العثور على جثث ستة سوريين على متن قارب وصل إلى إيطاليا
١٢ سبتمبر ٢٠٢٢
رغم عمليات إنقاذ المئات من المهاجرين وطالبي اللجوء المتوجهين إلى جنوب أوروبا، كثرت حوادث غرق القوارب التي تقلهم. وأحدث الأنباء العثور على جثث ستة سوريين على متن قارب وصل إلى صقلية بإيطاليا، حسب مفوضية اللاجئين الأممية.
إعلان
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه تم العثور على جثث ستة لاجئين سوريين، بينهم ثلاثة أطفال، على متن قارب وصل اليوم الاثنين (12 سبتمبر/ أيلول 2022) إلى ميناء بوتسالو في صقلية.
وكتبت كيارا كاردوليتي ممثلة المفوضية في إيطاليا على تويتر "ماتوا من العطش والجوع والحروق الشديدة. هذا غير مقبول... تعزيز جهود الإنقاذ في البحر هو السبيل الوحيد لمنع هذه المآسي".
وقالت المفوضية في بيان إن المتوفين من بين مجموعة من 26 شخصا كانوا على متن القارب منذ أيام. وأضافت أن طفلين ممن لقوا حتفهم يبلغان من العمر سنة أو سنتين بينما كان الطفل الثالث يبلغ من العمر 12 عاما. كما تم انتشال جثتي أم وجدة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن امرأة أخرى وابنتها نُقلتا جوا من القارب إلى مستشفى في جزيرة مالطا القريبة أمس الأحد.
وفي حدث ذي صلة قالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية يوم أمس الأحد إن عدد القتلى جراء غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل تونس الأسبوع الماضي ارتفع إلى 11 معظمهم تونسيون خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا.
وأضافت الوكالة أن خفر السواحل والبحرية انتشلوا خمس جثث أخرى مساء السبت في إطار عملية بحث عن مهاجرين فُقدوا في أعقاب غرق قارب قبالة سواحل مدينة الشابة بولاية المهدية في السادس من سبتمبر/ أيلول.
وانطلق القارب من ساحل العوابد في منطقة صفاقس. وأصبح ساحل صفاقس نقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر في أفريقيا والشرق الأوسط للحصول على فرصة حياة أفضل في أوروبا.
يشار إلى أنه ورغم هذه الحوادث تمكنت منظمات حكومية وغير حكومية من إنقاذ المئات من المهاجرين وطالبي اللجوء المتوجهين إلى جنوب أوروبا قبالة شواطئ شمال أفريقيا ونقلهم إلى بر الأمان خلال الأيام الماضية.
ع.ج.م/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو