1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراقيون بين متخوف ومتفائل بعراقٍ آمن بعد الإنسحاب الأمريكي

١٨ نوفمبر ٢٠١١

مع اقتراب نهاية السقف الزمني للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن حول الانسحاب الكامل لقوات الأخيرة من العراق، تتباين آراء الشارع العراقي بين مؤيد لعملية الانسحاب ومعارض لها. دويبتشه فيله رصدت بعضاً من هذه الأراء.

الوجود العسكري الأمريكي في العراق سوف ينتهي رسميا مع نهاية العام الحاليصورة من: AP

من المقرر أن تستكمل الولايات المتحدة سحب جنودها من العراق في نهاية العام الحالي، تنفيذاً لبنود اتفاقية أبرمتها واشنطن وبغداد عام 2008، يأتي ذلك بعد نحو تسع سنوات من دخول هذه القوات إلى العراق على رأس تحالف دولي أطاح بالنظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين.

وبينما يرى المؤيدون لعملية إنسحاب القوات الأمريكية من العراق أن القوات الأمنية العراقية جاهزة لتولي مهام حفظ الأمن في فترة ما بعد الانسحاب الأمريكي، يخشى المعارضون من أن التدخلات الإقليمية للجوار العراقي ستزداد بعد عملية الانسحاب، الأمر الذي من شانه أن يلقي بظلاله سلباً على الشأن الداخلي للبلاد.

ميليشيات مخيفة ومصالح شخصية

محمد خضر مديد من المتخوفين من عودة العنف إلى العراق بعد الإنسحاب الأمريكيصورة من: DW/Al-Saidy

"إن انسحاب القوات الأمريكية من العراق في الوقت الراهن سيؤثر سلباً على الجانب الأمني للبلاد"، هذا ما قاله محمد خضر مديد (29عاماً)، معلم اللغة الانكليزية في العاصمة بغداد، مشدداً على أن أغلب الأحزاب العراقية لديها ميليشيات "مخيفة" تصول وتجول في تحقيق مصالحها الشخصية "في البحث عن السيادة والمنافع السياسية وإن كلف الأمر دم المواطن العراقي".

ويجدد مديد مخاوفه مع قرب موعد الانسحاب الأميركي لأن "بعض الجهات تمتلك السلاح بصورة خارجة عن القانون" على حد تعبيره. ويوضح معلم اللغة الانكليزية بالقول: "مع انسحاب كل قوة من الجيش الأمريكي نرى دائرة العمليات الإرهابية تتسع في عموم المدن العراقية"، داعياً في نهاية حديثة إلى "حصر السلاح بيد الدولة وتفعيل دور القضاء العراقي من أجل الضرب بيد من حديد على أيدي المجاميع الإرهابية".

وتشهد بغداد وبعض المحافظات العراقية أعمال عنف شبه يومية تسجل ضد منتسبي قوى الأمن وموظفي الدولة فضلاً عن المدنيين، إذ يستخدم في عمليات استهدافهم القنابل الناسفة واللاصقة والأسلحة الرشاشة والكاتمة.

مريم جعفر لم تذهب في مخاوفها بعيداً عما قاله مديد، إذ أن عدم جاهزية القوات الأمنية العراقية لتولي مسؤولية حفظ الأمن في البلاد وصد التدخلات الخارجية من دول الجوار أبرز المخاوف في فترة ما بعد الانسحاب الأمريكي. وترى الناشطة المستقلة في مجال حقوق الإنسان في بغداد، أن القوات الأمنية العراقية غير جاهزة لتولي مسؤولية الحفاظ على الأمن الداخلي للبلاد، "والدليل على ذلك عدم تعيين وزيري الداخلية والدفاع في الحكومة حتى اليوم على الرغم من مرور نحو عام على تشكيلها". وتضيف جعفر (22 عاماً) في حديثها مع دويتشه فيله أن "الصراع على السلطة يجعل الأمن العراقي في آخر حسابات وتفكير القادة السياسيين، في الوقت الذي يقارب فيه البلد على انهيار مؤسساته وبناه التحتية بشكل تام" علي حد تعبيرها.

