1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الضفة الغربية: نزل في رام الله..يجذب الشباب الغربي

عبد الكريم سمارة-رام الله٨ أبريل ٢٠١٤

كلمنتين دو لا سو، شابة فرنسية قررت استخدام أول بيت للشباب في رام الله بالضفة الغربية. النزل أو بيت الشباب يعد تجربة رائدة داخل الأراضي الفلسطينية لتنشيط السياحة. مراسلنا في رام الله يلقي الضوء على هذه التجربة.

Hostel in Ramallah
صورة من: DW/Samara

انطلقت من باب العامود في القدس واستقلت حافلة عمومية مرت بها عبر الجدار المحيط بالقدس، وبعد دقائق وجدت نفسها في "هوستل إن رام الله" في موقع مطل على المدينة ومشهد مكنها في ساعات الغروب من رؤية البحر المتوسط. خططت للإقامة يومين وامتد بها الأمر شهراً.

هذه حكاية الشابة الفرنسية كلمنتين دو لا سو مع أول نزل شبابي في الضفة الغربية، وهو فندق صغير يستوعب حتى أربعين نزيلاً، معظمهم من الشباب الذين اعتادوا على الإقامة في فنادق مماثلة في معظم انحاء العالم وخاصة الغربي منه، والمخصص لذوي الدخل المحدود من الشباب الراغب في السفر والتعرف على بلدان وثقافات جديدة. يوحي لك المكان بانه في كندا او المانيا او الولايات المتحدة، فالنزلاء كلهم اجانب ومنهم من يسترخي على اريكة في الشرفة المطلة على المدينة الصغيرة، يقرأ كتابا، ومنهم من يرسم في غرفة الانشطة، واخر يشاهد فيلما على التلفاز، واخرون يعدون الطعام في المطبخ الصغير. فيما تشهد غرفة الاستقبال نقاشا بين شبان وشابات، تبدو لكنتهم اميركية، حول القضية الفلسطينية.

حكاية نزل

مؤيد ومهاب العلمي، اخوان من القدس، يديران فندقا صغيرا في القدس، صمد، بعكس مثيلاته في البلدة القديمة خلال الانتفاضة الثانية وانقطاع السياحة. سافر مؤيد الى كندا واقام هناك في نزل، فتبنى فكرة اقامة مشروع كهذا في رام الله، التي يؤمها الاجانب ، سياحا وموظفين في منظمات غير حكومية، ومتطوعين يرغبون في مساعدة الفلسطينيين. بحث في المدينة عن مكان مناسب، واهتدى الى بناية يقطن معظمها اجانب يعملون في سفارات او جامعات. واستأجر شقة كبيرة قام بتأثيثها بما يتناسب مع الفكرة. وقبل الانتهاء نشر في مواقع السياحة العالمية الخاصة بسياحة الشباب عن افتتاح النزل.

مؤيد العلمي سافرالى كندا واقام هناك في نزل، فواتته فكرة اقامة مشروع كهذا في رام الله، التي يؤمها الاجانب ، سياحا وموظفين في منظمات غير حكومية، ومتطوعين يرغبون في مساعدة الفلسطينيينصورة من: DW/Samara

مهاب العلمي: مشروع تجاري وثقافي

مهاب الذي يدير واخوه الاكبر مؤيد، نزل رام الله، يقول ان اربعة ملايين سائح يزورون اسرائيل سنويا، قسم كبير منهم يزورون الضفة الغربية، ويمضون النهار ثم يعودون للنوم في اسرائيل، الا المقتدرين منهم يبيتون في فنادق مرتفعة السعر. " فكان دافعنا هو جذب الشباب الراغبين في التعرف على الفلسطينيين، قضية وثقافة للاقامة في الضفة الغربية، باسعار في متناولهم، والتعرف على كل نواحي الحياة الفلسطينية. ". سبق ذلك بالطبع تعريف على المواقع الاكترونية بالمكان وما يوفره للطلبة والمتطوعين والجوالين. انه يخاطب العقلية الغربية، فالنزل يوفر الاقامة، ثم ينطلق السائح للتعرف وحده على المنطقة." نحن لا نقوم باي دعاية، فقد نرد على استفسارات المقيمين بعد ان يتجولوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية ويلتقون الناس ويعبرون الحواجز العسكرية..."، يضيف العلمي

يوفر النزل أو بيت الشباب جدول انشطة يومية مثل تنظيم مسار مشي في مدينة رام الله للتعرف عليها وعلى ثقافتها ، ورحلات في حافلات خاصة الى القرى والمدن الأخرى في الضفة الغربيةصورة من: DW/Samara

خدمات بسيطة لكنها كافية

يوفر النزل، المبيت والافطار البسيط،( مربى ، خبز، زبدة، شاي واحيانا حمص..)، وخدمة انترنت مجانية، وصالونات استراحة مزودة بتلفزيون وفيديو. كل ذلك بما يوازي عشرة يورو في الليلة، الا لمن يربد غرفة خاصة فالسعر يرتفع الى ما بين خمسة وعشرين واربعين يورو. ويتيح النزل للمقيمين اعداد الطعام الذي يرغبون فيه في المطبخ المزود بكل ما يحتاجونه من ادوات، كما يقترح جدول انشطة يومية مثل تنظيم مسار مشي في المدينة للتعرف عليها وعلى ثقافتها ، ورحلات في حافلات خاصة الى القرى والمدن الأخرى في الضفة الغربية . وينظم ليلة فلسطينية يتعلم خلالها المقيمون فنون الطبخ الفلسطينية والتطريز وغيرها، وفي ليلة الفيلم، يعرض فيلم من انتاج فلسطيني يتناول نمط الحياة، وخلال الربيع والصيف ينظم يوم للمشي (hiking) اسبوعيا الى مدينة اريحا في مسار معروف دوليا يمر باديرة تاريخية وصولا الى اقدم مدينة في التاريخ. عن سر الجذب في النزل تقول كلمنتين دو لا سو الفرنسية" انه مكان اليف وحميمي، عائلة صغيرة اقضي معها وقتا رائعا وبخدمات ممتازة وبسعر رخيص جدا . لقد تغيرت نظرتي للفلسطينيين وبت اؤيد استقلالهم الى جانب دولة اسرائيل..".

اما رومينغه دول الالماني ابن السابعة والاربعين فيقول :" انه المكان الامثل الذي اكتب فيه كتابا عن التحولات الاجتماعية في الشرق الاوسط، اجواء مريحة واليفة، ومدينة صديقة ووفرة في الخضار والفواكه التي اكثر منها، ومعرفة متعمقة بمادة اهتمامي وهو التحول الاجتماعي...". وبالمناسبة فان الالمان هم الاكثر ارتيادا للنزل، يليهم الدنماركيون ثم بقية الاوربيين والاميركيين. ولا غرابة ان العديد من النزلاء يعودون بعد ان يغادروا الضفة الغربية لاشهر، يعودون للاقامة في النزل لفترات اطول، بعضهم ممن اعجبته الاقامة، يبحث عن عمل في الجامعات المحلية او منظمات حقوقية او تمويلية او في منظمات الامم المتحدة والمنظمات الاوروبية والاميركية التي تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW