العدل الدولية: على إسرائيل "ضمان مساعدة إنسانية عاجلة" لغزة
٢٨ مارس ٢٠٢٤
في قرار جديد، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بـ"ضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة"، مؤكدة أن "المجاعة وقعت" بالفعل. وذكّرت المحكمة بتدابير كانت قد أمرت بها، مشيرة إلى أنه صار هناك ما "يبرّر تعديل هذه الإجراءات".
إعلان
قالت محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس (28 مارس/آذار 2024) إن "على إسرائيل... اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والفعالة لأن تضمن من دون تأخير... ومن دون عراقيل توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية (لغزة) التي هي بأمس الحاجة إليها".
وأضافت المحكمة، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة ومقرها لاهاي بهولندا، أنّ "الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون خطر المجاعة فحسب، بل... المجاعة وقعت".
وأمرت المحكمة إسرائيل في حكم صدر في منتصف كانون الثاني/يناير ببذل كلّ ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية خلال هجومها على غزة. كذلك، قضت المحكمة بأنّه يتعيّن على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزّة للتخفيف من حدّة الوضع الإنساني اليائس هناك.
واتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، الأمر الذي نفته إسرائيل. وقالت بريتوريا إنّ إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية للعام 1948، مطالبة المحكمة بإصدار أمر بوقف إطلاق النار.
وتابعت جنوب إفريقيا ملاحقة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، عبر المطالبة باتخاذ إجراءات جديدة بعد بضعة أسابيع، مشيرة إلى تعهّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشنّ هجوم على مدينة رفح ، غير أنّ المحكمة رفضت فرض إجراءات إضافية.
ولم تتوقف بريتوريا عند هذا الحدّ، إذ طالبت المحكمة هذه المرة بفرض إجراءات طارئة "لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة الذي يموت من الجوع".
وأعادت المحكمة اليوم تأكيد تدابير كانون الثاني/ يناير، لكنها أضافت أن إسرائيل لا بد أن تتخذ إجراءات لضمان تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء، بالإضافة إلى المستلزمات الطبية والرعاية الطبية للفلسطينيين في أنحاء غزة بلا عوائق.
وأضاف القضاة أن هذا ربما يتحقق "بزيادة سعة نقاط العبور البرية وأعدادها وإبقائها مفتوحة طالما اقتضت الحاجة". وأمرت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر من تاريخ الأمر لتوضيح تفاصيل بشأن السبل التي اتخذتها لتطبيق الحكم.
ولم يصدر تعليق بعد من وزارة الخارجية الإسرائيلية على الأمر، لكن إسرائيل تقول إنها تبذل جهودا لتعزيز وصول المنظمات الإنسانية إلى غزة برا ومن خلال عمليات إنزال جوي للمساعدات وبطريق البحر من خلال سفن إلى ساحل القطاع على البحر المتوسط.
واندلعت الحرب إثر هجوم إرهابي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلاً معظمهم مدنيون، كما خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا مصرعهم.
وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 32552 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس.
ع.ج.م/أ.ح/ هـ.د (أ ف ب، رويترز)
حرب إسرائيل وحماس في صور: نساء تحت النيران!
أماكن تفتقر إلى أبسط مقومات العيش، الجوع، آلام الولادة والفراق، العنف الجنسي وغيرها العديد من صور معاناة نساء خلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وجه آخر للمعاناة يجمع بين أمهات فلسطينيات وإسرائيليات خلال هذه الحرب.
صورة من: AFP
فقدان المأوى
تعاني نساء في غزة من ضغوط نفسية شديدة بسبب الآثار الكارثية للحرب جراء تدمير منازلهن وفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن، وكذلك اضطرارهن للعيش في أماكن تفتقد إلى أبسط مقومات العيش. وقد ذكرت الأمم المتحدة أن عدد النساء النازحات يبلغ مليونا من أصل 1.9 مليون شخص تركوا أماكنهم جراء الحرب بين إسرائيل وحماس.
صورة من: Fatima Shbair/AP Photo/picture alliance
رحلة البحث عن سد الرمق
في رحلة البحث عما يسد رمقهن ورمق أبنائهن، تمارس نساء فلسطينيات في ظل هذه الحرب أعمالا شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسمانية، مثل البحث عن الحطب وتقطيعه لطهي الطعام. وحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن ما يقرب من 9 من كل 10 نساء (87 في المائة) أفدن بأنهن يجدن صعوبة أكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال. وتلجأ نساء أخريات إلى البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة.
صورة من: Hatem Ali/AP Photo/picture alliance
نقص مستلزمات النظافة الشخصية
معاناة أخرى طالت نساء غزة خلال حرب إسرائيل وحماس، تمثلت في نقص المستلزمات الصحية النسوية. وفق تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد حُرمت أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في فترة الحيض من الحصول على منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية.
صورة من: MOHAMMED ABED/AFP
الولادة في ظروف قاسية
آلاف الأطفال ولدوا في ظل ظروف "لا يمكن تصورها" في غزة منذ اندلاع الحرب. وقد روت "تيس إنغرام" مسؤولة التواصل في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بعد عودتها مؤخرا من زيارة إلى غزة مشاهداتها عن أمهات نزفن حتى الموت وممرضة اضطرت لإجراء عمليات ولادة قيصرية لستّ نساء حوامل متوفيات. عطفا على إجراء جراحات ولادة قيصرية بدون بنج مخدر في قطاع غزة في بعض الأحيان بسبب نقص الأدوية المتاحة.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
يوم الصلاة العالمي للمرأة
تحتفل النساء المسيحيات في جميع أنحاء العالم، بـ"يوم الصلاة العالمي للمرأة"، بيد أن الحرب بين إسرائيل وحماس ألقت بظلالها على الفعالية هذا العام. وبالتالي لم تتمكن النساء من القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة من المشاركة فيها، إذ أصبح الوصول إلى الأماكن المقدسة وفرص اللقاء أكثر صعوبة منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الإرهابي.
صورة من: Taina Krämer/DW
عنف جنسي
في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ظهرت تقارير تتحدث عن عنف موجه بشكل خاص ضد نساء إسرائيليات. من اختطاف ونقل بالقوة إلى غزة، وبعضهن بالكاد يرتدين ملابس، وإصابات واضحة، ونزيف. وتعمل لجنة من حقوقيات إسرائيليات على جمع الأدلة المتعلقة بعنف حماس الجنسي ضد ضحايا الهجوم من النساء كما تحدثت اللجنة عن فظائع تتكشف تباعا ضد نساء ارتكبها مقاتلو حركة حماس التي تصنفها ألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
صورة من: Ariel Schalit/AP Photo/picture alliance
أمهات تجمعهن المعاناة
المعاناة هي القاسم المشترك الذي جمع بين نساء فلسطينيات وإسرائيليات خلال لقائهن الأول من نوعه ضمن مؤتمر سلام لأمهات فلسطينيات وإسرائيليات قبل نحو عامين. وسارت مئات الناشطات من مبادرة "نساء الشمس" الفلسطينية وحركة "نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية حاملات مظلات بيضاء وملوحات بأغصان الزيتون على ضفاف البحر الميت، متعهدات بمواصلة دعم جهود السلام رغم تعثر المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.