1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق.. احتجاجات شعبية خارج مظلة الأحزاب

٢ أكتوبر ٢٠١٩

حضر الشباب وغابت الأحزاب في احتجاجات بدأت محدودة بساحة التحرير في بغداد حيث تنطلق التظاهرات عادة. هذه المرة امتدت التظاهرات إلى محافظات في جنوب البلاد، لكن السلطة ردت بعنف على المحتجين وتصعيد التوتر في تزايد.

Irak Bagdad | Ausschreitungen und Proteste
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye

لليوم الثاني (الأربعاء الثاني من تشرين الأول/ اكتوبر 2019) شهدت بغداد تظاهرات متفرقة بدأت في منطقة الزعفرانية وشارع النضال وأطرف مدينة الصدر، ثم اتسعت لتشمل أحياء الأعظمية وشارع القناة وجسر ديالى وساحة الخلاني والنعيرية والزعفرانية وساحة التحرير والطيران وقطع طريق مطار بغداد الدولي من جهة حي البياع. جاء ذلك بعد يوم دامٍ شهد سقوط قتيل ونحو 200 جريح. وارتفعت حصيلة قتلى تظاهرات الثلاثاء إلى ثلاثة، بعد وفاة متظاهر الأربعاء متأثراً بجروح أصيب بها.

دولياً، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت الأربعاء عن قلقها البالغ إزاء العنف الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد ومحافظات أُخرى، ودعت ، في بيان صحفي إلى "التهدئة" معربة عن بالغ الأسف لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

جسر الجمهورية الذي يربط ساحة التحرير بمدخل المنطقة الخضراء صورة من: picture-alliance/dpa/A. A. Mohammedaw

الناشطون يبثون على وسائل التواصل الاجتماعي ما يدل على تواصل الحراك، والمتابعون للمشهد العراقي، لاحظوا أن بعض المجاميع وصفحات التواصل الاجتماعي، وبعضها في أوروبا، ما برحت ومنذ 3 أشهر تدعوا إلى التظاهر في الأول من تشرين، وهكذا لم يأت الحدث عفوياً كما قد تذهب الظنون.

"الأحزاب هي المستهدفة بالحراك ولذا لا تدعمه"

المتابع للشأن العراقي المحلل السياسي كريم بدر، تحدث إلى DW عربية مبيناً أن الأداء السياسي "الهزيل" للأحزاب يقف وراء الحراك الجاري في العراق، "ولذا نرى هذه الأحزاب تنأى بنفسها عن الحراك، الفساد غير المسبوق في العراق سد الآفاق وبالتالي نحن أمام مجموعة من الشباب اليائس العاطل الباحث عن عمل، وقد خرجوا يطالبون بحقوقهم ويدافعون عن أنفسهم، هذه الأحزاب كلها غير مؤهلة لأن تقود الشارع، وإن شاركت في التظاهرات فستؤدي إلى فشلها".

وعمت مظاهر المرارة الشارع العراقي بعد تصدي قوات الأمن للمتظاهرين بالعنف، وتناقل تويتر العراق صورا مأساوية عن المشهد

وأنحى أغلب المتظاهرين باللائمة على إدارة عادل عبد المهدي رئيس الحكومة ناسبين إليه أسباب الأزمة، وكان من بين المحتجين النائب حيدر الفوادي الذي وجه إليه رسالة تضمنت أحد عشر مطلباً جوهرياً لحل مشكلة البطالة التي تعم الشباب. فيما اندفعت تغريدات الناشطين على موقع تويتر بعرض مشاهد العنف التي طالت المتظاهرين باعتبارها دليلاً على "فشل" عادل عبد المهدي.

وتجسد أول رد فعل لرئيس الحكومة، صبيحة اليوم الأربعاء، حيث أوعز بإجراء "تحقيق مهني على الفور، من أجل الوقوف على الأسباب التي أدت إلى وقوع الحوادث" في المظاهرات على حد وصفه. فيما وجهت لجان الأمن وحقوق الإنسان في مجلس النواب، بفتح تحقيق في الأحداث التي رافقت الاحتجاجات التي شارك فيها نحو ألف متظاهر للتنديد بالفساد والمطالبة بالخدمات وتوفير فرص عمل.

حراك قد يخترق المنطقة الخضراء

وضجت صفحات فيسبوك بالحديث عن امتداد التظاهرات إلى مدن في جنوب العراق، ونشرت مقاطع من فيديوهات تبين حصول تظاهرات في النجف والناصرية والديوانية على وجه الخصوص ولكن لم يمكن التحقق من صحة تلك التظاهرات، فيما نقلت وكالات أنباء دولية أخباراً متفرقة عنها.

متظاهرون يحملون صور الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي يحظى بشعبية واسعة والذي اقصي عن منصبهصورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed

ويعتبر بعض المختصين بالمشهد العراقي أن هذا الحراك ممكن أن يتطور الى صدامات، وقد يدخل المتظاهرون إلى المنطقة الخضراء، لذا من غير المتوقع أن تتبنى الأحزاب هذا الحراك، فهو كما يقول المختص بالشأن العراقي كريم بدر" حراك يستهدف الأحزاب والهدر الواضح في المال العام، لا يوجد حزب مؤهل لتبني الحراك الشعبي الجاري".

وسبق هذا الحراك، واقعة نقل الجنرال عبد الوهاب الساعدي التي تعد تهميشا له، وهو الذي كان له دور بارز في تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش، وقد شهدت التظاهرات رفع صور للضابط المذكور، بل صدرت بيانات في شكل فيديوهات مجهولة تنصّبه "رئيساً لحكومة الإنقاذ الوطني"!
وكان قرار رئيس الوزراء الأسبوع الماضي باستبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الساعدي، قد أثار غضباً في البلاد وسط تساؤلات عن أسباب القرار.
ودعا بعض المتظاهرين الثلاثاء أيضاً، تحت مظلة من الأعلام العراقية، إلى اعتصام مفتوح حتى "نهاية الظلم" والحصول على "الخدمات والتعيينات".
والصيف الماضي، أدت التظاهرات الدامية التي شهدها جنوب العراق، وخصوصاً محافظة البصرة النفطية، إلى خسارة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي منصبه.
 

ملهم الملائكة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW