1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الطلاب الفارون من الحرب الأوكرانية..ما مستقبلهم بألمانيا؟

٢٢ يونيو ٢٠٢٢

بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، توقفت المسيرة الأكاديمية لآلاف الطلاب الأجانب الذين تواجدوا في أوكرانيا لسنوات. معظمهم كان يدرس في كليات الطب والهندسة. بعد وصولهم إلى ألمانيا ، ما الذي حل بمستقبلهم الدراسي؟

Berlin | Unis machen Flüchtlinge fürs Studium fit
صورة تعبيرية: طلاب لاجئون يدرسون في برلينصورة من: Gregor Fischer/dpa/picture alliance

حفصة، طالبة مغربية، غادرت أوكرانيا مرغمة بعد اشتعال فتيل الحرب الروسية. كانت على أبواب إتمام سنتها الرابعة في تخصص الطب العام. اختارت اللجوء إلى ألمانيا عوض العودة إلى بلدها. وحول أسباب ذلك تقول "لم أكن متأكدة من أني سأتمكن من إتمام دراستي في المغرب، ولم أستطع أن أغامر بكل سنوات تحصيلي العلمي لأعود لأهلي خالية الوفاض".

أريد الاستمرار في ألمانيا ولكن..!

كانت حفصة الحاصلة على إقامة الطلاب في أوكرانيا، مستقرة لدى أسرة متطوعة في برلين بعد وصولها إلى ألمانيا، بعدها قررت اللحاق بزملائها في هامبورغ. هناك ابتسم الحظ في وجهها، إذ كانت هامبورغ أول ولاية تمنح الحق لـ 19500 من الطلاب الحاملين للجنسية الألمانية وغيرهم من الأجانب بالدراسة في جامعاتها،بل وقررت منحهم الإقامة على إثر التسجيل في الجامعة وتحقيق شرط إثبات الدراسة في أوكرانيا قبل الحرب.

اشترطت الولاية طبعاً على الطلاب التمكن من اللغة وسهلت أمامهم دراستها، إضافة إلى اجتياز دورة تحضيرية، كانا هذين الشرطين الأساسيين للتسجيل في الجامعات ولاية. وحول ذلك تقول حفصة "القرار منحني أمل لأني مصرة على البقاء في ألمانيا، لكن مازال أمامي تحديات كثيرة علي اجتيازها".

لم تتوفر حفصة على شهادة السكن في الولاية، لأنها تسجلت بداية في برلين، وكان عليها الانتظار طويلا . في هذه الفترة حصلت حفصة على إقامة لمدة 6 أشهر تنتهي صلاحيتها في 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل والشرط لتجديدها هو الحصول على عقد عمل أو التمكن من التسجيل في جامعة ألمانية لمتابعة الدراسة، كما أنها بدأت دورة الاندماج integrationskurs، وتتابع محاولاتها في الحصول على مقعد دراسي في إحدى جامعاتها.

عبد العزيز، طالب مغربي حاصل على إقامة طالب في أوكرانيا، يتواجد حاليا في ألمانياصورة من: privat

تحصل حفصة على مساعدات مادية شهراً، وتمكنت من الحصول على تأمين صحي. لكن الوجه السلبي لهذه التجربة يتلخص في كون حق البقاء في ألمانيا ليس مضمونا ما دامت لم تجد عملاً أو تتسجل بإحدى الجامعات. وإلا ستكون أمام خيار العودة لبلدها أو البحث عن فرصة أخرى في دولة أخرى.

تقول في حديثها لمهاجر نيوز "صحيح أن ما توفر لي من مساعدات حتى الآن تكفيني، لكني لا أعلم ما الذي سيحل بمستقبلي الدراسي إن لم أوفق في التسجيل في جامعة ألمانية. كما أني بصدد البحث عن عقد عمل ربما يساعدني في تجاوز مسألة الترحيل، وأبحث عن مسكن خاص عوض الاعتماد على مساعدة الأسرة التي تستقبلني بمنزلها منذ فترة هنا في هامبورغ.

لماذا لا تعود لبلدك الآمن؟

عبد العزيز، طالب مغربي أيضا، قضى في أوكرانيا سنتين. درس خلالهما في إحدى جامعاتها تخصص هندسة الطيران. وصل إلى العاصمة الألمانية برلين في الرابع من مارس/آذار الماضي، بعد خمسة أيام من وصوله، تم تحويله أكثر من مرة ليستقر "بعد 20 يوماً في المدينة الجامعية "غيسن".

عبد العزيز البالغ من العمر 21 سنة، اختار الفرار نحو ألمانيا أملا في أنها ستوفر له مقعداً دراسياً في جامعاتها ذات الصيت الذائع خاصة في مجال الهندسة. يقول في تصريح لمهاجر نيوز "فعلا يبدو الأمر الآن أصعب بكثير مما تخيلته، فأنا لا أتوفر سوى على إقامة طالب. لكن على الأقل تم توفير المساعدات لنا منذ وصولنا، مساعدات مادية وسكن وبطاقة تأمين صحي".

لا يعرف عبد العزيز إلى اليوم شيئا عن وضعيته القانونية حسب قوله، "لم أستطع الحصول على إقامة بعد، مازلت في انتظار توجيه من السلطات لأني أنحدر من بلد آمن. لا أعرف إن كنت سأتمكن من البقاء هنا أم ستتم إعادتي إلى بلدي أو هل لي الحق في المغادرة نحو بلد آخر".

أما عن إيجابيات القدوم إلى ألمانيا، فيقول المتحدث "التعامل كان جيداً منذ وصولنا، لكن وضعيتي مقلقة. لم يخبرني أحد بشيء، إلى الآن لا أعرف ما الذي ينتظرني. والكل هنا يكرر سؤالاً واحد فقط: لماذا تريد البقاء هنا؟ولماذا لا تعود لبلدك الآمن؟"

يرد عبد العزيز على هذا الاستفسار بالقول "لا أريد العودة إلى المغرب وأنا لم أحقق شيئا، لقد تكبدت أسرتي الكثير من المشقة لأدرس في أوكرانيا، بعدما تمكنت من ولوج الجامعة في التخصص الذي كنت أتمناه "هندسة الطيران" بعد جهد جهيد، لا أريد لهذه السنوات أن تذهب سدى، هنا يوجد أمل في إتمام الدراسة ضمن مجال تخصصي، أما في المغرب فلا شيء مضمون، إذا صدر قرار بإعادتي للمغرب سأبحث عن دولة أخرى فيها إمكانية متابعة دراستي فيها، وأجرب مرة أخرى".

الطالب المصري، خالد، حاصل على إقامة دائمة في أوكرانيا، ويريد إكمال مسيرته العلمية والمهنية في ألمانيا.صورة من: privat

لم يتمكن عبد العزيز بعد في  بدء دراسة اللغة الألمانية ، لكنه أتمم السنة الدراسية أونلاين مع أساتذته الذين حرصوا على مساعدة الطلاب متى ما توفروا على معلوماتهم وأرقام هواتفهم، ويحاول جاهداً إيجاد طريق للنفاذ بأقل الخسائر.

اندلعت الحرب.. سنة تخرجه!

وصل الطالب المصري خالد إلى ألمانيا يوم الثاني من مارس/آذار، وهو يحمل هم مصير سبع سنوات من الدراسة والتحصيل، شاءت الأقدار أن تكون الأشهر الأخيرة منها رحلة فرار من الحرب.

مضى أول فترة في منزل زميلة له، ثم انتقل لمنزل عائلته بنواحي فرانكفورت، الذين كانوا سببا في إقدامه على اختيار اللجوء إلى ألمانيا. يقول "فكرت أن تواجدي في بلد لدي فيه عائلة أفضل من التوجه لبلد لا أعرف فيه أحدا".

في نهاية شهر مارس/آذار، تسجل لدى السلطات الألمانية وتم تحويله لمدينة غيسن الجامعية واستقر في مخيم لطالبي اللجوء. تختلف حالة خالد لكونه يتوفر على إقامة دائمة في أوكرانية عوض إقامة الطلاب، لذلك لا يعاني كما الطلاب الآخرين من التفكير في مآله بعد بضعة أشهر، إذ له الحق في إقامة لسنتين أو أكثر كما يحق للأوكرانيين تماما، حسب ما يرويه في حديثه لمهاجر نيوز.

يتوفر خالد الآن على إقامة لمدة مؤقتة لأن جواز سفره منتهي الصلاحية، يقول "سيتم تمديد إقامتي بعد حصولي على جواز سفر جديد من سفارة بلدي، أتمنى أن يتم ذلك بسهولة". كما تمكن خالد متابعة دراسته عبر الأنترنيت، واجتاز كل الامتحانات بنجاح ليتخرج في الوقت المحدد رغم كل العراقيل. ويحاول اليوم تعلم أبجديات اللغة الألمانية على الأنترنيت في انتظار بدء درس اللغة في مدرسة".

لكن العراقيل لا تنتهي هنا بالنسبة لخالد، فتفكيره بعد التخرج انصب حول موضوع الاعتراف بدبلومه في ألمانيا، الذي يتطلب بالأساس حسب ما وصله من معلومات، الحصول على فترة تدريب Internal ship سواء في أوكرانيا أو ألمانيا أو بلده مصر، "شرط الحصول على التدريب في ألمانيا، هو استحالته في أوكرانيا بسبب استمرار وضع الحرب، وأيضا الحصول على المستوى المؤهل لذلك في اللغة الألمانية"، يقول خالد.

ينتظر الطالب المصري أن تعلن ألمانيا عن ما ستعترف به في مسار هذه الفئة مما درسوه في أوكرانيا، وما ستقدمه لهم كعروض وتسهيلات للاعتراف بدبلوماتهم وضمهم لجامعاتها ومستشفياتها التي تعرف خصاصا كبيرا في اليد العاملة المؤهلة.  أما عن إمكانية العودة إلى مصر، فهي بالنسبة له "مستبعدة جداً، لأن ظروف الدراسة والعمل ليست مريحة ولا مشجعة"، يقول خالد. "أملي أن أستطيع البقاء في ألمانيا، هنا المجال الطبي في حاجة لليد العاملة، كما أنه متطور جدا ويمنح الفرصة للعاملين فيه لتطوير أنفسهم".

عبير طالبة سورية ألمانية، درست الطب في أوكرانيا ولكنها اضطرت للعودة إلى ألمانيا بسبب اندلاع الحرب في أوكرانياصورة من: privat

جنسيتها الألمانية.. لم تمنع عنها القلق!

لعبير، الطالبة الألمانية ذات الأصول السورية، حكاية لا تختلف كثيراً عن باقي الطلاب الأجانب. سوى في كون عقبة اللغة متجاوزة بالنسبة لها، إضافة للإجراءات البيروقراطية من أجل الحصول على الإقامة.

بدأت عبير بدراسة الطب في ألمانيا، ثم انتقلت لإتمام دراستها بأوكرانيا منذ السنة الثانية بمدينة خاركوف. تصادف اندلاع الحرب مع سنتها الختامية في مجال الطب العام، وهي اليوم أمام مفترق طرق لا تتضح له نهاية، إذ تتقاسم مع زميلها خالد هاجس ما بعد التخرج وكيفية إتمام المسار في ألمانيا.

فور عودتها لمنزل عائلتها في ألمانيا، تواصلت مع جامعتها وأخبرتهم أنها على استعداد لإتمام ما تبقى من دروس وامتحانات عبر الأنترنيت. ومن حظها أن الامتحان الكتابي النهائي قد تم إلغاؤه بسبب الوضع في أوكرانيا، وتنتظر اجتياز الامتحان الشفهي الأخير قبل إعلان تخرجها. كما أن عبير عملت على دراسة تخصص آخر في نفس الوقت، وحصلت على دبلوم ترجمان محلف (عربي - ألماني).

ينصب كل تفكير عبير خلال محادثة لها مع مهاجر نيوز، على كيفية وتوقيت حصولها على الشهادة، وأيضا كيفية الاعتراف بدبلومها في ألمانيا. تقول "فرحة جداً لأن سنوات تحصيلي الأكاديمي لم تذهب سداً، لكني حزينة لأن المشوار في أوكرانيا انتهى بهذه الفوضى وأجواء الحرب، التي سببت لنا أزمات نفسية وقلق وحزن، لكننا نتأمل خيراً".

مهاجر نيوز 2022

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW