قديما قالوا "العدس هو لحم الفقير" لما له من فوائد غذائية تغني غير القادر عن تناول اللحوم، والآن تعلن الأمم المتحدة عن اختيار العام 2016 ليكون العام الدولي للبقوليات، ليتحول العدس لطعام ترحب به موائد الفقراء والأغنياء.
إعلان
لا تكاد تخلو مائدة الطعام العربية من الفلافل أو حساء العدس أو حتى أنواع السلطات المصنوعة من الحمص وكلها مصادر أساسية للبروتين وهو أمر يعوض تناول اللحوم، التي ترتفع أسعارها بشكل ملحوظ. وارتبط تناول اللحوم والبقوليات على مدار التاريخ بشكل كبير بالوضع الاقتصادي للأفراد والدول، ففي فترات الازدهار الاقتصادي كان تناول اللحوم يعد من الوجاهة الاجتماعية لاسيما وأن البقوليات رغم غناها بالمواد الغذائية، إلا أنها تحتوي على جزيئات من السكر صعبة الهضم ما يسبب الشعور المزعج بالانتفاخ بعد تناولها.
لكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا في تناول اللحوم وزيادة واضحة في عدد من يعتمدون على التغذية النباتية مع التخلي عن منتجات اللحوم، وهو ما رصدته الأمم المتحدة وفقا لتقرير نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية. وتشير الأبحاث التاريخية إلى أن الهنود وسكان وسط آسيا اعتمدوا بشكل كبير في التغذية على العدس منذ قرون. وتم توريد العدس لاحقا لوسط أوروبا عن طريق مصر وروما ليصبح العدس الآن أحد أشهر البقوليات في أوروبا، وفقا لتقرير نشره موقع "تسينتروم فور غيزوندهايت" الألماني.
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)
صورة من: Elke Dubois/TZS
8 صورة1 | 8
تنوع في الأشكال والفوائد
لا يتنوع العدس في ألوانه فقط بين البني والأخضر والأحمر والأصفر والأسود، بل تتنوع الفيتامينات التي يحصل عليها الجسم من كل نوع. فأنواع العدس التي يمكن طهيها بقشرتها تتميز بأنها أخف في الهضم وبالتالي فهي الأنسب لمن يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي بشكل عام. أما أنواع العدس التي تستخدم بقشرتها فهي أغنى بالمواد الغذائية علاوة على أن طعمها أكثر تركيزا.
وتساعد مكونات العدس على الشعور بالشبع لفترة طويلة كما أنها تقوي جهاز المناعة وتخليص الأمعاء من المواد الضارة. وفي كندا أظهرت دراسات أجريت على من يمارسوا الرياضات العنيفة، أن أدائهم يتحسن بشكل ملحوظ إذا تناولوا وجبات مصنوعة من العدس قبل المباريات كبديل للمعكرونة والبطاطا، وفقا لموقع "تسينتروم فور غيزوندهايت". ويتميز العدس بغناه بمركب عضوي طبيعي موجود في خلايا الجسم يلعب دورا مهم في بناء الخلايا الجديدة. وتتراجع نسبة هذا المركب مع موت الخلايا القديمة أو المريضة في الجسم ويتم تعويضها من خلال التغذية المناسبة.