العاصفة "نادية" تضرب شمال ألمانيا وتخلّف قتيلا وجرحى
٣٠ يناير ٢٠٢٢
هبت عاصفة على مناطق ساحلية في شمال ألمانيا، منها مدينة هامبورغ، خلال الليل مما عطل خدمات القطارات وأثار تحذيرات من حدوث فيضان، حسبما قال مسؤولو الطوارئ الذين تدخلوا لإنقاذ رجلين بعد أن علق قارب تحت جسر في مدينة هامبورغ.
إعلان
تسببت العاصفة العاتية التي أُطلق عليها اسم "نادية" في شمال ألمانيا في قيام رجال الشرطة والإطفاء بمئات المهام اليوم الأحد (30 يناير/ كانون الثاني 2022) للتعامل مع تداعيات العاصفة مثل اقتلاع الأشجار وسقوط حواجز البناء. وقالت خدمات الطوارئ في بيان إنها رفعت الأشجار التي سقطت وعرقلت السير على السكك الحديدية والطرق، كما أنقذت رجلين بعد أن علق قارب تحت جسر في المدينة الشمالية.
وتوفي رجل بعد أن سقطت عليه لوحة إعلانية في بلدة بيليتس بمنطقة براندنبورغ، كما أصيب شخصان بجروح خطيرة في حوادث تسببت فيها الأشجار المتساقطة في بريمن وبلدة زينبلاته في منطقة ميكلنبورغ.
وقال متحدث باسم الشرطة صباح اليوم الأحد إن العاصفة تسببت حتى الآن في قيام الشرطة بنحو 300 مهمة. ولم يمكن الوصول لمتحدث باسم قوات الإطفاء لاستيضاح بيانات منه.
وقالت متحدثة باسم الهيئة الاتحادية للملاحة البحرية وعلم الشبكات المائية صباح اليوم إن العاصفة العاتية أدت إلى إغراق سوق السمك الشهير في حي سانت باولي بمدينة هامبورغ ليلة السبت/الأحد. وبحسب بيانات الشرطة، تعرضت كثير من السيارات للضرر جراء الفيضانات.
ومن جانبها أعلنت هيئة السكك الحديدية "دويتشه بان" صباح اليوم أيضا أن حركة السكك الحديدية تضررت بشدة في شمال وشمال شرق ألمانيا بسبب العاصفة العاتية، وأنه من المتوقع أن يستمر ذلك عدة ساعات.
وأرجعت الهيئة السبب في التأخيرات في كثير من الأماكن إلى الأشجار المتساقطة على السكك الحديدية أو إلى تأثر أسلاك الضغط العالي بالعاصفة. وكانت هيئة الأرصاد الجوية بألمانيا حذرت أمس السبت من حدوث عاصفة تصل إلى حد الإعصار على جميع السواحل الشمالية الألمانية.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون بشمال ألمانيا (إن.دي.آر) إن عدة مناطق سكنية بالقرب من مدينة فيزمار شرقي هامبورغ تعرضت لانقطاع التيار الكهربائي. واضطرت شركة السكك الحديدية دويتشه بان إلى تعليق عدة خطوط في الشمال.
ع.ش/م.س (د ب أ، رويترز)
ظروف مناخية مميتة حول العالم.. هل خرجت أزمة المناخ عن السيطرة؟
على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت صورا تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية جراء الطقس المدمر الذي ضرب العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين.. فهل خرجت "أزمة المناخ" عن السيطرة؟
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
فيضانات عارمة في أوروبا
خلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 209 أشخاص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو.
صورة من: Thomas Lohnes/Getty Images
مواسم أمطار شديدة
تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات إذ أنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة عزارة الأمطار.
صورة من: AFP/Getty Images
موجات حرارة غير مسبوقة في كندا وأمريكا
باتت موجات الحر غير المسبوقة أمرا شائعا في عدد من ولايات أمريكا كواشنطن وأوريغون وكذلك مقاطعة "بريتيش كولومبيا" الكندية أواخر يونيو/ حزيران. وتسببت المستويات القياسية من الحرارة الناجمة عن "قبة حرارية" نادرة القوة حيث حُبس الهواء الساخن لأيام، في وفاة المئات. سجلت قرية ليتون الكندية درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية هي الأعلى على الإطلاق على مستوى البلاد.
صورة من: Ted S. Warren/AP/picture alliance
عواصف رعدية.. والسبب حرائق الغابات
انتهت موجة الحرارة في جنوبي ولاية أوريغون الأمريكية، لكن الظروف الجافة التي خلفتها زادت من خطر اندلاع موسم هو الأسوأ من مواسم حرائق الغابات في تلك المنطقة. وأدى حريق "أوريغون بوتليج" إلى إحراق مساحة تقترب من مساحة مدينة لوس أنجلوس في غضون أسبوعين ليصل الدخان إلى نيويورك. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الطقس السيء كان من المستحيل حدوثه بشكل عملي لولا ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية.
صورة من: National Wildfire Coordinating Group/Inciweb/ZUMA Wire/picture alliance
غابات الأمازون .. مصير مجهول
تعاني مناطق وسط البرازيل من أسوأ موسم جفاف منذ 100 عام، ما ضاعف من مخاطر حرائق الغابات وأيضا إزالة أشجار ونباتات غابات الأمازون المطيرة بوتيرة أكبر. وقال باحثون مؤخراً إن مساحات كبيرة من الغابات تحولت من امتصاص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم "الاحتباس الحراري" لتصبح مصدرا لهذه الانبعاثات، ولتقترب غابات الأمازون بدورها من نقطة تحول كبيرة.
صورة من: Andre Penner/AP Photo/picture alliance
"على شفا الموت جوعا"
بعد سنوات من الجفاف الحاد يعاني قرابة 1.14 مليون شخص في مدغشقر من انعدام الأمن الغذائي إذ يضطر كثيرون إلى أكل الصبار وأوراق الأشجار وحتى الجراد في وضع يرقى إلى المجاعة. ويقول العلماء إن الوضع المتردي في مدغشقر يشكل أول مجاعة في التاريخ الحديث يكون سببها الرئيسي ظاهرة "التغير المناخي"، إذ لا يعود سبب هذه المجاعة إلى كوارث طبيعية أو صراع سياسي أو حتى تدمير المحاصيل جراء الجفاف.
صورة من: Laetitia Bezain/AP photo/picture alliance
نازحون بسبب المناخ
وصل عدد النازحين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في 2020 إلى أعلى معدل له في عشر سنوات إذ بلغ رقما قياسيا تجاوز عتبة 55 مليون شخص فروا إلى أماكن أخرى في بلادهم. كذلك اضطر قرابة 26 مليون شخص إلى عبور حدود بلادهم واللجوء إلى دول أخرى. ووفقا لتقرير نشرته منظمات تعنى بشؤون اللاجئين في مايو/ أيار، فإن ثلاثة أرباع من اضطروا إلى النزوح في بلادهم كانوا ضحايا الظروف المناخية القاسية. مارتن كويبلر/ م.ع