العراق: إرجاء محاكمة ألماني وبريطاني متهمين بتهريب الآثار
٢٢ مايو ٢٠٢٢
قررت محكمة استئناف الكرخ ببغداد تأجيل النظر في قضية سائحين ألماني وبريطاني جيمس فيتون في قضية تهريب آثار عراقية. وجاء قرار التأجيل بناء على طلب من فريق الدفاع إلى الشهر المقبل.
إعلان
أرجأت محكمة في بغداد اليوم الأحد (22 مايو/ أيار 2022) النظر بقضية بريطاني وألماني متهمين بتهريب الآثار، إلى مطلع حزيران/ يونيو المقبل بعد تقديم الفريق الدفاعي عن المتهم الألماني طلباً بالتعمّق في بعض حيثيات التحقيق. وكانت المحاكمة قد انطلقت الأحد الماضي في بغداد، بحضور المتهمين البريطاني جيمس فيتون (60 عاماً) والألماني فولكر وولدمان (66 عاماً) اللذين كانا يزوران العراق في آذار/ مارس الماضي بهدف السياحة.
لكن الرجلين أُوقفا في مطار بغداد الدولي في 20 آذار/ مارس إثر العثور بحوزتهما على 12 قطعة أثرية هي عبارة عن كسارات سيراميك وفخار بغالبيتها. وأرجأت المحكمة الجلسة إلى 6 حزيران/ يونيو بهدف دراسة الطلب المقدّم من فريق الدفاع عن المتهم الألماني، وفق محاميه فرات كبه. وقال إن فريقه قدّم "تداخلاً تمييزياً" قبل موعد جلسة الأحد أمام المحكمة للتدقيق ببعض نقاط التحقيق، مثل الموقع الأثري الذي أُخذت منه القطع وتفاصيل إضافية عن القطع نفسها.
وأوضح بالقول: "نريد أن نعرف هل المنطقة مسيجة ومحمية، هل فيها إشارات تشير إلى أن هذه القطع أثرية لا يجوز رفعها من الموقع وممنوع تداولها أو أخذها". كذلك تحدّث عن تقرير دائرة التراث والآثار الذي قدّم خلال المحاكمة، ويفيد بأن القطع التي عثر عليها مع الرجلين أثرية. واعتبر أن "التقرير" أعطى "فقط النتيجة النهائية".
وأضاف "حتى الآن قرأنا فقط نتيجة التقرير، ولم نطلع على تفاصيله. إلى أي منطقة أثرية تعود القطع، إلى أي عصر، إلى أي حضارة، ما مدى أهميتها، كلها تفاصيل لم يدخلوا بها". وقال كبه: "نعتقد أنها نقاط تصب في صالح موكلنا وضرورية في إثبات براءته من التهم المنسوبة له".
بالإضافة إلى ذلك، يريد فريق الدفاع عن الألماني أن تستجوب المحكمة مرشداً سياحياً أو أي شخص من جهة حكومية مرافقة للوفد السياحي لمعرفة ما إذا وجهت لهم تعليمات بأن القطع أثرية لا يجوز حملها. وأضاف أنه خلال الجلسة المقبلة "قد تقوم المحكمة بردّ طلبنا، أو إحالة القضية إلى مرحلة التحقيق" من جديد.
ودفع الرجلان في الجلسة الأولى ببراءتهما. وقال وولدمان، وهو طبيب نفسي يقطن في برلين، في إفادته إنه "لم تكن هناك أي إشارة بأنّ تلك القطع أثرية ويمنع أخذها". وقال فيتون، عالم جيولوجي متقاعد يعيش في ماليزيا، بدوره "لم أكن أدرك أن أخذ تلك القطع مخالف للقانون". ويحاكم الرجلان وفق المادة 41 من قانون التراث والآثار العراقي، التي تنصّ على عقوبة تصل حتى الإعدام بحقّ "من اخرج عمدا من العراق مادة اثرية او شرع في إخراجها".
ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب / د.ب.أ)
بابل- تاريخ يتحدى القرون والأساطير
بابل إحدى أقدم حواضر العالم وأشهر مدن العراق- أرض الرافدين. ويدور لغط كبير حول سرقات وعمليات تدمير طالت آثارها ولغط حول تغييرات ديموغرافية وتاريخية أجراها صدام حسين على المكان. DW كانت هناك لتحسم الجدل حول الحقيقة .
