العثور على عشرات الجثث لمهاجرين أمام سواحل تونس وليبيا
٢٤ أبريل ٢٠٢٣
تتواصل فصول مأساة غرق المهاجرين الذين يقصدون أوروبا أمام سواحل المتوسط، إذ أعلنت مصادر تونسية وليبية عن العثور في الأيام القليلة الماضية على عشرات الجثث لمهاجرين يعتقد أنهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
إعلان
ارتفع عدد الجثث لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس ووسط تونس إلى 31 ، وفق ما أفاد به متحدث باسم الحرس البحري التونسي اليوم الإثنين (24 أبريل/نيسان 2023).
وحتى يوم أمس عثر على 11 جثة شبه متحللة بسواحل منطقتي العامرة وجبنيانة بصفاقس.
وقال المتحدث حاسم الدين الجبابلي إن عدد الجثث التي تم العثور عليها 31، بينهم ثلاث إناث وطفلان، متآكلة ومتعفنة كانت لفظتها أمواج البحر على شواطئ صفاقس وجزيرة قرقنة والمهدية، وقابس جنوباً.
وأفاد الجبالي بأن وحدات الحرس البحري ضبطت بين يومي 21 و23 من الشهر الجاري قرابة ألف مهاجر في البحر من بينهم 846 من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ويناهز أعداد الغرقى، وفق المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يهتم بقضايا الهجرة، قرابة 200 شخص منذ بداية العام الجاري. وقالت السلطات الإيطالية إن أكثر من 30 ألف مهاجر وصلوا سواحل البلاد خلال نفس الفترة.
في غضون ذلك قال مصدر قضائي في ولاية صفاقس التونسية اليوم، إن نحو 70 جثة لمهاجرين غرقى تم العثور عليها بسواحل الجهة، ما يهدد بأزمة صحية وبيئية في مركز حفظ الموتى بمستشفى الولاية.
وقال المتحدث باسم محاكم صفاقس فوزي المصمودي، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إن الجثث التي لفظتها أمواج البحر، عثر عليها في الفترة الممتدة بين يومي 21 و24 من الشهر الجاري، وأغلبها شبه متحللة. ومعظم الجثث لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفق المتحدث.
وليس واضحا متى غرقت المراكب التي كانت تقلهم، أو من أي سواحل انطلقت تحديدا. ويرجح أن تكون أعداد الجثث التي عثر عليها خلال نفس الفترة أعلى، إذا ما تم احتساب باقي الجثث في سواحل أخرى من البلاد
وانتشال جثث أمام السواحل الليبية
أعلن الهلال الأحمر الليبي انتشال جثث 11 مهاجراً قبالة ساحل مدينة صبراتة غرب البلاد، ليرتفع عدد الجثث التي تم انتشالها خلال الأيام الخمسة الماضية إلى 34، عقب غرق قارب يقل عشرات المهاجرين في البحر المتوسط.
وأعلن الهلال الأحمر في بيان نشر في وقت متأخر ليلة الأحد، "انتشال 11 جثة للقارب المنكوب قبالة مدينة صبراتة"، ليرتفع إجمالي الجثث التي تم انتشالها إلى "34".
ونشر الهلال الأحمر صوراً تظهر فرقه تنقل جثثاً من أحد المواقع المطلة على ساحل المدينة، كما أظهرت الصور عدداً من الجثث وضعت داخل أكياس سوداء مخصصة لنقل المتوفين.
وتستمر عملية انتشال الجثث لليوم الخامس على التوالي، بعد غرق قارب مطاطي يقل عشرات المهاجرين في عرض البحر على بعد ستين ميلاً بحرياً قبالة ساحل مدينة صبراتة، بحسب ما أفاد مصدر أمني.
وقال المصدر لفرانس برس اليوم، إن "قارباً مطاطياً كان يقل عشرات المهاجرين انقلب في عرض البحر قبالة ساحل صبراتة الأربعاء الماضي"، مشيرا إلى أن عدد الجثث مرشح للارتفاع.
وعن مصير بقية المهاجرين الذين كانوا على متنه، أجاب "في مثل هذه الحوادث لا فرصة أمامهم للنجاة، وخصوصا أن القارب المنكوب في عرض البحر لم يتلق بلاغا بتنفيذ عمليات إغاثة بشأنه ساعة غرقه".
وقالت منظمة "ألارم فون" غير الحكومية، وهي ائتلاف لمتطوعين يديرون خطاً هاتفياً طارئاً للمهاجرين الذين يواجهون صعوبات، الأربعاء إنها تلقت مكالمة استغاثة من مهاجرين على متن قارب مطاطي كان يغرق قبالة سواحل ليبيا وعلى متنه مئة راكب. وأكدت المنظمة أنها حاولت التواصل "مع ما يسمى خفر السواحل الليبيين" لكن من دون جدوى.
وتعد سواحل ليبيا من أكثر المناطق التي تشهد حوادث غرق قوارب المهاجرين في البحر المتوسط. وأحصي مصرع 441 مهاجراً في المتوسط في الربع الأول من العام الجاري، في حصيلة هي الاكبر منذ العام 2017، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية.
ع.ح./أ.ح. (د ب أ ، أ ف ب)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.