1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحديات تنتظر ألمانيا العام المقبل: الصين وروسيا والطاقة

١ يناير ٢٠٢٣

تودع الحكومة الألمانية عاما مليئا بالتحديات والاضطرابات، لكن عام 2023 أيضا لن يكون سهلا، حيث ستواجه ألمانيا تحديات كبيرة. فما هي أبرز التحديات التي على الحكومة مواجهتها والتغلب عليها في العام الجديد؟

قادة الائتلاف الحكومي في برلين 07.12.2021
تنتظر الائتلاف الحكومي تحديات كبيرة عام 2023 وعلى أطرافه عدم الخلاف و"هدر الوقت" في بعض القضايا كما حصل عام 2022صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

رغم المصاعب والمطبات والخلافات بينها، فإن أحزاب الائتلاف الحكومي في ألمانيا: الاشتراكي والخضر والليبرالي، تنظر بتفاؤل إلى المستقبل. فقد جاء في مقال مشترك لرؤساء تلك الأحزاب نشرته صحيفة فرانكفورتر ألغمانيه تسايتونغ: "إننا نريد أن نجعل ألمانيا أكثر اجتماعية وعدلا، أكثر حداثة ورقمنة وقدرة على المنافسة، ومحايدة مناخيا". طبعا كان لهم أن يقولوا هذا الكلام قبل عام أيضا.

لكن في الحقيقة عام 2022 كان عبارة عن أزمات متلاحقة بالنسبة لتحالف "إشارة المرور"، نسبة إلى ألوان الأحزاب الحاكمة، سواء على صعيد الولايات أو الاتحادي. وهذه الأزمات لا تتعلق بما تم الاتفاق عليه وبرنامج الائتلاف الحكومي لدى تشكيله في ديسمبر/ كانون الأول 2021.

والعام القادم 2023 تنتظر الحكومة الألمانية ثلاثة تحديات كبيرة: عليها الاستمرار في السعي إلى تحقيق أمن الطاقة، وحتى في ظل ارتفاع الأسعار على الحكومة تشجيع ودعم التماسك الاجتماعي والسلام في زمن الحرب، وأن تنتهج سياسة خارجية واضحة، ولاسيما تجاه الصين.

لجأت الحكومة الألمانية إلى استراد الغاز المسال لتعويض إمدادات الغاز الروسيصورة من: Michael Sohn/REUTERS

أمن الطاقة

 خصصت الحكومة الألمانية 200 مليار يورو  لدعم الأسر والقطاع الاقتصادي لتأمين الطاقة التي تحتاجها هذا الشتاء والشتاء القادم بعد وقف إمدادات الغاز والنفط والفحم من روسيا. وما سيأتي بعد ذلك فإنه يعتمد على تحرك الحكومة وعملها.

المستشار أولاف شولتس أوضح في حوار مع "مجموعة فونكه للإعلام" الألمانية، أنه لا يتوقع انخفاض   أسعار الطاقة  إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وقال: "لن نعود إلى الأسعار الرخيصة، التي كانت لدينا قبل الحرب". لكن الوضع سيبقى تحت السيطرة "لأنه ستكون لدينا إمكانيات استيراد جديدة"، معتبراً أن ألمانيا ستبقى بلدا صناعيا قويا وناجحا.

ومن أجل ذلك يجب الإسراع بتوسيع مصادر الطاقة المتجددة، لكن كان هناك الكثير من الجدل والخلاف ضمن الحكومة حول السرعة والإجراءات المتعلقة بسياسة الطاقة خلال عام 2022، مثل مواصلة عمل محطات الطاقة النووية حتى أبريل/ نيسان المقبل.

لكن هذا يجب ألا يتكرر خلال عام 2023، وفي هذا السياق قال زعيم المعارضة، رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي فرديدريش ميرتس لصحيفة "راينيشه بوست"، إن الائتلاف الحكومي يهدر الكثير من الوقت في الخلافات ويمنح القليل من الوقت للوصول إلى   تحول أفضل في سياسة الطاقة والاقتصاد. وأضاف ميرتس: "في المدرسة سيقول المرء إنه حاول جاهدا".

المحافظة على التماسك الاجتماعي وتعزيزه ليس بالأمر السهل في زمن الحرب والأزمات الكبيرةصورة من: SULUPRESS/picture alliance

المحافظة على التماسك الاجتماعي

على الحكومة بذل الكثير من الجهود في زمن الأزمات الكبيرة وعدم اليقين، من أجل تعزيز التماسك الاجتماعي. حيث فزعت ألمانيا مؤخرا لدى اكتشاف خطة "لإسقاط الدولة" من قبل   مجموعة يمينية متطرفة من حركة "مواطنو الرايخ".

وتوصيل شحنات الأسلحة والتضامن مع أوكرانيا يجب أن يتم بشكل أفضل عام 2023، حيث أن كثيرين من المواطنين وخاصة في شرقي ألمانيا، ينظرون بتشكك إلى دعم أوكرانيا، حسب دراسة جديدة.

إذن أنه وبحسب دراسة أجراها منتدى ميركاتور للهجرة والديمقراطية (Midem) في جامعة دريسدن، يؤيد فقط 28 بالمائة من الناس في شرقي ألمانيا الاستمرار في دعم أوكرانيا حتى لو أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة، في حين أن النسبة في غربي البلاد وصلت إلى 42 بالمائة. وثلث الذي تم استطلاع رأيهم في شرقي ألمانيا يؤيدون قول "إن الناتو استفز روسيا حتى أُجبرت على شن الحرب"، لكن فقط 22 بالمائة في غربي ألمانيا يؤيدون ذلك.

لذلك قال خبير الشؤون الخارجية في كتلة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، رودريك كيزيفتر في حوار مع DW: على الحكومة أن "تنفذ (خطة) التحول بشكل كامل في مجال الأمن والاقتصاد والمجتمع. إن التنفيذ السريع مطلوب للدفاع عن حريتنا وعن الديمقراطية ضد الحرب الروسية الهجينة في أوروبا، ومن أجل أن نكون مسلحين في بداية المنافسة المنهجية مع الصين".ويتضمن ذلك بذل ألمانيا جهودها من أجل توحيد الموقف داخل الاتحاد الأوروبي. وإن حزمة المساعدات بالمليارات التي قدمتها الحكومة الألمانية للشعب  دون التشاور مع شركائها في الاتحاد الأوروبي أدى إلى معارضتهم لخطط برلين.

سياسة موحدة تجاه روسيا والصين

السياسة الألمانية تجاه   روسيا  والصين هي في الحقيقة قضية وتحدٍ كبير للحكومة في عام 2023. ويقول كيزيفتر في هذا السياق من واجب الحكومة الآن "أن تنوع مصادر إمدادات الطاقة وتحريرنا من سلاسل التوريد الرخيصة من الصين وتنويعها بشكل أفضل، وإدراك تصرفات الصين العدوانية والهجينة. في الأعوام القادمة ستشن الصين هجوما عسكريا على  تايوان، لذلك علينا وبأسرع ما يمكن خفض الاعتماد على الصين ونفوذها بشكل واضح".

وفي بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أثارت   زيارة المستشار شولتس إلى الصين، الاستياء داخل الائتلاف الحكومي أيضا. حيث كان أول مسؤول غربي يزور الصين بعد عملية إعادة الانتخاب المثيرة للجدل للرئيس الصيني شي جينبينغ في الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

ورغم الانتقادات الحادة على سبيل المثال من وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، سمح المستشار باستحواذ شركة الشحن البحري الصينية "كوسكو" على حصة أقلية (24,9 بالمائة) في محطة حاويات والمشاركة في تشغيل منفذ بميناء هامبورغ. إن توحيد الموقف تجاه الصين، يعتبر هو أيضا أحد التحديات الكبيرة التي تواجهها برلين عام 2023.

ينس توراو/ عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW