الطائرات المُسيرة الإيرانية معادلة خطيرة في أمن الشرق الأوسط
١٤ سبتمبر ٢٠٢١قبل شهر ونصف الشهر، اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا إيران بتنفيذ هجوم بطائرة مُسيرة استهدف الناقلة "ميرسرستريت" قبالة خليج عمان. وأدى الهجوم إلى مقتل اثنين من طاقم الناقلة.
ويوم السبت الماضي (11 سبتمبر/ أيلول 2021)، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من أن إيران " تقوم بتدريب ميليشيات من العراق واليمن ولبنان وسوريا على استخدام طائرات مُسيرة متقدمة، في قاعدة تدعى كاشان".
"طائرات مداها آلاف الكيلومترات"
ويقول الدكتور سيث فرانتسمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليلات السياسية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن غانتس أطلق هذا التحذير في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، حيث قال إن "إيران تطور إرهاباً بالوكالة تنفذه جيوش إرهاب تساعد إيران في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية والعسكرية". وأضاف: "تعتبر الطائرات المُسيرة التي يبلغ مداها آلاف الكيلومترات إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها إيران ومن يعملون لحسابها. وهناك مئات من هذه الطائرات منتشرة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. كما تحاول إيران نقل التقنية المطلوبة لإنتاج الطائرات المسيرة إلى غزة".
ويضيف فرانتسمان أنه في مايو/ أيار الماضي، استخدمت عناصر من حماس طائرات إيرانية مُسيرة جديدة لأول مرة. وقد اسقطتها إسرائيل باستخدام نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" . كما اخترقت طائرة مُسيرة إيرانية، قادمة من سوريا، المجال الجوي الإسرائيلي في مايو/ أيار واسقطتها إسرائيل أيضاً.
ويرى فرانتسمان أن تهديدات المُسيرات الإيرانية واستخدامها من قبل جماعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن أصبح سمة من سمات الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. وغالباً ما يستخدم الحوثيون الذين تدعمهم إيران في اليمن المُسيرات ضد المملكة العربية السعودية.
واستخدمت إيران المُسيرات لمهاجمة منشأتي نفط في محافظة بقيق السعودية في سبتمبر/ أيلول عام 2019.
تحذيرات من ذخائر إيران الدقيقة والوكلاء
وعلاوة على ذلك، تستهدف المليشيات الموالية لإيران في العراق القوات الأمريكية من حين لآخر باستخدام المُسيرات. وكان الهجوم بطائرة مُسيرة على مطار أربيل الدولي شمالي العراق، والقريب من قنصلية الولايات المتحدة في المدينة، في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري هو أحدث تلك الهجمات. وقال غانتس إن" قاعدة كاشان في شمال مدينة أصفهان تستخدم لتدريب إرهابيين من اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ويتم تدريب هؤلاء الإرهابيين على استخدام المُسيرات التي تنتجها إيران. وتعتبر هذه القاعدة نقطة رئيسية يتم منها تصدير الإرهاب الجوي إلى المنطقة".
ويقول فرانتسمان إن هذا يعتبر تحولاً مهماً لأن إسرائيل تزعم أن إيران تدرب مشغلي الطائرات المُسيرة الآن في إيران.
يشار إلى أن إسرائيل تصعّد الآن من الحديث عن خطر المُسيرات الإيرانية، بعد سنوات من دقها ناقوس الخطر بالنسبة للذخائر الإيرانية الموجهة الدقيقة. وفي ذلك الوقت، كانت إسرائيل تشعر بالقلق من أن إيران تقوم بنقل هذه الذخائر من العراق إلى حزب الله في لبنان، عبر سوريا، أو أنها حتى تسعى لقيام حزب الله بإنتاجها محلياً.
وأوضح فرانتسمان ان الذخائر الدقيقة، بما في ذلك المُسيرات، يمكنها استهداف البنية التحتية الاستراتيجية، مما يعني أنها تمثل تهديداً أكبر. كما حذر من استخدم إيران للوكلاء في المنطقة.
ص.ش/ ي.أ (د ب أ)