العاصفة بابيت تضرب عدة دول شمال أوروبا.. وخسائر بشرية ومادية
٢١ أكتوبر ٢٠٢٣
عاصفة كبيرة تتسبب بفيضانات وخسائر بشرية ومادية في عدة دول أوروبية. الضرر الأكبر وقع في الدنمارك والنرويج واسكتلندا، بيد أن سواحل ألمانيا بدورها شملتها أضرار العاصفة.
إعلان
تسبّبت العاصفة "بابيت" بفيضانات كبيرة وأضرار في الممتلكات في مدن دنماركية ونروجية خلال ليل الجمعة (20 أكتوبر/تشرين الأول)، واستمر تأثيرها على المملكة المتحدة السبت.
وضربت العاصفة الجمعة اسكتلندا خصوصاً، حيث أدّت إلى مصرع ثلاثة أشخاص اثنان منهم في شمال شرق البلاد. وقال عناصر في خدمات الإغاثة إن العاصفة ضربت أيضًا السواحل في شمال ألمانيا مساء الجمعة، واستمرت طوال الليل، وأدّت إلى مقتل امرأة في سيارتها جراء سقوط شجرة.
وفي الدنمارك، تسبّبت العاصفة بارتفاع حاد بمنسوب المياه في مدن في جنوب البلاد، فغمرت المياه طوابق أرضية بينما انقطعت الكهرباء عن المنازل لساعات عدة.
وارتفع منسوب المياه إلى أكثر من مترين فوق المعدل الطبيعي في مدن مثل أبينرا وهادرسليف وسوندربورغ وهيسنيس وفينشاف وفابورغ وأسينسون، وهي مستويات لا تُسجّل عادة إلا مرة واحدة كل 100 عام، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية "دي ام أي".
وقال مارتن فيندلبو من وكالة إدارة الطوارئ الدنماركية لوكالة ريتزاو الدنماركية للأنباء "علينا تصريف كميات مياه كبيرة من المدن، خصوصاً في جنوب جوتلاند".
وفي النرويج انقطعت الكهرباء فجراً عن حوالى 20 ألف شخص من سكان الجنوب لكن الوضع يتحسن، بحسب وكالة الأنباء النروجية "ان تي بي". واقتلعت الرياح العاتية أسقف مبانٍ وأسقطت أشجارا.
وفي المملكة المتحدة، حيث واصلت العاصفة إلحاق الأضرار السبت، اضطرت محطة كينغز كروس في لندن الى إغلاق أبوابها ظهراً للحد من تدفق المسافرين الذين احتشدوا في القاعة وعلى الأرصفة إثر إلغاء أو تأخير قطارات عدة.
وأعلنت الشركة المسؤولة عن إدارة شبكة السكك الحديد البريطانية "نتوورك رايل" على منصة "اكس" أن خدمات "لندن نورث إيستيرن رايل" التي تنظم رحلات من لندن إلى شمال شرق انكلترا واسكتلندا ما زالت "معرقلة إلى حد كبير" جراء العاصفة.
وفي شمال إنكلترا، أستأنف مطار "ليدس برادفورد" نشاطه في وقت متأخر صباح السبت حسبما أعلن على منصة "اكس"، بعدما أُغلق الجمعة إثر خروج طائرة تابعة لشركة "تي يو أي" TUI عن المدرج بسبب رياح قوية.
وأكدت وكالة البيئة على موقعها إصدار ثلاثة تحذيرات من "فيضانات خطيرة"، "تولّد خطراً كبيرا على حياة" السكان القريبين من ضفاف نهر ديروينت في ديربي في وسط إنكلترا.
وتعرض ساحل بحر البلطيق في ألمانيا أيضًا لرياح قوية وأمطار أدت إلى ارتفاع منسوب المياه، وتسببت بفيضانات وبإجلاء حوالى ألفي شخص، وفقًا لخدمات الطوارئ الألمانية في ولاية شليسفيغ- هولشتاين.
وسُجّلت أعلى مستويات من المياه قرابة منتصف ليل الجمعة في فلنسبورغ (شمال) حيث ارتفعت المياه نحو 2,30 متر فوق المعدل الطبيعي، مسجلة رقماً غير مسبوق في المنطقة منذ نحو 120 عامًا.
