1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العالم العربي يغلي والعراق يتمسك بعقد القمة العربية

١٧ فبراير ٢٠١١

بالرغم من أن المظاهرات والاحتجاجات تتواصل في أكثر من دولة عربية وبالرغم من انشغال القادة العرب بهمومهم الداخلية فإن الحكومة العراقية مصرة على استضافة القمة العربية المقبلة في موعدها المقرر. فهل تعقد القمة في هذه الظروف؟

العراق مصر على استضافة القمة العربية المقبلة على أراضيه في التاسع والعشرين من الشهر المقبلصورة من: DW

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى الاحتجاجات التي تنتقل من دولة عربية إلى أخرى، فإن العراق مصر على استضافة القمة العربية المقبلة على أراضيه في التاسع والعشرين من الشهر المقبل. ومنذ نجاح ثورتي تونس ومصر وسقوط نظامي الرئيسين المخلوعين زين العابدين بن علي وحسني مبارك والعالم العربي يغلي.

الاحتجاجات المطالبة بالتغيير، باتت السمة العامة لمعظم العواصم العربيةصورة من: AP

فالمظاهرات والاحتجاجات المطالبة بتغيير الحكومات العربية أو بإجراء إصلاحات ديمقراطية جذرية أو الداعية إلى محاربة الفساد وتحقيق قضايا مطلبية، باتت السمة العامة لمعظم العواصم العربية. وحتى العاصمة العراقية بغداد، وعدد كبير من المدن العراقية، كانت مسرحا لمظاهرات وصدامات بين محتجين ورجال الشرطة إذ سقط عدد من القتلى والجرحى في مدينة الكوت بجنوب العراق.

"من الطبيعي أن تتمسك بغداد بالقمة"

وبالرغم من أن جمعيات ومنظمات عراقية حددت الخامس والعشرين من الشهر الجاري موعدا لمظاهرة مليونية وعدم وضوح الصورة في عدد من الدول العربية، التي تشهد احتجاجات كبيرة أسفرت عن وقوع قتلى كليبيا واليمن والبحرين والعراق نفسه كما أسلفنا، فإن الحكومة العراقية مصرة على استضافة القمة في موعدها المقرر. ويرى الباحث العراقي المقيم في عمان حيدر سعيد أنه "من الطبيعي أن تتمسك الحكومة العراقية بالقمة وتصر على عقدها، بغض النظر عما يجري في العالم العربي من احتجاجات وما يشهده العراق نفسه من مظاهرات وصدامات".

ويضيف الباحث العراقي بأن هذه القمة مهمة للحكومة العراقية وللدولة العراقية أيضا. فهذه القمة تمثل "أكبر خطوة نحو إعادة دمج العراق بالنظام الرسمي العربي". وبالرغم من وجود سفارات عربية في بغداد وكذلك قيام عدد من المسؤولين العرب بزيارات إلى العاصمة العراقية فإن "مجيء ممثلي كل الدول العربية إلى بغداد، في إطار القمة، وبرعاية الجامعة العربية أمر مهم وحاسم للعراق".

(حيدر سعيد: من الطبيعي أن تتمسك بغداد بالقمة. للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة)

"الدول العربية في أزمة، فلماذا القمة؟"

هل تبصرالقمة العربية النور هذا العام؟صورة من: picture-alliance/ dpa

وإذ يشدد حيدر سعيد على أن الحكومة العراقية تفصل بين مسارين: أي مسار التحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي وبين المسار الرسمي الممثل بمؤسسة القمة، فإنه يعرب عن اعتقاده بأن بغداد تتمنى أن تؤجل القمة. لكن الحكومة العراقية لن تبادر، حسب سعيد، إلى طلب تأجيل القمة بل ستشجع الجامعة العربية على أن تطلب بنفسها من الدول الأعضاء تأجيل القمة نظرا للظروف التي يمر بها العالم العربي.

أما الكاتب والمحلل السياسي المصري عبد العظيم حماد فيرى بأن السؤال المطروح لا يتعلق بانعقاد القمة في بغداد في موعدها المحدد أم لا، بل فيما إذا كانت القمة ستعقد أصلا. ويضيف حماد بأنه يعتقد بان "القمة العربية لن تبصر النور هذا العام بل ستؤجل إلى عام ألفين واثني عشر". وحسب حماد فإن "المشكلة ليست في مكان انعقاد القمة، أي بغداد، بل تكمن في الأنظمة العربية التي ستشارك في القمة". فـ"ماذا تملك قمة عربية لأنظمة فاسدة، أثبتت عجزها، لتقدمه لشعوبها في زمن أضحى التغيير مطلبا شعبيا ملحا"؟. وإذا كانت "الدول العربية في أزمة، وكذلك الجامعة العربية في أزمة، فلماذا ستعقد القمة إذن؟"

(عبد العظيم حماد: الدول العربية في أزمة، فلماذا القمة؟. للاستماع اضغط الرابط أسفل الصفحة)

"إصرار العراق على عقد القمة غير مفهوم"

من جانبه يرى الصحافي والمحلل السياسي الألماني شتيفان بوخن في الإصرار العراقي على عقد القمة العربية، في بغداد وفي موعدها المقرر، مدخلا للعودة إلى الحضن العربي. فالحكومة العراقية تسعى من خلال القمة إلى "تقوية انتماء العراق العربي كنوع من التوازن مع النفوذ الإيراني القوي في بلاد الرافدين". لكن رغم ذلك فإن بوخن يعتقد بأن إصرار بغداد على عقد القمة "يُعبّر عنه بشكل غريب ولذلك يبدو أمرا غير مفهوم".

ويتساءل الصحافي الألماني قائلا "كيف يمكن لنا أن نتصور وزراء الخارجية العرب يجتمعون في بغداد، للتحضير للقمة، بينما تثور شعوبهم في طرابلس الغرب وصنعاء والمنامة وحتى في بغداد"؟. ويشدد بوخن على أن "انعقاد القمة في مثل هذه الظروف سيزيد البون الموجود أصلا بين الطبقة السياسية العربية الحاكمة وشعوبها".

(شتيفان بوخن: إصرار العراق على عقد القمة غير مفهوم. للاستماع اضغط الرابط أسفل الصفحة)

أحمد حسو

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW