بعد حوالى أسبوع على فرض وارسو حالة طوارئ عند حدودها، تم العثور على أربع جثث عند الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، وفق ما أعلنه مسؤولون من البلدين مساء أمس الأحد. كذلك ذكر حرس الحدود البولندي العثور على ثمانية مهاجرين منهكين في منطقة أخرى تغطيها المستنقعات قريبة من الحدود.

وعبر آلاف المهاجرين معظمهم من الشرق الأوسط، الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي إلى ليتوانيا ولاتفيا وبولندا في الأشهر الأخيرة. ولدى الاتحاد الأوروبي شكوك بأن رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو يقف وراء تدفق المهاجرين ردا منه على العقوبات الأوروبية المفروضة عليه. وذكر حساب تابع لحرس الحدود البولندي على تويتر الأحد (19/9/2021) "تم اكتشاف جثث ثلاثة أشخاص في المنطقة الحدودية مع بيلاروس".

وقالت المتحدثة باسم حرس الحدود آنا ميشالسكا لوكالة الأنباء البولندية "باب" إن الجثث عثر عليها في ثلاثة أماكن مختلفة و"من المحتمل أن تكون لمهاجرين غير شرعيين". وذكر مسؤولون أن 324 شخصا حاولوا عبور الحدود أول من أمس السبت، وأضافوا أنه تم تسجيل أكثر من 3800  محاولة عبور منذ بدء أيلول/سبتمبر.

العثور على جثة عراقية بجانب أطفالها

كذلك عثر الأحد على جثة رابعة لامرأة عراقية على الجانب البيلاروسي من الحدود. ونقلت وكالة بلتا الحكومية عن يفغيني أوميس مسؤول حرس الحدود البيلاروسي قوله "عثر على جثة امرأة غير سلافية على بعد متر واحد من الحدود".

وبحسب قوله فإن "دلائل واضحة" تشير إلى أن جثة المرأة "سُحبت" من الجانب البولندي من الحدود. وقال زوجها إن حرس الحدود البولنديين اقتادوهما رغماً عنهما حفاة وتحت التهديد إلى الجانب البيلاروسي. وبحسب الوكالة عثر على جثة المرأة إلى جانب ثلاثة أطفال عراقيين تراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات على قيد الحياة، على جزء من الحدود البولندية البيلاروسية. وفتح تحقيق من الجانب البيلاروسي ودُعي ممثلون من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين للتوجه إلى المكان، بحسب المصدر نفسه.

وفي وقت سابق الأحد أوردت تغريدة لحرس الحدود البولندي على تويتر أن عناصر الحرس أمضوا أيضا ساعات عدة وهم يعملون على إنقاذ مهاجرين عالقين في منطقة مستنقعات قبالة نهر سوبراسال على الحدود مع بيلاروس. وقالت "جرى إنقاذ ثمانية مهاجرين (خمسة رجال وثلاث نساء)، سبعة منهم نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج"، مضيفة أن مسعفين وعناصر في الشرطة شاركوا في العملية.  وأشارت الى أن السبت كان يوما "مشحونا"، وقد أحصت 324 محاولة للعبور بطريقة غير شرعية من بيلاروسيا إلى بولندا.

وقد زاد عدد الوافدين غير الموثقين من بيلاروس منذ إعلان رئيس بيلاروس ألكسندر  لوكاشينكو في أيار/مايو إنه سيرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد بلاده. وقد شيدت بولندا سياجا من الأسلاك الشائكة على الحدود وأرسلت آلاف القوات لتسير دوريات في المنطقة وفرضت بولندا حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا عند حدودها مطلع أيلول/سبتمبر.

يذكر أنه في مطلع آب/أغسطس، أمر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بفتح تحقيق في وفاة عراقي عند الحدود مع ليتوانيا، تعرض للضرب المبرح وفقًا لمينسك.

ص.ش/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)