طائر فضي كبير يحلق في فضاء القاعة رقم 15 في معرض هانوفر، ويبدو متعثرا بعض الشيء عندما يصفق بجناحيه ويحرك رأسه وذنبه. في عروق هذا الطائر لا يسيل دم، إنما تيار كهربائي، وهو لم يخرج من بيضة، إنما قام بابتكاره مجموعة من مهندسي شركة فيستو، بالتعاون مع معاهد عليا شهيرة. وتقوم شركة فستو ومقرها ولاية بادن فورتمبرغ بنشاطات في شتى أنحاء العالم، وكانت قد عرضت في السنوات الماضية كائنات آلية تم الاقتداء لدى ابتكارها بنماذج حية من الطبيعة كما يقول هاينريش فرونتسيك، أحد المسؤولين في الشركة: "ركزنا هذه المرة على طبيعة حركة الطائر الفضي، لأنه لم يكن قد تم التوصل بعد إلى فك لغز مرحلة الاستعداد للتحليق" و تم التوصل فعلا إلى سرإمكانيات الاقتداء بالطبيعة من خلال استخدام آلات طائرة توفر في الطاقة وتزيد من فعالية الإنتاج الصناعي.

حل لمحطات الشحن بالكهرباء

على مقربة من جناح شركة فيستو تنتقل الأنظار إلى مبتكرات جديدة أخرى. هنا يشاهد الزائر صفيحة سوداء يبلغ طولها مترا، وإلى جانبها سيارة رياضية كهربائية بيضاء أنيقة من ابتكار شركة تيسلا في كاليفورنيا . وفوق أرضية السيارة توجد صفيحة أخرى مشابهة. وعندما تسير سيارة توسلا فوق الصفيحة السوداء التي هي من صنع شركة س إي دبليو يورو درايف تُشحن بطارية السيارة تلقائيا، وهذا الابتكار غير خطير وغير معقد ويستعصي على التخريب، كما يقول تورستن غوتسمان من قسم التسويق، لكنه لم يقدم معلومات أدق عن إمكانيات استخدام هذا النموذج فعلا ومتى، علما بأن المحادثات جارية بهذا الشأن مع العديد من شركات تصنيع السيارات،على حد قوله.

روبوت يساعد في العمل

وتلعب صناعة السيارات دورا هاما بالنسبة إلى شركة كوكا لإنتاج الكائنات الآلية، فقد ساعد انتعاشها شركة كوكا على الخروج من أزمتها. وتحاول الشركة اليوم التعويض عن الخسائر التي منيت بها طيلة سنتين، لهذا تعرض الآن في هانوفر طيفا كاملا من الآلات بشتى مقدرات الإنجاز. ويشرح مارتين شتريبه من قطاع التسويق في الشركة بُنية كائن آلي سهل الصنع: " يتميز هذا الروبوت بخفة وزنه، فهذا يسّهل نقله ووضعه في أي مكان توجد حاجة له فيه"، وعلاوة على ذلك يوجد لهذا الروبوت سبعة محاور لينة تستجيب للأوامر، لأنها تحتوي على عناصر ذكية، كما يضيف شتريبه، لهذا فهو يستطيع أن ينفذ المهام المطلوبة، سواء في المختبر أو العمل المنزلي أو عمليات التركيب، أو غير ذلك. ويمكن أيضا توجيه هذا الروبوت بواسطة الهاتف النقال. وبما أنه خفيف وسهل التوجيه لم يشكل نقله إلى المعرض أي صعوبة.

آلات في جو افتراضي

لكن نقل الآلات الضخمة إلى ردهات المعرض ليس بالأمر الهين، وقد توصلت الشركات المعنية إلى حل لهذه المشكلة، حيث طورت طريقة عملية تمكن الزائر من مشاهدة الآلات والتعرف على تقنياتها وطريقة عملها. وصممت من أجل ذلك جناحا خاصا يشرح فيه رالف هايمبيرغ رئيس شركة إيسيدو للزوار ما يشاهدونه قائلا: "إن ما تشاهدونه هنا هو بالكامل جناح عرض افتراضي بالأبعاد الثلاثية".

وما يعرفه معظم زوار المعرض من الفيلم السينمائي أفاتار يمكن أن تستخدمه شركات أيضا، ولا يحتاج المشاهد سوى إلى وضع نظارة ثلاثية الأبعاد، فتظهر الآلة على الشاشة بثلاثة أبعاد. ولهذه الطريقة ميزات أخرى، كما يقول هايمبيرغ، فعندما تضطر شركة منتجة للآلات إلى شرح منتجاتها لزبائنها خلال وجود الآلات داخل منشئات مغلقة " يمكن من خلال التقنية الجديدة أن نصل بشكل افتراضي إلى قلب الآلة وشرح ميزاتها وطريقة عملها وصيانتها"

وبهذه الطريقة يتعرف الزبون على الميزات التقنية للآلات التي تثير اهتمامه حتى وإن تعذر نقلها إلى ساحة المعرض. وقد أفتتح معرض هانوفر الصناعي اليوم للجمهور، ويعدأضخم المعارض في هذا المجال في العالم، وسيستمر حتى الثامن من نيسان/ إبريل الجاري.

إينسا فريده/منى صالح

مراجعة:هبة الله إسماعيل