العراق- استقالة عبد المهدي تخفق في وقف نزيف الدم بالمظاهرات
٣٠ نوفمبر ٢٠١٩
استمرت المظاهرات في العراق رغم إعلان عادل عبد المهدي استقالته، فيما سُجلت مواجهات جديدة خلفت عدة ضحايا، في وقت طالب فيه محافظ النجف لؤي الياسري بالتدخل الفوري لـ"وقف نزيف الدم".
إعلان
لم يقنع إعلان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقالته جموع المتظاهرين العراقيين، إذ واصلوا احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية مساء السبت (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019)، معتبرين الاستقالة غير مقنعة ومعبّرين عن عزمهم "تنحية جميع رموز الفساد".
وأشعل المتظاهرون الإطارات فوق ثلاثة جسور ممتدة على نهر الفرات، فيما تجمع المئات في ساحة الاحتجاج الرئيسية وسط المدينة، حسب مراسل وكالة فرانس برس. كما تجددت التظاهرات في الناصرية رغم "القمع الدموي" الذي مارسته قوات الأمن، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 متظاهراً خلال اليومين الماضيين في المدينة.
وسُجلت مواجهات جديدة أسفرت عن 25 جريحاً على الأقل، بحسب أطباء، فيما أفاد شهود عيان عن مقتل متظاهر وإصابة آخرين في اشتباكات اندلعت في مدينة النجف جنوب غربي العاصمة العراقية بغداد.
وقال الشهود إن "مجموعة مسلحة تطوّق بناية مرقد الحكيم في النجف استطاعت إحراق المكتبة الرئيسية وجميع أبواب مداخل البناية"، وأن "إطلاق نار أسفر عن مقتل متظاهر وجرح آخرين".
وكان مجلس الوزراء العراقي في جلسته الاستثنائية السبت قد قبل استقالة مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء والأمين العام لمجلس الوزراء. وأكد عبد المهدي حسب بيان للحكومة العراقية حرصه على مبدأ التداول السلمي للسلطة في النظام الديمقراطي، متحدثاً عن أن "تحقيق مصالح الشعب هدف يهون أمامه كل شيء"، لافتاً إلى أن الحكومة "بذلت كل جهودها للاستجابة لمطالب المتظاهرين".
وطالب محافظ النجف، لؤي الياسري، الأجهزة الأمنية العليا في بغداد بـ"التدخل الفوري لإيقاف نزيف الدم" في المحافظة، مشيراً في بيان إلى ضرورة "التحقيق في الأحداث الجارية ومحاسبة المقصرين وفق القانون، وإحالتهم للقضاء العراقي بشكل فوري".
كما حذرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في بيان لها من خطورة تفاقم الأوضاع في محافظة النجف، وطالبت القوات الأمنية والسلطات المحلية بحماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة.
وكانت أعمال عنف قد اندلعت هذا الأسبوع في النجف إثر اقتحام متظاهرين للقنصلية الإيرانية وإحراقها. وقد اخترقت عناصر أمن بزي مدني المظاهرات في أعقاب إحراق القنصلية، ما أسفر عن مقتل اكثر من 20 محتجاً، بينما قُتل آخرون لدى محاولتهم الاقتراب من ضريح الشخصية السياسية الدينية محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الأعلى الاسلامي الذي ينتمي لحزبه عادل عبد المهدي.
ويعدّ الحراك الشعبي الحالي الأكبر الذي يشهده العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، والأكثر دموية، حيث قُتل أكثر من 420 شخصاً وجُرح 15 ألفاً في بغداد والجنوب ذي الأغلبية الشيعية، وفقاً لإحصاء لوكالة فرانس برس.
إ.ع/ ي.أ (د ب أ، أ ف ب)
مظاهرات العراق - شباب عزل يتصدون لرصاص مجهول!
تجددت الاحتجاجات الواسعة في العراق بعد أن تلقى المتظاهرون الشباب العزل الرصاص بصدورهم وهم يبحثون عن فرص عمل ويرومون تحسين الخدمات ومحاربة الفساد، فيما أقرت السلطات باستخدام القوة ضد المتظاهرين. ملف صور من حراك أكتوبر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
احتجاجات ضد البطالة
بدأت المظاهرات العراقية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بمشاركة أكثر من ألف محتجٍ، مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزت على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Mizban
استقلالية الاحتجاجات
نأت الأحزاب السياسية بنفسها عن الاحتجاجات، إذ كان الشباب هم المحرك الأساسي لموجة المظاهرات، وذلك بعد قيام شاب بحرق نفسه في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب مصادرة عربته للبيع المتجول. فيما أشارت مصادر إلى أن المتظاهرين في العراق أحرقوا مقرات أحزاب سياسية وفصائل من الحشد الشعبي.
صورة من: Reuters/W. al-Okili
وقف التدخلات الإيرانية
تطورت المظاهرات لتصبح الأكبر منذ تولي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منصبه، وامتدت لتصل إلى مناطق شرق وجنوب العاصمة، وشملت اغلب محافظات جنوب العراق. ورفعت شعارات تطالب بوقف التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
في تحدٍ ضد منع التجول
فرضت الحكومة العراقية حظر تجول ما بين 3-5 تشرين الأول/أكتوبر، بدعوى الحفاظ على الأمن العام. فيما تحدى المحتجون القرار وخرجوا بالآلاف في بغداد والمدن الجنوبية، وذلك على الرغم من استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وقد ارتفعت حصيلة القتلى حتى هذه اللحظة لتصل إلى اكثر من 100 قتيل، ونحو 6000 مصاب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
حزمة إصلاحات عاجلة
القيادة العراقية تقر باستخدام ما أسمته "القوة المفرطة" ضد المحتجين، بعد أن نفت في وقت سابق اطلاق الرصاص الحي مباشرة على المتظاهرين. وكانت الحكومة قد أعلنت عن حزمة قرارات عاجلة بشأن أزمتي السكن والبطالة من أجل احتواء المظاهرات، فيما تعهد رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، بالعمل على إجراء إصلاحات واسعة ومحاسبة الفاسدين.
صورة من: AFP/A. Al-Rubaye
انقطاع عن العالم
قامت السلطات العراقية بفصل خدمة الإنترنت، كما حجبت بعض مواقع التواصل الاجتماعي في معظم المحافظات باستثناء إقليم كردستان العراق، وذكرت تقارير أن معدل الاتصال مع الانترنت انخفض بما يقارب 70%. وقد وردت تقارير إعلامية تفيد بأن مسلحين مجهولون هاجموا مقرات ووسائل إعلام عربية ودولية في العاصمة العراقية.، كما جرى اعتقال عدد من ناشطي وناشطات منظمات المجتمع المدني.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
رئيس الوزارء أمام معادلة مستحيلة
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، والذي استلم منصبه منذ ما يعادل السنة، يواجه انتقادات عديدة، وعلى الرغم من ظهوره في كلمة لمحاولة امتصاص غضب المحتجين، إلا أنه وجد نفسه أمام معادلة سياسية صعبة، في ظل سيطرة الفصائل السياسية وشبه العسكرية على السلطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
عجز مالي هو الأسوأ منذ 16 عاماً
المرجعية الدينية العليا في العراق طالبت بضرورة قيام الحكومة بتحسينات وتشكيل لجنة مستقلة لمحاسبة الفاسدين، وضرورة محاورة ممثلين عن المتظاهرين، وذلك بعد أن فشلت السلطات في تكليف وزير للتربية خلال عام كامل، وأخفقت في توفير فرص عمل، وفي تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. وقد أشارت تقارير مالية إلى أن العجز المالي في العراق، هو الأسوأ منذ 16 عاماً، ووصل إلى 30 مليار دولار.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Mohammed
تظاهرات العراقيين وصلت ألمانيا
امتدت الاحتجاجات إلى عراقيي دول مهجر، الذين تظاهروا عبر العالم مرددين ذات الشعارات لتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية، ولوقف التدخل الإيراني، وقد نظمت منظمات عراقية تظاهرات في لندن وستوكهولم وسدني احتجاجاً على قمع السلطات العراقية للمتظاهرين السلميين.كما شهدت مدن ألمانية عدة تظاهرات ووقفات تضامنية مع العراقيين، كان أكبرها في مدينة كولونيا غرب ألمانيا.