العراق- سقوط قتلى خلال فض اعتصام كربلاء والشرطة تنفي
٢٩ أكتوبر ٢٠١٩
شهود عيان ومصادر طيبة أكدوا سقوط نحو 13 عراقياَ على الأقل برصاص الأمن في كربلاء، لكن قيادة شرطة المحافظة نفت سقوط أي قتلى في المظاهرات التي تشهدها المحافظة. واجتماع مرتقب بين الحكومة والبرلمان لمناقشة سبل حل الأزمة.
إعلان
قالت مصادر أمنية وطبية اليوم الثلاثاء (29 أكتوبر/تشرين الأول) إن 13 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 865 أثناء الليل بعدما فتحت قوات الأمن العراقية النار على محتجين في مدينة كربلاء لفض الاعتصام.
وأفاد شهود عيان بأن قتلى ومصابين سقطوا من جراء استخدام قوات عراقية للرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في بغداد وعدد من المحافظات منذ منتصف الليلة الماضية وحتى فجر اليوم الثلاثاء.
وذكر الشهود، لوكالة الأنباء الالمانية، أن "إطلاق كثيف للرصاص سُمع في شوارع محافظة كربلاء بعدما قامت القوات الأمنية بمطاردة المتظاهرين الذين اكتظت بهم الشوارع في ساعات متأخرة من الليلة الماضية رغم إعلان حظر التجوال". وأوضح الشهود أن "المتظاهرين لا يزالون يتجمعون في خيم الاعتصام في المحافظات التي تشهد حركة احتجاجية كبيرة".
وتداول نشطاء عراقيون مقاطع فيديو يسمع فيها أصوات إطلاق النار فيما يحاول متظاهرون الفرار من المكان:
من جانبها، نفت قيادة شرطة كربلاء سقوط أي قتلى في تظاهرات يوم أمس، وأكدت أن ما تم نشره في وسائل الإعلام عار عن الصحة، وفق ما جاء في بيان لقيادة الشرطة، نقلته وكالة الأنباء العراقية. وأضاف البيان أن "شخصاً واحداً قُتل يوم أمس بالمحافظة وبحادث جنائي وبعيداً عن مكان التظاهرات شرقي المدينة بنحو 2 كيلومتر"، وأكدت القيادة استعدادها "لمرافقة القنوات الإعلامية إلى الطب العدلي"، داعية وسائل الإعلام إلى توخي الحذر.
من جهتها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن إجمالي عدد القتلى في صفوف المتظاهرين منذ الـ25 من الشهر الجاري، موعد اندلاع الموجة الثانية للمظاهرات، وحتى الآن يتجاوز 80 قتيلاً ونحو أربعة آلاف مصاب.
ومن المنتظر أن تعقد الحكومة العراقية اليوم اجتماعها الأسبوعي الذي سيكرس لمناقشة حزمة القرارات التي اتخذها البرلمان العراقي بهدف تلبية مطالب المتظاهرين. كما سيعقد البرلمان العراقي جلسة ثانية ظهر اليوم لمناقشة تداعيات المظاهرات الاحتجاجية والقوانين المدرجة على جدول أعماله.
ع.ح./و.ب. (رويترز، د ب ا)
مظاهرات العراق - شباب عزل يتصدون لرصاص مجهول!
تجددت الاحتجاجات الواسعة في العراق بعد أن تلقى المتظاهرون الشباب العزل الرصاص بصدورهم وهم يبحثون عن فرص عمل ويرومون تحسين الخدمات ومحاربة الفساد، فيما أقرت السلطات باستخدام القوة ضد المتظاهرين. ملف صور من حراك أكتوبر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
احتجاجات ضد البطالة
بدأت المظاهرات العراقية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بمشاركة أكثر من ألف محتجٍ، مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزت على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Mizban
استقلالية الاحتجاجات
نأت الأحزاب السياسية بنفسها عن الاحتجاجات، إذ كان الشباب هم المحرك الأساسي لموجة المظاهرات، وذلك بعد قيام شاب بحرق نفسه في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب مصادرة عربته للبيع المتجول. فيما أشارت مصادر إلى أن المتظاهرين في العراق أحرقوا مقرات أحزاب سياسية وفصائل من الحشد الشعبي.
صورة من: Reuters/W. al-Okili
وقف التدخلات الإيرانية
تطورت المظاهرات لتصبح الأكبر منذ تولي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منصبه، وامتدت لتصل إلى مناطق شرق وجنوب العاصمة، وشملت اغلب محافظات جنوب العراق. ورفعت شعارات تطالب بوقف التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
في تحدٍ ضد منع التجول
فرضت الحكومة العراقية حظر تجول ما بين 3-5 تشرين الأول/أكتوبر، بدعوى الحفاظ على الأمن العام. فيما تحدى المحتجون القرار وخرجوا بالآلاف في بغداد والمدن الجنوبية، وذلك على الرغم من استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وقد ارتفعت حصيلة القتلى حتى هذه اللحظة لتصل إلى اكثر من 100 قتيل، ونحو 6000 مصاب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
حزمة إصلاحات عاجلة
القيادة العراقية تقر باستخدام ما أسمته "القوة المفرطة" ضد المحتجين، بعد أن نفت في وقت سابق اطلاق الرصاص الحي مباشرة على المتظاهرين. وكانت الحكومة قد أعلنت عن حزمة قرارات عاجلة بشأن أزمتي السكن والبطالة من أجل احتواء المظاهرات، فيما تعهد رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، بالعمل على إجراء إصلاحات واسعة ومحاسبة الفاسدين.
صورة من: AFP/A. Al-Rubaye
انقطاع عن العالم
قامت السلطات العراقية بفصل خدمة الإنترنت، كما حجبت بعض مواقع التواصل الاجتماعي في معظم المحافظات باستثناء إقليم كردستان العراق، وذكرت تقارير أن معدل الاتصال مع الانترنت انخفض بما يقارب 70%. وقد وردت تقارير إعلامية تفيد بأن مسلحين مجهولون هاجموا مقرات ووسائل إعلام عربية ودولية في العاصمة العراقية.، كما جرى اعتقال عدد من ناشطي وناشطات منظمات المجتمع المدني.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
رئيس الوزارء أمام معادلة مستحيلة
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، والذي استلم منصبه منذ ما يعادل السنة، يواجه انتقادات عديدة، وعلى الرغم من ظهوره في كلمة لمحاولة امتصاص غضب المحتجين، إلا أنه وجد نفسه أمام معادلة سياسية صعبة، في ظل سيطرة الفصائل السياسية وشبه العسكرية على السلطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
عجز مالي هو الأسوأ منذ 16 عاماً
المرجعية الدينية العليا في العراق طالبت بضرورة قيام الحكومة بتحسينات وتشكيل لجنة مستقلة لمحاسبة الفاسدين، وضرورة محاورة ممثلين عن المتظاهرين، وذلك بعد أن فشلت السلطات في تكليف وزير للتربية خلال عام كامل، وأخفقت في توفير فرص عمل، وفي تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. وقد أشارت تقارير مالية إلى أن العجز المالي في العراق، هو الأسوأ منذ 16 عاماً، ووصل إلى 30 مليار دولار.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Mohammed
تظاهرات العراقيين وصلت ألمانيا
امتدت الاحتجاجات إلى عراقيي دول مهجر، الذين تظاهروا عبر العالم مرددين ذات الشعارات لتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية، ولوقف التدخل الإيراني، وقد نظمت منظمات عراقية تظاهرات في لندن وستوكهولم وسدني احتجاجاً على قمع السلطات العراقية للمتظاهرين السلميين.كما شهدت مدن ألمانية عدة تظاهرات ووقفات تضامنية مع العراقيين، كان أكبرها في مدينة كولونيا غرب ألمانيا.