"الطريق طويل أمام اللاجئين لولوج سوق العمل بألمانيا"
١٧ أغسطس ٢٠١٦
رفض أرباب العمل اتهامات الحكومة الألمانية لهم بالتقصير في مساعدة اللاجئين في دخول سوق العمل وقالوا إن المسألة تحتاج لوقت وإلى اللغة خصوصا. وقالت دراسة إن مبادرات مساعدة اللاجئين يمكنها أن تساعد في وصولهم لسوق العمل.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Jensen
إعلان
أوضح معهد برلين للسكان والتنمية اليوم الأربعاء (17 آب/ أغسطس 2016) أن اللاجئين يحتاجون إلى دعم كبير عند بحثهم عن فرصة عمل في ألمانيا، وأن المبادرات المحلية يمكنها أن تساعد في ذلك كأفضل ما يكون عندما تدلهم على أماكن لفترات تدريب لمدد قصيرة وتشجعهم على تعلم اللغة الألمانية.
وقام باحثون لدى المعهد في العاصمة الألمانية برلين بالإطلاع بدقة على عمل عشر مبادرات من هذا النوع من أجل معرفة ما يقدمونه وما يستطيعون تقديمه. وقال المعهد في الدراسة التي أعدها إن مكتب العمل (جوبسنتر) وحده لا يكفي لفتح طريق العمل أمام اللاجئين. ومن الواجب أن يصاحب ما يقوم به مكتب العمل مبادرات محلية في أولى الخطوات العملية للاجئين في ألمانيا، وأن الجمع بين التجارب الأولى في العمل ودورات تعليم اللغة هي أفضل بداية.
وأفادت الدراسة التي أجراها معهد برلين أن دمج اللاجئين سريعا في سوق العمل مسألة ليست سهلة، فيكاد لا يكون هناك بينهم من يتكلم اللغة الألمانية، كما أن أقلية منهم فقط تتكلم الإنجليزية. أما الإيجابي وفق تلك الدراسة فهو أن أغلبية اللاجئين لديهم القدرة على تعلم ما فاتهم وأن ثلثهم من الشباب تحت 18 عاما، وأن ثلاثة أرباع اللاجئين عموما هم دون سن الثلاثين.
وفي سياق آخر رفض اتحاد أرباب العمل في ألمانيا اتهامات الحكومة للشركات الألمانية بالتقصير في دمج اللاجئين في سوق العمل. وقال شتيفن كامبيتر، مدير اتحاد أرباب العمل: "إنه من المبكر لأوانه تقديم استنتاجات.. والحديث عن الوضع حاليا لا يعطى صورة كاملة عن الواقع". وأضاف كامبيتر في حديث مع القناة الثانية الألمانية "الوجهة صحيحة بالنظر لجهود الكثير من الشركات والاتحادات، وعندما نجتهد جميعا معا سننجز معا أيضا، أما الاتهامات فلن تفيد".
حاجز اللغة يمنع وصول اللاجئين إلى سوق العمل فيعملون في وظائف بسيطة هنا مثلا ما تسمى بوظيفة "اليورو الواحد"صورة من: picture-alliance/dpa/W.Kastl
وتعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لقاء كبار ممثلي الاقتصاد في ألمانيا في 14 أيلول/ سبتمبر لتبحث معهم أفضل السبل الممكنة لفتح الطريق للاجئين في سوق العمل. وكان نائب المستشارة زيغمار غابريل قد طالب في شهر يوليو/ تموز رؤساء الشركات المتواجدة في مؤشر البورصة الألماني "داكس" بتشغيل المزيد من اللاجئين. وبناء على استطلاع أجرته صحيفة "فرانكفورتر ألغمانيه" فإنه جرى في بداية تموز/ يوليو حتى وقت الاستطلاع تشغيل 54 لاجئا فقط في شركات "داكس" 50 منهم في شركة البريد الألماني "دويتشه بوست" وحدها.
شركة البريد الألماني "دويتشه بوست" عينت 50 لاجئا من بين 54 لاجئا التحقوا بأعمال في الشركات الكبرى في ألمانيا في شهر يوليو/ تموزصورة من: DPDHL Group
أما رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية إريك شفايتسر فرد اتهامات الحكومة الألمانية قائلا إن دمج اللاجئين يعد طريقا طويلا، وأوضح في تصريحات خاصة لصحيفة "زاربروكه تسايتونغ" في عددها الصادر اليوم الأربعاء (17 أغسطس/ آب 2016) أن الفترة بين أول يوم يطأ فيه أي لاجئ قدميه على الأراضي الألمانية وبين النقطة الزمنية التي يكون فيها قادرا على بدء تدريب تستغرق عامين في المتوسط. مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية في دمج اللاجئين هي نقص المعرفة اللغوية لديهم.
ص.ش/ و. ب (د ب أ، رويترز، DW )
مبادرات شركات ألمانية لإدماج اللاجئين
عدد من الشركات الألمانية الكبيرة أطلق مبادرات تسهل على اللاجئين ولوج سوق العمل. فما هي الأشياء التي تقوم بها شركات مثل دايملر لإدماج طالبي اللجوء في سوق العمل؟
صورة من: DW/C. Röder
تعتزم شركة BASF للكيماويات تكوين 50 لاجئا لولوج سوق العمل الألمانية، إذ سيشاركون طوال سنة في دروس لتعلم اللغة الألمانية ودورات تأهيلية أخرى للبدء لاحقا في تكوين مهني. وتشغل شركة BASF في ألمانيا وحدها نحو 50 ألف عامل
صورة من: picture alliance/Keystone/J. Zick
شركة السيارات ضمت منذ الأسبوع المنصرم 40 متدربا جديدا مطلوب منهم بعد 14 أسبوعا القيام بأعمال بسيطة في دورة الانتاج. وكالة العمل الألمانية تعد الوسيط الأساسي في توفير الدورات التدريبية وتتحمل تكاليفها في الأسابيع الستة الأولى، فيما تأخذ شركة دايملر على عاتقها طوال الأسابيع الثمانية المتبقية أجور المتدربين وتكلفة دروس اللغة الألمانية
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrod
تعرض شركة تليكوم الألمانية منذ سبتمبر الماضي 70 موطنا للتدريب لصالح لاجئين. كما تعتزم الشركة توفير مائة فرصة تدريب إضافية في السنة المقبلة. وتشغل تليكوم في ألمانيا 120 ألف موظف
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
بإمكان اللاجئين المتوفرين على خبرة مهنية البدء في تكوين مهني قصير المدى ككهربائي لدى شركة السكك الحديدية الألمانية. ويستمر البرنامج نحو عامين ونصف العام. ويعمل لدى الشركة حاليا 15 من طالبي اللجوء سيلتحق بهم 9 إضافيون. وتقول متحدثة باسم الشركة إن هذه الأخيرة تنوي بعد إتمام التكوين توظيف مجموعة المتدربين الـ 24
صورة من: picture-alliance/dpa/F. May
تعرض شركة سيمنس حاليا عشر فرص تدريبية لصالح لاجئين. وتعتزم شركة الإلكترونيات السنة المقبلة توسيع برنامجها بعرض مائة موطن تدريب لطالبي اللجوء. كما تخطط الشركة لإطلاق أربع دورات لتعلم الألمانية لصالح أربعة أفواج من اللاجئين. وتعد سيمنس، التي تضم 115 ألف عامل، سابع أكبر شركة في ألمانيا
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
تعتزم شركة SAP للبرمجيات السنة المقبلة توفير مائة فرصة تدريب على الأقل لصالح لاجئين، وتتوجه الشركة بوجه الخصوص لأكاديميين. كما تخطط الشركة لإنشاء عشرة مواطن إضافية في الدراسة المزدوجة لعلوم الكمبيوتر الاقتصادية. ويطلب من المرشحين التوفر على معرفة فنية أساسية وشهادة جامعية أو تأهيل مماثل
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/B. Lauter
تشغيل لاجئين يحمل أيضا في طياته عبئا بيروقراطيا للشركات المعنية، يضاف إلى ذلك الغموض حول مستقبل الوضع القانوني للمتدربين. وعلى الرغم من ذلك، فإن الكثير من الشركات ذات الحجم المتوسط والصغير تساهم هي الأخرى في إنجاح الاندماج المهني للاجئين