يبدو أن النقص الذي يعاني منه العالم لن يقتصر مستقبلا على الغذاء ومياه الشرب فحسب، بل سيمتد أيضا إلى "محبوبة الكثيرين"، الشوكولاتة التي يزيد استهلاكها على مستوى العالم في ظل مشكلات في إنتاج الكاكاو اللازم لصناعتها.
إعلان
الإقبال الكبير على تناول الشوكولاتة ظاهرة عالمية من الممكن أن تؤدي قريبا إلى "أزمة"، في حال استمر الاستهلاك على هذا النحو، وفقا لتقديرات اثنين من أكبر مصنعي الشوكولاتة في العالم وهما "مارس" و"باري كالبوت".
وتكمن المشكلة في أن استهلاك الشوكولاتة يتجاوز باستمرار إنتاج العالم من الكاكاو، اللازم لصناعة الشوكولاتة، لاسيما وأن الطقس الجاف في غرب إفريقيا (تحديدا في ساحل العاج وغانا حيث يتم إنتاج أكثر من 70% من الناتج العالمي للكاكاو) أدى إلى تراجع إنتاج الكاكاو في المنطقة وجعل الكثير من المزارعين يلجأون لزراعة محاصيل أخرى تدر عليهم دخلا أكبر.
الفوائد الصحية للشوكولاتة
للشوكولاتة التي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو تأثير إيجابي على صحتنا، فتناول 7.5 غرام في اليوم الواحد منها يضمن انخفاض ضغط الدم وانخفاض خطر الاصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، المزيد عن فوائد الشوكولاتة في جولة مصورة
صورة من: jf Lefèvre/Fotolia
فوائد الشوكولاتة
يبلغ معدل استهلاك الشوكولاته في ألمانيا حوالي 116 كيلو غراما لكل شخص سنويا. ويزيد معدل الاستهلاك هذا لدى السويسريين. وتتضمن الشوكولاتة الكثير من الدهون والسكر، ما يعني أن قطعة شوكولاتة صغيرة بمثابة قنبلة كبيرة من الحريرات، إلا أن مادة الكاكاو مفيدة للأوعية الدموية، فهي تحمي القلب والدورة الدموية.
صورة من: Fotolia/Mikael Damkier
الشوكولاتة وتأثيرها القوي على إرادتنا
تحتوي الشوكولاتة على مكونات تشبه الحشيش. ولكن بجرعة منخفضة جدا، و تناول 20 غراما من الشوكولاته على الأقل يجعل المرء يشعر بالاندفاع الشديد نحوها. ولا توجد أي دراسة علمية تثبت أن الشوكولاتة تدفعنا للإدمان عليها. ورغم ذلك لا يمكن للكثيرين التخلي عن تناول الشوكولاتة ذات الماذاق الحلو.
صورة من: Fotolia
الشعور بالسعادة والراحة
قطعة من شوكولاتة الحليب بوزن 100 غرام، تحتوي على حوالي 30 غراما من الدهون و 50 غراما من السكر. ويضمن هذا المزيج تدفق كميات كبيرة وبسرعة من البروتين إلى الدماغ. ويقوم الجسم بتحويل البروتين إلى هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة في جسمنا، ما يمنحنا شعورا بالراحة .
صورة من: Robert Kneschke - Fotolia.com
دواء للأعصاب
تبلغ نسبة الكاكاو في شوكولاتة الحليب 25 بالمئة، وتحتوي بداخلها على الكربوهيدات. وتعد بالنسبة للكثيرين بمثابة معدل للمزاج ووسيلة مهدئة ومغذية للأعصاب. ما يدفع البعض للإدمان ولو قليلا.
الشعور بالمتعة
"ملك الشمس" الفرنسي لويس الرابع عشر كانت لديه قناعة بأن الشوكولاتة تحفز الرغبة. إذ كان يقسم بالكاكاو ويشرب منها عدة مرات يوميا. في الواقع تحتوي الكاكاو على مكونات تزيد من نبضات القلب وتجعل المرء أكثر حيوية. ولكن لا توجد أية أدلة على أن الشوكولاتة تزيد من المتعة.
صورة من: Gina Sanders - Fotolia.com
التدليك بالشوكولاتة
ربما اللذة هي سبب الشعور بالراحة، ومن الممكن أن يشعر المرء بالسعادة عبر جلسات تدليك الشوكولاته، بعيدا عن اكتساب الكثير من الحريرات.
صورة من: Fotolia/putilov_denis
أصل الشوكولاته ومنشؤها
يعود أصل الشوكولاتة إلى المكسيك، فقبل أكثر من 3000 سنة قام سكان المكسيك القدماء بمزج الكاكاو المطحون مع الماء، لينتج بذلك شراب لزج ومرّ له تأثير منشط حسب اعتقادهم. و مادة الأزتيك هي التي تكسب الكاكاو أهميته.
صورة من: jf Lefèvre/Fotolia
7 صورة1 | 7
ومن بين العناصر الأخرى المؤثرة على زيادة استهلاك الشوكولاتة في العالم، والتي رصدتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الإقبال المتزايد من الصينيين على تناول الشوكولاتة علاوة على التوعية المتزايدة بأهمية الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على قدر أكبر من الكاكاو.
وتتوقع كبرى شركات الإنتاج زيادة كبيرة في معدلات استهلاك الشوكولاتة في العالم، وقد تصل إلى مليوني طن متري بحلول عام 2030، بشكل يفوق معدلات الإنتاج المتوقعة.
من جهتها، تبذل الشركات جهودا كبيرة على كافة المستويات للتعامل مع الزيادة الهائلة في الاستهلاك، إذ تعمل مجموعة بحثية في إفريقيا الوسطى على تطوير أشجار كاكاو تنتج سبع مرات أكثر من الأشجار العادية. لكن العلماء يتشككون في ما إذا كان الإنتاج سيكون له نفس الطعم المعتاد للكاكاو.