "ما نشهده الآن قد يُطلق عليه الوضع الطبيعي الجديد".

أعده للعربية: عباس الخشالي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW