الطباعة ثلاثية الأبعاد تفتح عالم الفن أمام المكفوفين
٣١ ديسمبر ٢٠١٥
طور مصور سابق تقنية جديدة لطباعة لوحات تشكيلية بالاعتماد على الطباعة ثلاثية الأبعاد لتمكين المكفوفين من التعرف على هذه الأعمال التي تم تزويدها أيضا بأدوات استشعار تجعل الكفيف يدرك العناصر الرئيسية للوحة الفنية.
إعلان
يستعين روميو إدميد –وهو كفيف- بأنامله للتعرف على عالم لم يشاهده من قبل بعد أن كف بصره وهو لا يزال بعد ابن الثانية لذا كانت علاقته بالفنون والمتاحف شبه معدومة. وسمع إدميد كثيرا عن الأعمال الفنية الكلاسيكية لكن الرحلات المدرسية للمتاحف لم تكن تروق له ويقول "كنت أذهب إلى مدارس عامة مع أطفال مبصرين ولم تكن لدي مثلهم نعمة البصر ... كان اللمس محظورا بالضرورة".
ويصف أدميد شعوره وهو يمر بأصابعه على نسخة مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من لوحة (جورج واشنطن يعبر نهر ديلاوير) للفنان الأمريكي ايمانويل لويتس في مكتبة للمكفوفين بمدينة نيويورك قائلا "ظللت طول حياتي أسمع عن الرسامين المشهورين وأعمالهم الفنية ... لكنني لم أكن بالضرورة أقوم بتجميع صور فعلية لها لأنها ليست منحوتة في الذاكرة لكن الأمر يختلف تماما عندما تلمسها".
الطبيعة... مصدر إلهام الطباعة ثلاثية الأبعاد
تساعد تكنولوجيا وتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المهندسين والمصممين على إنجاز ابتكاراتهم بسرعة ودقة فائقة أكثر من أي وقت مضى، لكن الطبيعة تبقى المصدر الرئيسي لإلهامهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Neder
زهرة اللوتس فيكتوريا أو زنبق الماء فيكتوريا نوع نباتي ناعم لكنه قوي في نفس الوقت. ومثلما يظهر في الصورة فبإمكان هذه النبتة أن تحمل طفلا فوق الماء بكل سهولة، كما بإمكان زهرة اللوتس كبيرة الحجم حمل شخص بالغ. فكيف يتسنى لها ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Nederstigt
مهندس في شركة إيرباص لصناعة الطائرات يبحث عن سر لغز قوة زهرة اللوتس. أولا استعان بالماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد للتعرف على تركيبة هذه النبتة ثم أدخل جميع البيانات التي حصل عليها إلى الكمبيوتر.
صورة من: Airbus
بمساعدة برنامج ثلاثي الأبعاد تُرجمت هذه البيانات إلى نموذج ملموس على الكمبيوتر، وتُعرف هذه الطريقة بالهندسة الإلكترونية الحيوية أو البيونيك. وبواسطة هذا البرنامج يتم وضع تصميم لهيكل أجسام وتحديد نقط تحمل الأعباء.
نفس الشيء تقوم به زهرة اللوتس فيكتوريا، فالأماكن التي من المحتمل أن تتعرض لضغط أعلى يكون فيها نسيج النبتة أكثر سمكا وأكثر كثافة. أما الأماكن التي تكون أقل عرضة لأي ضغط محتمل فنسيجها أقل سمكا وكثافة.
صورة من: Airbus
استفاد المهندسون في شركة إيرباص لصناعة الطائرات من هيكلة زهرة اللوتس في تطوير نمودج لمثبط الرفع، أداة تعمل على تقليل قوة الرفع في الطائرة، عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد. النتيجة كانت مذهلة، حصل المهندسون على مثبط للرفع خفيف وزنه لكن قوي في آن واحد.
صورة من: DZP/Ansgar Pudenz
قام بيتر ساندر، رئيس قسم التكنولوجيات الناشئة في شركة إيرباص، بدعم تجارب الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث أن مشروع زهرة اللوتس ليس الوحيد في إيرباص وإنما هناك مشاريع أخرى. وابتداء من عام 2016 سيبدأ العمل بإنتاج بعض أجزاء طائرات إيرباص بالاعتماد على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.
صورة من: Airbus
أيضا هذا النموذج خفيف الوزن، الذي تم ابتكاره في معهد ألفريد فاغنر للأبحاث القطبية والبحرية، يعتمد على تقنيات الهندسة الإلكترونية الحيوية أو البيونيك. وتوضح الصورة المجهرية أن نسيج هذا المنتوج قابل لتحمل ضغط كبير للغاية.
صورة من: Alfred-Wegener-Institut für Polar und Meeresforschung
اعتمد الباحثون في معهد فاغنر على قُرص العسل كنموذج لإنتاج العديد من الأجزاء الصناعية التي يتطلب أن يكون وزنها خفيف جدا وتدخل في صناعات الطائرات والسيارات. وتم إنتاج هذه الأجزاء عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد ولكن من مادة البلاستيك.
صورة من: DW/Fabian Schmidt
هذه الصورة تبين تصميما لطائرة كاملة اعتمد الباحثون في ابتكارها على الهندسة الإلكترونية الحيوية أو البيونيك، ويبدو إطار الطائرة وكأنه نسيج مكون من عنصر واحد. لكن تجربة إيرباص هذه لازالت قيد التطوير أما تنفيدها فمن المؤكد أنه يتطلب بضعة عقود.
صورة من: AIRBUS S.A.S.
شركة الطيران العملاقة إيرباص ستقوم ابتداء من عام 2016 باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أجزاء معدنية صغيرة نسبيا يصل طولها حوالي متر واحد. لكن إنتاج طائرة كاملة، كما تبين الصورة، يبقى من المشروعات المستقبلية الطموحة. أما هذه الأجزاء المعدنية الصغيرة فوزنها سيكون قليل جدا وبالتالي ستخفف من استهلاك الوقود مستقبلا.
صورة من: AIRBUS S.A.S.
10 صورة1 | 10
ومبتكر هذه التقنية هو جون أولسون وهو مصور سابق بمجلة (لايف) أسس شركة للطباعة ثلاثية الأبعاد للأعمال الفنية الشهيرة بعد أن حصل على حقوق طباعة الفنون الجميلة بهذه التقنية. وقال أولسون إن هذه العملية تشمل ثلاث مراحل الأولى التقاط صورة تقليدية ثنائية الأبعاد للعمل الفني ثم تحويلها إلى بيانات ثلاثية الأبعاد والخطوة الثانية هي إرسالها إلى آلة تقوم بتحويل هذه البيانات إلى منحوتة مصمتة ذات طول وعرض وسمك وملمس ثم تأتي المرحلة الثالثة في ماكينة الطباعة الثلاثية الأبعاد للحصول على تضاريس تماثل العمل الفني.
وقامت شركة أولسون بتركيب سلسلة من أدوات الاستشعار في جميع نقاط العمل الفني تصدر أصواتا عندما تلامسها الأصابع لتعطي معلومات صوتية تجعل الكفيف يدرك العناصر الرئيسية للعمل الفني. وقضي أولسون سبع سنوات لابتكار هذه التقنية ثم قام بجمع تبرعات للتوسع في نشاطه.