ع.ا/ع.أ.ج (أ ف ب)
أبعد قرية في العالم لم تسلم من التغيرات المناخية
قد تكون إيتوكورتيرمايت الواقعة شرق غرينلاند، أكثر القرى بعدا في العالم. يعيش فيها حاليا حوالي 350 شخصًا فقط. وأصبحت طريقة حياة سكان هذه القرية الصغيرة بشمال المحيط المتجمد الشمالي، مهددة بسبب التغير المناخي.
صورة من: Olivier Morin/AFP
من بعيد
تقع إيتوكورتيرمايت في منطقة خلابة مقابل الجبال المغطاة بالجليد على ساحل غرينلاند. إنها قرية يبلغ عدد سكانها 350 نسمة فقط في منطقة سكورسبي ساوند، التي يوجد بها أكبر نظام للمضايق البحرية في العالم.
صورة من: Olivier Morin/AFP
منازل خشبية خلابة
تذكرنا طريقة بناء هذه المنازل وألوانها بتراثها الاسكندنافي: منذ 70 عامًا فقط لم تعد غرينلاند مستعمرة دنماركية. واليوم، هي أكبر جزيرة في العالم وتقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي – جزء منها يتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير عن الدنمارك.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الصيادون ودراجات الدفع الرباعي
إيتوكورتيرمايت هي مستوطنة للإنويت (الإيسكيمو) يعيش سكانها على صيد الفقمات وثيران المسك وكركدن البحر والدببة القطبية. رغم ذلك بات العديد من الصيادين يفضلون الآن قيادة دراجات الدفع الرباعي بدلاً من فرق الكلاب التقليدية.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الحياة اليومية في أقصى العالم
لكن أساليب العيش الحديثة جعلت الحياة صعبة على سكان إيتوكورتيرمايت. فالسفن السياحية باتت تجلب الكثير من السياح إلى المضايق وتتسبب في تراجع الحياة البرية. كما أن العلماء أيضًا يحذرون من أن لحوم هذه الحيوانات أصبحت ملوثة بشكل خطير بالمواد الكيميائية.
صورة من: Olivier Morin/AFP
ارتفاع درجة الحرارة
وباتت ظاهرة الاحتباس الحراري تترك أثرها السلبي على سكان الجزيرة. في السابق كان مألوفا رؤية جلود الحيوانات تجف هنا. في الماضي، عندما عزلت الثلوج السكان عن بقية العالم لمدة 11 شهرًا في السنة كان سكان الجزيرة يعيشون على الحيوانات البرية. لكن تلك العادات القديمة أصبحت تذوب مع الأنهار الجليدية. ففي القطب الشمالي، ترتفع درجات الحرارة بمعدل أربع مرات أسرع من أي مكان آخر.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الاستفادة القصوى من الصيف
وثق أوليفييه مورين، مصور وكالة الأنباء الفرنسية، الحياة في إيتوكورتيرمايت في الأيام الأخيرة من صيف 2023، عندما يحاول الصغار والكبار الاستفادة أقصى قدر ممكن من الأسابيع القليلة التي لا تزال فيها الشمس تشرق فوق دائرة القطب الشمالي.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الاستحمام في المياه الذائبة
القفز في هذا المسبح قد يشكل بكل تأكيد تحديًا حقيقيًا لمعظم الناس. فحتى في شهر يوليو/ تموز، نادرًا ما ترتفع درجات الحرارة عن 10 درجات مئوية. ولا يتم تسخين المياه الجليدية الذائبة.
صورة من: Olivier Morin/AFP
البقعة الخضراء الوحيدة
في مكان لا ينمو فيه العشب، فإن البقعة الخضراء الوحيدة هي العشب الصناعي في ملعب كرة القدم. يجتمع الشباب هنا للعب كرة القدم. ولكن في ظل عدم وجود الأضواء الكاشفة، يجب أن تقام المباريات في منتصف النهار معظم أيام العام.
صورة من: Olivier Morin/AFP
لم يعد الوضع مثلما كان
لقد تقلص عدد سكان إيتوكورتيرمايت إلى حوالي 500 شخص قبل بضع سنوات فقط. والناس الذين كانوا في السابق صيادين، مثل أجدادهم، يكافحون الآن للعثور على عمل بديل. فهذه القرية النائية تقع على الخط الأمامي لتبعات التغيير المناخي. أعده للعربية: م.أ.م