"دول الجوار منشغلة بمشاكلها الداخلية"

الصحفي محمد عبد الله علي يثق في قدرة العراقيين على حفظ الأمن في بلادهمصورة من: DW/Al-Saidy

أما محمد عبد الله علي (24عاماً) فيرى أن انسحاب القوات الأمريكية لن يؤثر على الوضع الأمني في العراق، "خصوصاً وأن زمام حفظ الأمن والاستقرار في البلاد بيد القوات الأمنية العراقية منذ السنوات القليلة الماضية، وهذا يدل على إمكانية ضبط الأمن في العراق بدون قوات أمريكية"، على حد قوله. ويضيف الصحفي العراقي في جريدة "عراق غداً" في حوار مع دويتشه فيله بالقول "هناك بعض السياسيين الذين يبررون فشل إدارتهم بذريعة وجود الاحتلال الأمريكي، وخروج القوات الأمريكية من العراق سيكشف عن إخفاقاتهم، وربما سيخسر الكثير منهم شعبيته".

ويتفق آيوب حسن جوير، (26عاماً)، مع ما ذهب إليه علي بالقول في أن أنسحاب القوات الأمريكية سوف لا يؤثر سلباً على الوضع الأمني في البلاد"، مؤكدا أن "قوات الأمن المحلية أثبتت جاهزيتها وجدارتها في حفظ أمن واستقرار العراق من خلال تصديها للكثير من المخططات الإرهابية".

ويضيف جوير، صاحب إحدى المختبرات الطبية في بغداد، أن "انسحابهم (الأمريكان) سيسهم في استقرار الوضع الأمني"، عازياً السبب إلى أن "الكثير من دول الجوار تتخذ من العراق ميداناً لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة، وهذه الدول تنشغل الآن في حل أزماتها الداخلية بعد أن كانت تدعم المجاميع الإرهابية داخل البلاد". وينوه جوير بـ"ضرورة إنهاء التواجد الأمريكي في العراق وكذلك إيمان القادة السياسيين بفاعلية القوات الأمنية في حفظ امن البلد واستقراره داخلياً وخارجياً".

يُذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال، في مؤتمر صحافي نهاية الشهر الماضي، إن انسحاب القوات الأميركية من العراق سيزيل كل المبررات التي تنطلق منها العناصر "الإرهابية" والقاعدة، وكل القلق والشك من البعض، معتبراً أن عملية الانسحاب "تشكل نجاحاً للعراق والولايات المتحدة وبداية لعلاقة جديدة في تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أكد من جانبه في (21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي) أن قوات بلاده المتواجدة في العراق ستكون في الولايات المتحدة خلال أعياد نهاية السنة، فيما شدد على أن واشنطن ستدعم العراق بكافة المجالات.

صعوبات وتحديات

المالكي" انسحاب القوات الأمركية سيزيل كل المبررات التي تنطلق منها العناصر "الإرهابية" والقاعدة"صورة من: picture-alliance/dpa

من جهته يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في جريدة "المستقبل" الصادرة ببغداد، علي التميمي، أن هناك صعوبات وتحديات داخلية كبيرة سوف تمر بها البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية. ويلخص التميمي هذه الصعوبات بـ"الخلافات المستمرة التي تثور بين الحين والآخر بين الفرقاء السياسيين والتي يتفاعل معها الشارع العراقي بصورة سلبية، فضلاً عن نفوذ وتدخل بعض دول الجوار في الشأن الداخلي للبلاد"، على حد قوله.

ويضيف التميمي في حوار مع دويتشه فيله بالقول إن "هشاشة مواقف الساسة العراقيين وعدم قدرتهم على احتواء الأزمات الخارجية سيجعل من العراق مسرح صراعات سهل التأثر بالأزمات الخارجية (...) كالصراع الأمريكي مع إيران على ملفها النووي، وكذلك مشكلة بناء ميناء مبارك" في الكويت.

وينوه التميمي إلى "ضرورة بقاء جزءاً من القوات الأمريكية في العراق وذلك عن طريق توقيع مذكرة مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن من أجل الحفاظ على الاستقرار الأمني في العراق من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي".

مناف الساعدي/ بغداد

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW