1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الطريق أمام السلطة الرابعة في تونس لا يزال طويلاً"

٧ مارس ٢٠١٢

رغم التطور الملحوظ الذي طرأ على الإعلام في تونس بعد سقوط نظام بن علي والحماية التي وفرها قانون الإعلام الجديد، إلا أن حرية الصحافة والإعلام في هذا البلد تشهد تراجعا مخيفا، حيث يسلط سيف "الأخلاق والقيم" على رقاب الصحفيين.

صورة من: Khaled Ben Belgacem

على ضوء الحكم الذي من المنتظر أن يصدر هذا الأسبوع في قضية مدير صحيفة "التونسية" نصر الدين بن سعيدة، ستتحدد بشكل كبير معالم مستقبل حرية الإعلام في تونس. فقد تم سجن بن سعيدة على خلفية نشر صحيفته لصورة للاعب فريق ريال مدريد والمنتخب الألماني سامي خضيرة وهو يعانق صديقته العارية، الأمر الذي اعتبرته النيابة العامة إخلالا بالأخلاق والتقاليد. ولم يقف الأمر عند هذه الدرجة بل وصل إلى حد بعث رسائل تهديد بالقتل لهيئة تحرير الصحيفة. لكن المثير في القضية هو أن التهمة التي وُجهت إلى مدير صحيفة "التونسية" مستوحاة من أحد فصول قانون العقوبات، على الرغم من أن هذا الفصل لم يعد ساري المفعول منذ صدور قانون الإعلام الجديد. وهو أمر تعتبره المعارضة والنائبة في المجلس الوطني التأسيسيسلمى بكار، "خطأ فادحا"، واستهدافا متعمدا لحرية الصحافة في تونس. وفي هذا الخصوص تضيف بكار:" هذا النوع من المحاكمات الصورية تدل على أن القضاء في تونس لا يزال غير مستقل، وأن الوضع لم يختلف على ما كان عليه في عهد الديكتاتور بن علي".

محاكمات تفتقد للأساس القانوني

وبالرغم من التحسن الملحوظ في وضع الصحفيين في تونس، فإن حرية الإعلام لا تزال تعاني من التضييق، ولعل أبرز مثال على ذلك المتابعة القضائية لمدير قناة "بسمة" بتهمة "النيل من القيم المقدسة" بعد بث قناته لفيلم بريسيبوليس. ولم تنته وقائع هذه المحاكمة بعد وسوف تستأنف في أبريل المقبل. وبعد قناة "بسمة" جاء الدور على الصحافة المكتوبة ممثلة في صحيفة "التونسية"، لتخضع بدورها لرقابة جهات إسلامية وبدعم من مؤسسات رسمية على ما يبدو، وهو ما يقلق منظمة مراسلون بلا حدود، التي تنتقد الوتيرة البطيئة لمسار حرية الإعلام في تونس. كما تُعيب أوليفا غري، الناشطة في منظمة مراسلون بلا حدود، غياب الأساس القانوني في محاكمة صحيفة "التونسية"، وقناة "بسمة".

عدد الصحفين في تونس ارتفع بشكل كثير بعد الثورةصورة من: Sofiane Chourabi

من جهتها تخشى النائبة المعارضة بكار، من أن تشهد حرية الإعلام في تونس باسم الدين انتكاسة جديدة شبيهة بما كانت عليه في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، حيث كان التعذيب والسجن هما مصير كل من سولت له نفسه انتقاد الرئيس بشكل علني. غير أن بكار تؤكد في الوقت ذاته بأنها وغيرها من أصحاب الفكر الحر وأيضا مكونات المجتمع المدني، لن يسمحوا بذلك وتضيف بهذا الخصوص:" لم نعد نخشى من التعبير بشكل واضح على أرائنا، وهذا هو الأمل الوحيد الذي تبقى لنا حتى نمنع قيام نظام ديكتاتوري جديد باسم الدين والأخلاق".

الطريق أمام "السلطة الرابعة" لا يزال طويلا

وتعليقا منها على المحاكمة التي يخضع لها مديرها، نشرت صحيفة "التونسية" عنوانا عريضا مضمونه "الثورة في تراجع"، وهو واقع تؤكده أوليفا غري، الناشطة في منظمة مراسلون بلا حدود، على الأقل فيما يتعلق بالإعلام، فهي ترى بأن الصحافة لا تزال تنظرها أشواطا طويلة حتى تصبح تمارس دورها كسلطة رابعة. ولا توافق غري على ادعاءات بعض أعضاء الحكومة، الذين يحملون الصحفيين مسؤولية تراجع السياحة والاستثمارات في تونس بسب كتاباتهم النقدية. وتقول في هذا الصدد:" إذا كانوا هم يعتقدون بأن السبب هم الصحفيون، فإننا نعتقد أن غياب السياحة وقلة الإقبال على الاستثمار في تونس، راجع إلى أن هذا البلد لا زال يسجن الصحفيين".

وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله خلال زيارته لراديو تونسصورة من: DW

أليكسندر غوبل/ هشام الدريوش

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW