"العدل الدولية" تدعو ميانمار لحماية الروهينجا من الإبادة
٢٣ يناير ٢٠٢٠
أمرت محكمة العدل الدولية ميانمار باتخاذ إجراءات مؤقتة واسعة لحماية سكانها الروهينجا المسلمين وتجنب الأعمال التي قد تشكل إبادة جماعية. وخلصت المحكمة إلى أن الروهينجا ما زالوا "عرضة لخطر الإبادة الجماعية".
إعلان
طالبت محكمة العدل الدولية في لاهاي حكومة ميانمار بحماية أقلية الروهينجا المسلمة من الإبادة الجماعية. وألزمت المحكمة ميانمار باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأقلية. وبذلك استجابت المحكمة من خلال حكمها الذي أعلنته اليوم (الخميس 23 يناير/ كانون الثاني 2020) للدعوى القضائية التي حركتها حكومة جامبيا. وشددت المحكمة على ضرورة أن تقوم ميانمار بكل ما يسعها لمنع حدوث إبادة جماعية بحق أقلية الروهينجا المسلمة. كما شددت المحكمة على ضرورة أن تضمن حكومة ميانمار عدم تعرض أبناء أقلية الروهينجا للملاحقة من قبل الجيش.
واستندت جامبيا في دعواها ضد ميانمار إلى ميثاق الأمم المتحدة لمناهضة الإبادة الجماعية، وتقرير للأمم المتحدة بشأن تعرض أبناء الأقلية للملاحقة. وفقا لهذا التقرير فإن جنودا من الجيش في ميانمار قتلوا الآلاف من ابناء الأقلية المسلمة عام 2016 ودمروا قراهم واغتصبوا نساءهم وأطفالهم، وأجبروا أكثر من 700 ألف شخص على النزوح خارج أراضيهم. واقتنعت المحكمة بمعظم الحجج التي قدمتها جامبيا. يشار إلى أن هذا الحكم تمهيدي، ولكنه يعتبر إشارة مهمة لما سيصدر بهذا الشأن. وليس من المعروف حتى الآن متى ستبدأ المحاكمة الرئيسية بشأن أقلية الروهينجا في ميانمار. وكانت رئيسة حكومة ميانمار، أونج سن سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، قد نفت أمام المحكمة في وقت سابق، جميع اتهامات الإبادة الجماعية التي وجهت لحكومتها.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / د.ب.أ)
الروهنجيا والتكيف مع صعوبة الحياة في مخيمات بنغلاديش
منذ أغسطس/ آب 2017، فر أكثر من 700 ألف من مسلمي الروهنجيا من ميانمار إلى بنغلاديش، حيث يعيشون في ظروف صعبة في مخيمات هناك. إنهم يكابدون العيش أيضا في مخيم كوكس بازار. مراسلة DW فيرينا هولتسل، تطلعنا على حياتهم هناك.
صورة من: DW/ P. Vishwanathan
أكبر مخيم للاجئين في العالم
تدفق طوفان اللاجئين على بنغلاديش في أغسطس/ آب 2017، بما يشبه الكوارث الطبيعية. واليوم، يعيش ما يقرب من مليون مسلم من الروهنجيا من ميانمار في أكثر من ثلاثين مخيمًا متجاوراً في ما يطلق عليه "ميغا كامب" بالقرب من مدينة كوكس بازار الساحلية.
صورة من: DW/V. Hölzl
عودة إلى ميانمار؟
تحت ضغط دولي، وافقت ميانمار على استرجاع اللاجئين بداية من كانون الثاني/يناير. غير أنه لم يحدث شيء منذ ذلك الوقت وحتى الآن. الروهينغا قلقون ويرفضون العودة إلى وطنهم، ما دام أمنهم، على الأقل، غير مضمون هناك.
صورة من: DW/V. Hölzl
وافدون جدد
ومازال هناك من يأتي إلى بنغلاديش من الروهنجيا. وبلغ عددهم 11 ألفا منذ كانون الثاني/ يناير 2018. هؤلاء الأشقاء يشكون من نقص الغذاء في ميانمار. لم يكن بإمكانهم مغادرة القرية، التي كانوا يختبئون فيها، من أجل البحث عن الطعام أو العمل في الحقول. ويقول الأب: "كنا خائفين من الجيش" في ميانمار.
صورة من: DW/V. Hölzl
حملة إغاثة عالمية
قامت حكومة بنغلاديش ببناء طريق بطول 20 كيلومترا عبر المخيم، حتى تتمكن منظمات الإغاثة الدولية والمحلية من تزويد اللاجئين بالمدارس والأدوية والصرف الصحي والأغذية وأكواخ البامبو الخيزران. وبصرف النظر عن أزمة اللاجئين، تواجه بنغلاديش، الدولة الواقعة في جنوب آسيا، أزمات أخرى مثل الانفجار السكاني والكوارث الطبيعية.
صورة من: DW/V. Hölzl
مساعدة ذاتية
كما يقوم لاجئو الروهنجيا بأشيائهم بأنفسهم، مثل هذا الصبي، الذي يصلح مظلته. فقد تعلم اللاجئون التعامل مع كل شيء. ويكون هناك ارتجال عند بناء أماكن الإقامة. ويلعب الأطفال بقوارير بلاستيكية مقطوعة أو طائرات ورقية.
صورة من: DW/V. Hölzl
نماذج أعمال جديدة
كما طور اللاجئون في مخيمات الروهنجيا بمنطقة كوكس بازار البنغالية نظاما اقتصاديا خاصا بهم. ففي الأسواق يتم بيع الطعام والملابس. ومن الممكن حجز مطربين للاحتفالات أو تحميل الأخبار من الانترنت أو عبر البلوتوث بمقابل، مادي مثلما يفعل هذا الصبي.
صورة من: DW/V. Hölzl
إطار منظم
وهناك طلب على اللاجئين أيضا في إدارة المخيمات. هذا الرجل مثلا يطلق عليه لقب "ماجي" ويقوم بإدارة عشرات من أماكن إقامات الأسر في المخيم. قريبا، سيتم استبدال رؤساء المخيمات مثل هذا الرجل، بآخرين اختارهم الجيش البنغلاديشي ويتم التصويت عليهم من قبل ممثلين للاجئين.
صورة من: DW/V. Hölzl
الحياة تواصل سيرها
الآن أصبح هناك مجال للفرح من جديد في حياة اللاجئين. وتعتبر كرة القدم هي الهواية المفضلة في المخيم ، خاصة منذ كأس العالم بروسيا. حيث كانت المباريات تعرض في شاشات عرض موضوعة ارتجالا في أكواخ. وكان هناك تواجد أيضا لعلم ألمانيا على بعضها، كما هنا في الصورة.
صورة من: DW/V. Hölzl
أمطار موسمية تجعل الحياة في المعسكرات صعبة
لكن الرياح الموسمية حولت المعسكر بأرضه الوعرة إلى فخ محتمل للموت. ومن الممكن أن يفقد أكثر من 200 ألف شخص مأواهم بسبب الأمطار. وحتى لو كانت الأوبئة والأعاصير غائبة هذا العام: فإن الروهنجيا يكابدون ظروف العيش أيضا في مكان إقامتهم الجديد. اعداد: فيرينا هولتسل/ ص.ش