العديد من مرشحي البديل للبرلمان الأوروبي يريدون حل الاتحاد
٥ أغسطس ٢٠٢٣
أعلن مرشحون لانتخابات البرلمان الأوروبي 2024 عن حزب البديل الألماني الشعبوي رغبتهم بحل الاتحاد الأوروبي وخروج بلادهم من التكتل فيما يطلقون عليه "ديكست"، على غرار خروج بريطانيا من التكتل والتي تعرف بـ "بريكست".
إعلان
طالب العديد من مرشحي حزب البديل من أجل ألمانيا للبرلمان الأوروبي في انتخابات 2024 بالعدول الجذري عن فكرة الاتحاد الأوروبي وعزل ألمانيا في مواجهة الهجرة.
وأضاف الحزب اليميني الشعبوي في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا اليوم السبت (الخامس من آب/ أغسطس 2023) مرشحين آخرين على قائمته التي سيخوض بها انتخابات البرلمان الأوروبي في إجراء استغرق وقتا طويلا ليصل عدد المرشحين في القائمة حتى وقت مبكر من مساء اليوم إلى ما يتراوح بين 25 و30 شخصا. ومن المنتظر أن يجري الحزب مشاورات حول البرنامج الانتخابيلحزب البديل غدا الأحد.
كانت هناك مسودة نُشِرَت في حزيران/يونيو الماضي ونصت على استهداف "حل منظم للاتحاد الأوروبي" وتأسيس "جماعة مصالح اقتصادية أوروبية جديدة". ويطالب بعض ممثلي حزب البديل بخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي وهو ما يطلق عليه "ديكست"، على غرار "بريكست" (خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي).
من جانبه، قال رئيس الحزب تينو شروبالا إنه يجري العمل على التوصل إلى حل توافقي، وذكرت مصادر في الحزب أن من المنتظر أن يتم تخفيض حدة المسودة في إطار هذا الحل التوافقي.
وقوبلت مطالب حل الاتحاد الأوروبي وكذلك خروج ألمانيا من التكتل بدعم واضح خلال جولات تقديم المسودة. وقال توماس شميت وهو أحد المتقدمين للترشح: "دعونا ننه الاتحاد الأوروبي معا".
وفي سياق متصل، قال مرشح آخر يدعى بيتر ديتجس: "أريد أن أتقدم (للترشح) من أجل إنهاء هذه المهزلة في بروكسل"، وأكدت المرشحة اليزابيت بيكر: "نريد أن نحقق خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي". ووصف زميلها في الحزب يوري كريستوفر كوفنر ألمانيا بأنها دولة محتلة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كان حزب البديل المصنف من جانب هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) بوصفه حالة اشتباه في أنه يمثل حالة يمينية متطرفة، بدأ في إعداد قائمة مرشحيه لانتخابات البرلمان الأوروبي في مطلع الأسبوع الماضي، وتصدر القائمة نائب البرلمان الأوروبي ماكسميليان كرا دون منازع على المستوى الداخلي.
تجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي الحالية توضح أن الحزب اليميني الشعبوي يحتل المركز الثاني في قائمة أقوى الأحزاب الألمانية متفوقا على حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي الذي يحتل المركز الثالث في هذه القائمة، فيما يأتي الاتحاد المسيحي المعارض على رأس هذه القائمة.
ع.أ.ج/ خ.س (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)