صورة من: DW/A. Malaika
بابل من السماء
بابل كما تبدو من فوق، بقايا السور في المقدمة، وخلفه شبكة متاهة الدفاع عن المدينة، وفي الخلف جانب من قصر الملك نبوخذ نصّر الأكبر، وأجزاء من معبد المدينة.لا آثار تدل على مساكن أهل بابل، فهل كانوا خارج الأسوار؟
صورة من: DW/A. Malaika
أسد بابل
أسد بابل الشهير الذي يرمز لقدرة البابليين على سحق أعدائهم، الجسد الراقد تحته يظهر انسحاق العدو تحت جبروت الأسد رمز بابل القديمة. الأسد مصنوع من حجر البازلت وهو نسخة أصلية وليست اسمنتية كما أشيع. بنت قاعدته البعثة الأثرية الألمانية التي اكتشفت وحمت آثار ميزوبوتاميا عام 1902 وما بعده على مراحل.
صورة من: DW/A. Malaika
سور بابل
بقايا سور بابل الذي حمى المدينة من هجمات الفرس والكيشيين والميديين. اختفت أجزاء كبرى من السور ولم تبق سوى أجزاء سور طيني بُني من اللِبِن "الخشت"، فهل كانت بابل تصد أعداءها بأسوار الطين، أم أنّ عوامل الطبيعة والزمن قد دفنته، أم أن يد السراق على مدى العصور نهبت أحجار السور؟
صورة من: DW/A. Malaika
شارع الموكب
من أعلى جدران قصورهم كان ملوك بابل يستعرضون مواكب الجيوش والفتوح، ومواكب السبي والغنائم بعد الانتصارات وهي تمر في شارع الموكب الذي كساه البابليون بقار ثبت على مدى آلاف السنين بوصفه سرية بقيت مجهولة. حاولت هيئة الآثار العراقية في عهد صدام حسين إعادة تغطيته عام 1984 لكن القار تآكل وبدأ يختفي.
صورة من: DW/A. Malaika
أنهار بابل
ترقد بابل على ضفة نهر الحلة الظاهر في الصورة، وعلى مسافة قريبة منه يجري نهر الفرات الذي لا يظهر بسبب تغير مجراه بفعل سدود أنشأتها تركيا وسوريا على مجراه عبر آلاف السنين. هذان النهران هما المذكوران في التوراة حيث اعتاد أن يجلس رجال ونساء يهود السبي ويتذكرون ماضيهم في بلدهم الذي احتله البابليون وسلبوه منهم الى ميزوبوتاميا.
صورة من: DW/A. Malaika
بابل والجيش الأمريكي
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال عملياتها في العراق عام 2003 وحدات من قواتها في بابل ضمن حدود المدينة الأثرية. واتهم أفراد الوحدات بسرقة آثار بابل وتخريبها. تُظهر الصورة مكان قطع آجر انتزعت من جدار وهي بعض قطع الآجر التي أضيفت في حملة صدام حسين لإعادة "مجد" بابل وتخليد اسمه كسليل للملك نبوخذ نصر كما كان يصف نفسه.
صورة من: DW/A. Malaika
بابل تحت بابل
مدينة كاملة وجدت مدفونة تحت الجزء الذي نقلته بعثة التنقيب الألمانية الى ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى والذي ضم بوابة عشتار المعروضة حاليا في قاعة ميزوبوتاميا بمتحف بيرغامون ببرلين. الجزء المكتشف يضاهي في الحجم ويماثل الجزء الذي نقل الى المانيا قبل أكثر من قرن، وتقوم سلطات الآثار العراقية حالياً بصيانة هذا الجزء وقد أغلقته بوجه الزائرين.
صورة من: DW/A. Malaika
قصر نبوخذ نصّر التليد
صورة للقصر الملكي الذي ورثه الملك البابلي الشهير نبوخذ نصّر عن أسلافه الملوك، فأضاف اليه قاعات، ومنصات وبوابات عدة. أجرت سلطات الآثار العراقية المتعاقبة عمليات صيانة على القصر وأضافت الى جدرانه قطع آجر لتقيها من التساقط. القصر هو أول معلمة تواجه زوار المكان.
صورة من: DW/A. Malaika
قاعات وبوابات كالمتاهة
تنفتح قاعات قصر نبوخذ نصّر على بعض بشكل بوابات مقوسة مهيبة مرتفعة، تتوّجها مقرنصات الجدران التي ميّزت فن المعمار البابلي على مر الدهور.السقوف المرتفعة تناسب أجواء بلاد الرافدين الحارة. تظهر خلف البوابة الثانية منصة ربما كانت منصة العرش الداخلية. التخريب والسرقة طالت آجر الجدران هنا أيضاً.
صورة من: DW/A. Malaika
متاهات الدفاع البابلي
تقع متاهة الممرات الحجرية مباشرة خلف سور بابل، وتضمن أنّ العدو الذي ينجح في اختراق السور، سيتأخر ويتيه في الممرات ويبقى مكشوفاً، بما يتيح للرماة اصطياد مقاتليه بنبالهم من خلف المقرنصات فوق سقوف القصر، أو يتلقاهم المقاتلون المدافعون حال خروجه من الشبكة بسيوفهم ورماحهم. الشبكة تمثل تقنية دفاع متطورة جداً بقياسات ذلك العصر.
صورة من: DW/A. Malaika
تماثيل آلهة على الجدران
الحيوانات التي ذكرت في الرُقُم البابلية ترتبط بميثولوجيا أحفاد سومر، وقد جسّدها فنانوهم بنقوش بارزة على الجدران، ترافق السائر في طرقات وأزقة المدنية. النقوش كانت تكسو الجدران من الخارج. تُظهر الصورة حيواناً أسطورياً قد يكون مهراً، وتُظهر سرقات قطع الآجر المنتزعة، كما تُظهر آثار الترميم العشوائي ببقع جيرية تكسو التمثال.
صورة من: DW/A. Malaika
معبد إله الحرب
معبد أعيد ترميمه على عدة مراحل، وتُظهر الصورة طبقة الخشت" الِلبِن" التي بُنيت في الأصل، تعلوها طبقة بُنيت باللِبِن الأحدث عمرا والآجر فيما بعد. صناعة اللِبِن في بابل القديمة جرت وفق وصفة سرية تخلو من القش، ومع ذلك بقيت متماسكة على مدى قرون طويلة، فيما احتوت الوصفة العراقية الحديثة التي حاولت أن تقلد القديمة على القش ولم تكن بمتانة المادة البابلية.
صورة من: DW/A. Malaika
استكشافات حديثة
أجرت بعثة آثار دولية-عراقية منذ عام 2001 استكشافات جديدة، في تخوم المدينة القديمة، فظهرت مبانٍ جديدة احتفظت الى حد كبير بهياكلها. يتوقع القائمون على المكان أن تلتفت السلطات العراقية إلى أهمية المكتشف الجديد وتتجه الى صيانته وترميمه ليلتحق بالأجزاء المعاد إعمارها من المدينة.
صورة من: DW/A. Malaika
بوابة عشتار
نسخة من مدخل بابل العظيمة الشهير. بُنيت هذه النسخة المقلدة للبوابة في ستينيات القرن العشرين بإشراف خبراء ألمان من متحف بيرغامون وبمساعدتهم، لتنتصب في مدخل المدينة مستقبلة زوارها. توجد البوابة الأصلية في متحف بيرغامون بالعاصمة الألمانية برلين منذ مطلع القرن العشرين.
صورة من: DW/A. Malaika
رقيم بابلي
رقيم بابلي تعلوه كتابة مسمارية، يرقد مهملا على رصيف إحدى المنصات دون عناية. توجد ألوف القطع الشبيهة مدفونة خبيئة في أرجاء المكان، فيما سُرقت آلاف أخرى خلال تسعينيات القرن العشرين عبر عمليات تهريب منظّمة، كما سُرقت قطع كثيرة عقب التغيير عام 2003.
صورة من: DW/A. Malaika
عودة السياحة والسياحة الأجنبية
عادت وفود الزائرين والسائحين تتوافد لزيارة المدينة الرافدينية الشهيرة. وتنقل مئات الحافلات خلال العطل والمناسبات آلافا منهم، حيث يتجولون في المكان ويطلعون عن كثب على تاريخ بلادهم. كما يصادف الزائر بعض السائحين الأجانب خلال جولته، لكنّ قلة الأدلاء السياحيين وغياب أماكن الاستراحة ومحلات بيع التذكاريات يمثل ظاهرة ملحوظة.
صورة من: DW/A. Malaika
قصر صدام حسين
أنشأ صدام حسين لنفسه قصرا يطل على بابل. حملت واجهات القصر الحرفين "ص ح". سعى صدام لتخليد نفسه بإحياء مجد بابل، فأعاد بناء أغلب ملامحها الشاخصة اليوم معتبرا نفسه امتدادا لنبوخذ نصّر. عانى القصر من إهمال واضح بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003، ونُهبت أبوابه وشبابيكه النفيسة وكذلك الثريات والقطع المرمرية والخشبية التي زينت جدرانه.
صورة من: DW/A. Malaika
رسوم بابلية في قصر صدام
تُظهر الصورة أجزاء من رسوم بابلية نقشت على سقوف غرف وصالات قصر صدام حسين في بابل. يحتاج القصر الى رعاية وحماية فورية إذ ما زال بالإمكان اعادة تأهيله وصيانته وفتح أبوابه للزائرين الذين يتدفقون عليه اليوم رغم خرابه. وسبق أن اعلنت محافظة بابل عن مشروع لتحويل القصر الى قصر ضيافة يستقبل العرسان وحفلات زفافهم وليالي دخلتهم، لكن المشروع لم ير النور.