اتهم العاهل الاسباني الملك فيليبي السادس المسؤولين في كاتالونيا بوضع أنفسهم على هامش القانون والديموقراطية، مشددا على وجوب أن تتكفل الدولة بالنظام الدستوري. وواشنطن "حزينة" لسقوط ضحايا في كاتالونيا.
صورة من: Reuters/F.Gomez
إعلان
قال ملك اسبانيا فيليبي السادس في خطاب استثنائي إلى الأمة عبر التلفزيون، بعد يومين على استفتاء تقرير المصير الذي أجراه إقليم كاتالونيا على الرغم من ان مدريد حظرته إن "هذه السلطات (الكاتالونية) وضعت نفسها بطريقة واضحة وقطعية وبالكامل على هامش القانون والديموقراطية". وأضاف ان قادة الاقليم "بتصرفهم غير المسؤول قد يعرضون للخطر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لكاتالونيا ولإسبانيا بأسرها".
واعتبر العاهل الاسباني ان الهدف النهائي من وراء الاستفتاء الذي أجراه الاقليم هو "اعلان الاستقلال بطريقة غير شرعية". واضاف الملك الذي اعتلى العرش في 2014، انه ازاء كل ما تقدم فانه "من مسؤولية السلطات الشرعية في الدولة ان تكفل النظم الدستوري وسير المؤسسات بصورة طبيعية واحترام دولة القانون والحكم الذاتي لكاتالونيا".
وبموجب المادة 155 من الدستور التي لم يتم تفعيلها بعد يحق للحكومة المركزية ان تجبر اقليما من أقاليم البلاد على احترام واجباته الدستورية اذا ما انتهكها أو اذا "شكلت خطرا كبيرا على المصلحة العامة للدولة".
وتزامن خطاب العاهل الاسباني تظاهرات احتجاجية في برشلونة شارك فيها بحسب بلدية المدينة 700 ألف شخص احتجاجا على أعمال العنف التي قامت بها الشرطة الاتحادية لمنع الاستفتاء. وقال متحدث باسم البلدية ان هذا العدد يأخذ في الاعتبار عدة تظاهرات في المدينة طيلة اليوم.
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
الخلاف حول الاستفتاء بين الحكومة المركزية في مدريد وإقليم كاتالونيا وتاريخ طويل من العلاقات المضطربة بين الجانبين تحولا إلى أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
1932
بعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، تجري كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
2015
في انتخابات الإقليم حصلت القوى المؤيدة للانفصال عن إسبانيا على الأغلبية المطلقة في برلمان كاتالونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/EFE/A. Dalmau
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.
صورة من: picture alliance/AP/dpa/E. Morenatti
10 صورة1 | 10
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "قوات الاحتلال أخرجي" و"الشوارع ستبقى دوما لنا"، في حين صدحت حناجرهم بهتافات مناهضة للشرطة الوطنية والحرس المدني اللذين ارسلتهما مدريد لمنع الاستفتاء. وتعتبر الحكومة الاسبانية والمحاكم في اسبانيا الاستفتاء على الاستقلال غير شرعي، فيما تحمّل مدريد السلطات الكاتالونية مسؤولية اثارة التوتر.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن "حزنها" لسقوط عدد كبير من الجرحى خلال محاولة قوات الأمن الاسبانية الأحد منع سلطات اقليم كاتالونيا من تنظيم استفتاء على الاستقلال. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت للصحافيين في واشنطن "لقد احزنتنا التقارير" الواردة من كاتالونيا بشأن "اصابة الكثير من الناس بجروح خلال أحداث عطلة نهاية الأسبوع". واضافت "ما زلنا نقول اننا نشجع جميع الاطراف على ان يحلوا خلافاتهم السياسية بدون عنف وبطريقة تتفق مع القانون الاسباني".