عثرت الشرطة الألمانية على سترة مفخخة بدائية الصنع خلال تفتيش منزل يقطنه إسلامي متشدد في العاصمة برلين. وذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية المقرر صدورها غداً الجمعة (15 حزيران/ يونيو 2012) أن السترة تم العثور عليها في 15 أيار/ مايو الماضي. وتشتبه السلطات في أن مغني الراب السابق والمعتنق لدين الإسلام دنيس سي. قام بتصنيع هذه السترة. وينتمي دنيس إلى جماعة "ملة إبراهيم" السلفية، والتي أصدرت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الخميس قراراً بحظرها. وذكرت مصادر أمنية أن تركيبة المواد المتفجرة في السترة خطيرة للغاية رغم أنها سترة مفخخة وهمية.

ووفقاً لبيانات هيئة حماية الدستور، فإن دنيس من المروجين الرئيسيين للتيار السلفي المتشدد المتحدث باللغة الألمانية. وتشتبه السلطات في وجود علاقة بين دنيس والمدان في قتل جنديين أمريكيين في مطار فرانكفورت الدولي عام 2011، حيث أعرب الجاني قبل تنفيذ جريمته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تعاطفه مع المغني دنيس. وينشر دنيس أغاني إسلامية تدعو للجهاد ومقاتلة غير المسلمين.

وكانت الشرطة الألمانية قد داهمت الخميس 70 موقعاً عبر البلاد على صلة بجماعات يقال إنها سلفية متطرفة يشتبه في قيامها بتحريض الإسلاميين على العنف وتشجيع علاقات مع الشبكات الإرهابية. وأكد وزير الداخلية الألماني هانزـ بيتر فريدريش أن السلطات شنت حملة ضد السلفيين في سبع ولايات هي بافاريا، هيسن، شمال الراين وستفاليا، ساكسونيا السلفلى، هامبورغ، شليسفيغ هولسشتاين وبرلين.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية عن فريدريش إعلانه حظر جماعة "ملة إبراهيم" السلفية في ولاية شمال الراين وستفاليا، وقال الوزير الألماني إن نشاط هذه الجماعة يتعارض مع الدستور ومع فكرة التفاهم بين الشعوب.

كما يجري التحقيق ضد شبكة " الدين الحق" وجماعة "الدعوة فرانكفورت". وكانت جماعة "الدين الحق" قد لفتت الأنظار إليها في الفترة الأخيرة حين تزعم أحد أعضائها البارزين، إبراهيم أبو ناجي، حملة توزيع مصاحف في كل ألمانيا.

وذكر موقع "شبيغيل" التابع لمجلة "دير شبيغل" أن الحملة التي شنتها السلطات الخميس شملت تفتيش البيوت والجمعيات التابعة للسلفيين. ونقل الموقع عن وزير الداخلية في ولاية شمال الراين وستفاليا، رالف ياغر، قوله إن عملية اليوم تشير إلى استمرار تكثيف الضغوط على السلفيين وحملاتهم المعادية للديمقراطية وأن السلطات الأمنية في البلاد تعمل معا ضد المتطرفين الخطرين، مشيراً إلى أن المرء عايش مؤخراً "نوعاً جديداً من العنف". وأضاف "من الضرورة بمكان أن نبعث برسالة قوية لكل المعادين للدستور مفادها إلى هنا وكفى".

يذكر أن السلطات الألمانية أعربت عن قلقها إزاء مقطع فيديو بثه أحد الإسلاميين على الانترنت يدعو فيه إلى قتل صحفيين وبعض أعضاء حزب سياسي يميني متطرف في شمال الراين ويستفاليا. وكانت ولاية شمال الراين وستفاليا قد شهدت مواجهات بين سلفيين متطرفين وبين حزب يميني متطرف قام خلالها السلفيون بمهاجمة الشرطة، أثناء حمايتها مظاهرة لليمينين الذين كانوا يرفعون صورا إستفزت السلفيين. وطبقا لتقديرات مسؤولي الأمن هناك 130 متشددا دينيا يمثلون خطرا أمنيا في ألمانيا من بينهم 24 سلفيا.

(ع.غ، ع. م. ج/ د ب أ، آ ف ب، DW)

مراجعة: منصف السليمي