العثور على جثة اللاعب الغاني أتسو تحت الأنقاض في تركيا
١٨ فبراير ٢٠٢٣
كشف وكيل لاعب كرة القدم الغاني كريستيان أتسو إنه تم العثور على جثة اللاعب تحت أنقاض منزله. وكان اللاعب قد قرر الرحيل عن تركيا لكنه عدل عن قراره قبيل ساعات من وقوع الزلزال بعد أن أحرز هدف الفوز لفريقه.
إعلان
عُثر على لاعب كرة القدم الغاني كريستيان أتسو ميتاً تحت أنقاض مبنى كان يعيش فيه بمدينة هاتاي بعد الزلزال القوي الذي ضرب تركيا، بحسب ما نقلت السبت وكالة "دي اتش ايه" عن وكيل أعماله.
وكانت تقارير أولية إشارت إلى إن اللاعب تم إنقاذه بعد يوم من الزلزال، لكن تبيّن انها خاطئة. وقال وكيل اللاعب في تركيا مراد أوزون محمد إنه عُثر على جثة أتسو تحت انقاض مبنى في مقاطعة هاتاي الجنوبية "وصلنا إلى جثته. عُثر أيضاً على أغراضه وهاتفه".
وقال مدير نادي هاتاي سبور إن أتسو تراجع عن مغادرة تركيا قبل ساعات من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة مؤخراً بعدما سجل هدف الفوز لفريقه في الدوري التركي لكرة القدم.
وقال مدير هاتاي سبور إن اللاعب لم يكن سعيداً قبل اللقاء لأنه شارك في مباراتين فقط بالدوري منذ بداية الموسم وقرر الرحيل لكنه أجله عقب تسجيل هدف الفوز في مباراة قاسم باشا.
وفي وقت لاحق أعلن نادي هاتاي سبورالعثور على جثة أتسو وأوضح لنادي عبر "تويتر" أن جثة "أتسو، الذي فارق الحياة تحت الأنقاض، أرسلت إلى وطنه غانا." وأضاف :"لن ننساك يا أتسو. عسى أن يكون مكانك في الجنة، لأنك شخص جميل. حزننا لا يمكن وصفه. أرقد في سلام."
وذكر الاتحاد التركي لكرة القدم عبر تويتر :"نحن في حزن عميق إزاء فقدان كريستيان أتسو."
وكان اللاعب البالغ 31 عامًا انتقل في أيلول/سبتمبر الماضي من نادي الرائد السعودي إلى هاتاي سبور، الذي يقع في مقاطعة هاتاي الجنوبية بالقرب من مركز الزلزال المدمّر.
وأمضى أتسو خمسة مواسم في نيوكاسل بين 2016 و2021 قبل أن ينتقل إلى نادي الرائد. وسجل أتسو، قبل ساعات من الزلزال، هدف الفوز لفريقه في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من ركلة ثابتة ضد نادي قاسم باشا (1-0) ضمن منافسات الدوري التركي. وغرّد لاعب بورتو البرتغالي وملقة الاسباني السابق بعد اللقاء "انتصار مهم للفريق. سعيد لتسجيلي في المباراة".
وخاض اللاعب آخر مبارياته الدولية الستين في أيلول/سبتمبر 2019، علمًا أنه شارك في مونديال 2014 في البرازيل ولكنه غاب عن نهائيات قطر 2022.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، رويترز)
تراجع فرص الناجين.. خراب زلزال سوريا وتركيا بعد انقشاع الغبار
يقترب زلزال تركيا وسوريا من إتمام أسبوعه الثاني. أرقام الضحايا مفزعة والخسائر المادية باهظة والمعاناة مضاعفة في شمال سوريا. فكيف يبدو الوضع مع اقتراب عمليات الإنقاذ من نهايتها؟
صورة من: Kyodo/picture alliance
آمال العثور على ناجين باتت نادرة
لا تجد فرق الإنقاذ، على مدار الأيام القليلة الماضية، إلا الكثير من جثت القتلى، وفي حالات قليلة جدا بعض الأحياء. في تركيا طوال يوم كامل، لم يعثر سوى على ناجيتين يوم الخميس (16 فبراير/ شباط)، بينما في الجانب السوري لم يتم العثور على ناجين منذ التاسع من الشهر. حاليا مرت أزيد من 260 ساعة على حدوث الزلزال، وهي مدة تجعل من شبه المستحيل العثور على ناجين جدد.
صورة من: Ugur Yildirim/AP/picture alliance
عدد الضحايا مفزع
تجاوز عدد القتلى في البلدين 43 ألفا. الحصيلة الأكبر كانت في تركيا بأزيد من 38 ألفا. لكن هناك مخاوف كذلك من أن ترتفع الحصيلة أكثر في سوريا التي تعاني تأخرا كبيرا في عمليات الإنقاذ. أرقام الجرحى بعشرات الآلاف، بينما لا يوجد رقم رسمي لعدد المفقودين في البلدين. أجلت السلطات التركية حوالي 150 ألفا من السكان في المنطقة، بينما تحوّلت أماكن عامة إلى مقابر عمومية لجمع الجثامين في انتظار التعرف على أصحابها.
صورة من: BULENT KILIC/AFP
ملايين بدون مأوى
سارعت الكثير من الدول لمد يد العون إلى تركيا وسوريا، لكن حجم الكارثة كان كبيرا إذ تشرد الملايين، وقدرت الأمم المتحدة عدد المتضريين بحوالي 23 مليونا وأن من صاروا بدون مأوى في البلدين يقدر عددهم بـ5,3 مليون. ويعاني البلدان من نقص كبير في الخيام المؤقتة، لكن حجم المأساة مضاعف في الشمال السوري، وفاقمتها الظروف المناخية الباردة، ولم تكف المدارس والمساجد والسيارات والشاحنات لإيواء المتضررين.
صورة من: Burcu Karakas/DW
الانقسام السياسي يزيد المعاناة
عانت عمليات إرسال المساعدات لسوريا، خصوصا مناطق الشمال الغربي من عراقيل ومشاكل كبيرة. دول كثيرة لا تعترف بنظام الأسد، لكن كذلك لا تعترف بسلطة المعارضة المسلحة، ما جعل إرسال المساعدات ممكنا فقط عبر المعابر الحدودية من تركيا، كما لم تصل جل المساعدات التي تسلمها النظام إلى مناطق المعارضة، عرقلت الخلافات بين الأكراد المسلحين والمعارضة المدعومة من تركيا انسياب المساعدات.
صورة من: BAKR ALKASEM/AFP
نظام يستغل الزلزال لصالحه!
تحت تأثير الضغط الدولي، سمح النظام السوري بفتح معبرين إضافيين لدعم الشمال الغربي بعدما كانت جلّ المساعدات تأتي من معبر واحد هو باب الهوى. حكومة الأسد كانت تتمسك في البداية بتوزيع المساعدات تحت إشرافها، خصوصا مع سيطرتها على المطارات وتنسيق عدة دول بشكل مباشر معها، كما لم تقرّر الحكومة إيصال المساعدات إلى مناطق المعارضة إلّا بعد خمسة أيام على وقوع الزلزال.
صورة من: SANA/dpa/picture alliance
هناك من يستغل الزلزال للسرقة!
يجد البعض في الكوارث الطبيعية فرصة للنهب. السلطات التركية أوقفت حوالي 48 شخصا للاشتباه بأعمال نهب في مناطق الزلازل، وأصدرت أكثر من 113 مذكرة اعتقال. كما تحدث مراقبون عن وجود عمليات إطلاق نار واشتباكات بين مجموعات، ما دفع فرق إنقاذ أجنبية إلى تعليق عملياتها لدواعِ أمنية، ومنها بعثة الجيش النمساوي، وذلك الفرع الألماني لمنظمة I.S.A.R غير الحكومية.
صورة من: UMIT BEKTAS/REUTERS
الدعم الدولي كبير لكنه غير كافٍ
أرسلت عشرات الدول المساعدات وفرق الإنقاذ للشعبين التركي والسوري، سواء منها الدول العربية والغربية أو المنظمات غير الحكومية، لكن الحاجة كبيرة جدا وسط تباين واضح في الاستفادة منها بين تركيا وسوريا. الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكد أنه يحتاج إلى 702 مليون دولار لإغاثة المنكوبين، بينما ناشدت الأمم المتحدة الدول الأعضاء جمع حوالي 400 مليون دولار.
صورة من: Ahmed Saad/REUTERS
خسائر مادية باهظة
قدر اتحاد الشركات والأعمال التركي خسائر الزلزال بـ84 مليار دولار، من بينها 70,8 مليار دولار لترميم آلاف المنازل المتضررة، فضلا عن تضرّر الطرقات ونقاط التصنيع والقدرة الإنتاجية، ما سيكون له أثر على النمو الإجمالي. لكن في الجانب الآخر بين الزلزال وجود عيوب كبيرة في تشييد كثير من المباني، ما أدى إلى إيقاف 12 مقاولا في تركيا، وتأكيد وجود خطط لهدم حوالي 50 ألف مبنى.
صورة من: CLODAGH KILCOYNE/REUTERS
ما الحل لمواجهة الزلزال؟
أثار الزلزال أسئلة كثيرة حول قدرة البشر على مواجهة الزلازل، على الأقل التنبؤ بحدوثها بوقت كافٍ. الجدل قديم –جديد خصوصا مع تغريدة لخبير هولندي نبها فيها لوقوع زلزال في المنطقة. لكن العلماء يؤكدون أنه مستحيل حاليا توقع الزلازل بدقة قبل أيام أو أشهر من وقوعها. لكن البناء الآمن في المناطق التي توجد في بؤر الزلازل، وتطوير آليات الإنقاذ يمكن أن يساهما في تقليل أعداد الضحايا مستقبلا.