1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العثور على وثيقة ألمانية عن تهريب تمثال نفرتيتي إلى ألمانيا

دويتشه فيله + وكالات (ش.ع)١٢ فبراير ٢٠٠٩

تم في ألمانيا العثور على وثيقة سرية تفيد بأن عالم الآثار الألماني لودفيغ بورشارت قد خدع المصريين في مطلع القرن العشرين حول الحقيقة التاريخية لتمثال نفرتيتي ونقله بصورة غير شرعية إلى متحف الآثار المصرية في برلين.

وثيقة سرية تقول إنه تم الحصول على تمثال نفرتيتي بطريقة غير مشروعةصورة من: picture-alliance / akg-images

تمّ العثور على وثيقة سرّية في أرشيف المعهد الشرقي الألماني في برلين، تتضمن معلومات تفيد بأن عالم الآثار الألماني لودفيغ بورشارت، الذي كان ضمن بعثة علمية متخصصة في التنقيب على الآثار في مصر، قد خدع السّلطات المصرية حول القيمة التاريخية الحقيقة لتمثال نفرتيتي وبالتالي نقلها من مصر إلى العاصمة الألمانية عام 1913 بصورة غير مشروعة. وأعرب متحف الآثار المصرية في برلين عن قلقه حول إمكانية مواجهته مطالب جديدة من المصريين باسترجاع تمثال نفرتيتي بعد ظهور الوثيقة السرّية التي يعود تاريخها إلى عام 1924.

طمس ملامح نفرتيتي بالطين

يستقطب تمثال نفرتيتي في برلين آلاف الزوار كل سنةصورة من: AP

وأوردت مجلّة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الالكتروني أنها اطّلعت على محتوى الوثيقة السّرية والتي يعود تاريخها إلى عام 1924، وتتضمّن الوثيقة معلومات تفيد بأنه تم عقد اجتماع بين مسؤول مصري رفيع المستوى وعالم الآثار الألماني لودفيغ بورشارت، الذي كان عثر على تمثال نفرتيتي عام 1912 في تل العمارنة، عاصمة فرعون التوحيد اخناتون زوج نفرتيتي.

وشارك في الاجتماع الأمين العام للجمعية الشرقية الألمانية، والذي كان أعلن عن عدد القطع التي تم العثور عليها خلال الحفريات. وتم خلال هذا الاجتماع اقتسام القطع الأثرية التي تم العثور عليها خلال الحفريات بصفة متساوية بين مصر وألمانيا. وتنقل الوثيقة عن أمين عام الجمعية الشرقية الألمانية أن لودفيغ بورشارت كان يريد الاحتفاظ بتمثال نفرتيتي وعدم تقاسمه مع المصريين، ولهذا الغرض قدّم للجانب المصري صورة فوتوغرافية لا تظهر التمثال بصفة جيّدة.

كما أنه قام بلفّ التمثال ووضعه في صندوق وعرضه في غرفة ضعيفة الإضاءة، وذلك عندما قدم مفتّش الآثار المصري غوستاف لوفيبر لمعاينة القطع الأثرية التي تم استخراجها من الحفريات. بيد أنه من غير الواضح ما إذا كان لوفيبر قد واجه عناء في استخراج التمثال من الصندوق. وتشير الوثيقة إلى أن بورشارت قد قام بتضليل المفتشين وذلك من خلال إعلامهم بأن تمثال نفرتيتي مصنوع من الجبس، في حين أنه مصنوع من الحجر الجيري تحت طبقة من الجصّ.

ومن جهتها أكّدت الجمعية الشرقية الألمانية وجود هذه الوثيقة ولكنها شدّدت على أنه تم تقاسم القطع الأثرية بالعدل بين الطرفين المصري والألماني. ونقل موقع مجلة "دير شبيغل" عن المتحدث باسم الجمعية قوله: "إن تمثال نفرتيتي كان يتصدّر قائمة القطع الأثرية التي عرضت للتبادل. وأن المفتش كان بإمكانه في ذلك الوقت التثبت من كل قطع بشكل دقيق". وأشار المتحدث إلى أنه "من غير المقبول إعادة النظر في اتفاق تم إبرامه في ذلك الوقت".

مطالب مصرية باسترجاع نفرتيتي

المصريون يطالبون باسترجاع نفرتيتي كجزء من تاريخهم الفرعونيصورة من: AP

وبعد الكشف عن هذه المعلومات أكّد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس أمس الأربعاء (10 فبراير/ شباط) على أن بلاده ستسعى بكل جهدها لاستعادة تمثال نفرتيتي من ألمانيا، إذا ما تم التأكّد من مصداقية هذه الوثيقة. وجاءت تصريحات حواس إثر نشر مقالة على موقع الالكتروني للصحيفة البريطانية تايمز "تايمز أون لاين" بعنوان "مُذكّرة سرّية عن كيفية تهريب الألمان لتمثال نفرتيتي من مصر"، تشير إلى أن "الخبير في العلوم الأثرية لودفيغ بورشات قد أخفى القيمة الحقيقية للتمثال عن السلطات المصرية خلال نقل التمثال إلى خارج مصر عام 1913"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح حواس أن الوثيقة تشير بوضوح إلى أن بورشارت قد "بذل كل جهده لتحصل ألمانيا على التمثال وذلك بالادّعاء بأنه مصنوع من الجبس وهذا ليس حقيقا لأن ملامح الملكة تم نحتها على الحجر الجيري". ونقلت الوكالة عن حواس قوله: "توجّهت برسالة بعد أن قرأت المقالة مباشرة إلى رئيس المعهد الشرقي الألماني أطالبه بالحصول على نسخة من الوثيقة والتي إذا ثبتت صحتها سنعمل بكل قوة مع الحكومة الألمانية لاستعادة التمثال ووضعه في مكانه الطبيعي في المتحف المصري الكبير الذي سينتهي العمل به عام 2012".

تجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أنه سبق وأن تحدّث خبراء أثريون مصريون، من ضمنهم حواس، قبل سنوات عن "خديعة ألمانية" لأخذ تمثال نفرتيتي، متهمين البعثة الألمانية في مصر عام 1913 "بطمس ملامح تمثال نفرتيتي بالطّين وبتعمّد عدم الإعلان عن القيمة الحقيقية عنه ".

يُذكر أن المصريين كانوا طالبوا في الثلاثينات من القرن الماضي باسترجاع تمثال نفرتيتي، إلا أن مطالبهم قوبلت آنذاك من قبل الدكتاتور النازي هتلر بالرفض. ويعتبر هذا التمثال الذي يصور بدقة الوجه والرقبة الطويلة والكتفين والملامح الفرعونية من أبرز القطع الفنّية في العالم، التي يبلغ عمرها نحو 3500 عاما.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW