العراق.. عودة الهدوء إلى شوارع الناصرية بعد يوم دام
٢٧ فبراير ٢٠٢١
عاد الهدوء إلى شوارع مدينة الناصرية العراقية، بعد يوم دام شهد مقتل ستة أشخاص وجرح المئات. هذا في وقت دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الأهالي للتهدئة وأمر بفتح تحقيق واسع.
إعلان
عاد الهدوء إلى شوارع مدينة الناصرية العراقية، اليوم السبت (27 شباط/فبراير)، بعد يوم دام شهدته على خلفية الاضطرابات الأمنية التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية التي تواصلت لخمسة أيام وأوقعت ستة قتلى وأكثر من 250 مصابا من المتظاهرين والقوات الأمنية. وقالت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان إن الحياة الطبيعية عادت إلى شوارع الناصرية مركز محافظة ذي قار، الواقعة على بعد 375 كم جنوبي بغداد. وفتحت الجسور أمام حركة السيارات في ظل انتشار كبير للقوات الأمنية لضبط الأمن والاستقرار.
وأعلنت الحكومة العراقية فجر اليوم السبت أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه بفتح تحقيق واسع للوقوف على الأحداث. وأوضح بيان لمكتب رئيس الوزراء وزع فجر اليوم أن "رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي يؤكد أن الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها بخصوص محافظة ذي قار، ومنها تكليف محافظ جديد للمحافظة وتشكيل مجلس استشاري مرتبط برئيس الوزراء، وفتح تحقيق واسع للوقوف على المسؤولين عن الأحداث الأخيرة، تمثل مقدمة للشروع في حملة كبرى لإعمار المحافظة". وأهاب رئيس الوزراء بأهالي "محافظة ذي قار وعشائرها، المساهمة في التهدئة لمنح الفرصة الكافية للإدارة الجديدة للقيام بمهامها في خدمة أهالي المدينة". وأضاف أن "الحكومة ستقدم كل الدعم لمحافظ ذي قار عبد الغني الأسدي والمجلس الاستشاري للنهوض بواقع المحافظة، وتقديم الخدمات لمواطنيها".
من جانب آخر، أفادت مصادر أمنية أن الفريق الركن عبد الغني الأسدي رئيس جهاز الأمن الوطني سيباشر مهام عمله ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل بمنصب محافظ ذي قار خلفا للمحافظ السابق ناظم الوائلي. وكان الوائلي قدم استقالته لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الليلة الماضية على خلفية تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإقالته من المنصب على خلفية تردي الخدمات المعيشية واتساع رقعة الفساد وانتشار البطالة.
ويتحدى المتظاهرون منذ عدة أيام تدابير احتواء الموجة الوبائية الثانية في البلاد بغية مواصلة حراكهم الاحتجاجي، بينما انخفضت التحركات الاحتجاجية على مستوى البلاد في الأشهر الأخيرة.
وفي نهاية 2019، أدى الغضب الشعبي حيال الفساد والبطالة المستشرية إلى انتفاضة غير مسبوقة طبعتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 600 شخص وإصابة 30 ألفا في جميع أنحاء البلاد. ووقعت إحدى أكثر الأحداث دموية في هذه التحركات في الناصرية حيث قُتل نحو 30 متظاهرا على جسر الزيتون، ما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد وأدى إلى استقالة رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي.
وكانت التظاهرات قد خمدت كلها تقريبا في 2020 في سياق التوترات السياسية وفي مواجهة الوباء، لكن التحركات عادت إلى الظهور في عدة مناسبات في الناصرية.
وأدت عقود من النزاعات والفساد وضعف الاستثمار إلى تدهور الخدمات العامة في العراق ونقصا في الكهرباء والمياه.
من جانب آخر، رفعت في ساحة الحبوبي مركز التظاهرات الشعبية وسط الناصرية اليوم صورة كبيرة لبابا الفاتيكان فرنسيس مع خارطة العراق ورسما لزقورة أور الأثرية كتب عليها عبارة ترحيب بزيارة البابا المأمول لها الأسبوع المقبل إلى محافظة ذي قار.
ومن المنتظر أن يبدأ بابا الفاتيكان في الخامس من الشهر المقبل زيارة للعراق تستمر أربعة أيام تشمل محافظات بغداد والنجف والناصرية ونينوى وإقليم كردستان. وأجرى وفد من الفاتيكان خلال الأيام الماضية زيارات ميدانية لمحافظتي النجف وذي قار تمهيدا لزيارة البابا ووضع برنامج متكامل لزيارة المدينتين فيما سيقام قداس كبير في بغداد ونينوى وإقليم كردستان خلال زيارته التاريخية المرتقبة.
خ.س/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
مظاهرات العراق - شباب عزل يتصدون لرصاص مجهول!
تجددت الاحتجاجات الواسعة في العراق بعد أن تلقى المتظاهرون الشباب العزل الرصاص بصدورهم وهم يبحثون عن فرص عمل ويرومون تحسين الخدمات ومحاربة الفساد، فيما أقرت السلطات باستخدام القوة ضد المتظاهرين. ملف صور من حراك أكتوبر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
احتجاجات ضد البطالة
بدأت المظاهرات العراقية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بمشاركة أكثر من ألف محتجٍ، مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزت على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Mizban
استقلالية الاحتجاجات
نأت الأحزاب السياسية بنفسها عن الاحتجاجات، إذ كان الشباب هم المحرك الأساسي لموجة المظاهرات، وذلك بعد قيام شاب بحرق نفسه في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب مصادرة عربته للبيع المتجول. فيما أشارت مصادر إلى أن المتظاهرين في العراق أحرقوا مقرات أحزاب سياسية وفصائل من الحشد الشعبي.
صورة من: Reuters/W. al-Okili
وقف التدخلات الإيرانية
تطورت المظاهرات لتصبح الأكبر منذ تولي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منصبه، وامتدت لتصل إلى مناطق شرق وجنوب العاصمة، وشملت اغلب محافظات جنوب العراق. ورفعت شعارات تطالب بوقف التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
في تحدٍ ضد منع التجول
فرضت الحكومة العراقية حظر تجول ما بين 3-5 تشرين الأول/أكتوبر، بدعوى الحفاظ على الأمن العام. فيما تحدى المحتجون القرار وخرجوا بالآلاف في بغداد والمدن الجنوبية، وذلك على الرغم من استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وقد ارتفعت حصيلة القتلى حتى هذه اللحظة لتصل إلى اكثر من 100 قتيل، ونحو 6000 مصاب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
حزمة إصلاحات عاجلة
القيادة العراقية تقر باستخدام ما أسمته "القوة المفرطة" ضد المحتجين، بعد أن نفت في وقت سابق اطلاق الرصاص الحي مباشرة على المتظاهرين. وكانت الحكومة قد أعلنت عن حزمة قرارات عاجلة بشأن أزمتي السكن والبطالة من أجل احتواء المظاهرات، فيما تعهد رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، بالعمل على إجراء إصلاحات واسعة ومحاسبة الفاسدين.
صورة من: AFP/A. Al-Rubaye
انقطاع عن العالم
قامت السلطات العراقية بفصل خدمة الإنترنت، كما حجبت بعض مواقع التواصل الاجتماعي في معظم المحافظات باستثناء إقليم كردستان العراق، وذكرت تقارير أن معدل الاتصال مع الانترنت انخفض بما يقارب 70%. وقد وردت تقارير إعلامية تفيد بأن مسلحين مجهولون هاجموا مقرات ووسائل إعلام عربية ودولية في العاصمة العراقية.، كما جرى اعتقال عدد من ناشطي وناشطات منظمات المجتمع المدني.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
رئيس الوزارء أمام معادلة مستحيلة
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، والذي استلم منصبه منذ ما يعادل السنة، يواجه انتقادات عديدة، وعلى الرغم من ظهوره في كلمة لمحاولة امتصاص غضب المحتجين، إلا أنه وجد نفسه أمام معادلة سياسية صعبة، في ظل سيطرة الفصائل السياسية وشبه العسكرية على السلطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
عجز مالي هو الأسوأ منذ 16 عاماً
المرجعية الدينية العليا في العراق طالبت بضرورة قيام الحكومة بتحسينات وتشكيل لجنة مستقلة لمحاسبة الفاسدين، وضرورة محاورة ممثلين عن المتظاهرين، وذلك بعد أن فشلت السلطات في تكليف وزير للتربية خلال عام كامل، وأخفقت في توفير فرص عمل، وفي تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. وقد أشارت تقارير مالية إلى أن العجز المالي في العراق، هو الأسوأ منذ 16 عاماً، ووصل إلى 30 مليار دولار.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Mohammed
تظاهرات العراقيين وصلت ألمانيا
امتدت الاحتجاجات إلى عراقيي دول مهجر، الذين تظاهروا عبر العالم مرددين ذات الشعارات لتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية، ولوقف التدخل الإيراني، وقد نظمت منظمات عراقية تظاهرات في لندن وستوكهولم وسدني احتجاجاً على قمع السلطات العراقية للمتظاهرين السلميين.كما شهدت مدن ألمانية عدة تظاهرات ووقفات تضامنية مع العراقيين، كان أكبرها في مدينة كولونيا غرب ألمانيا.