العراق ـ ارتفاع ضحايا الاضطرابات في الناصرية إلى 17 قتيلا
٢٨ نوفمبر ٢٠١٩
فرضت السلطات العراقية حظرا للتجوّل في مدينة الناصرية الواقعة في جنوب العراق بعد سقوط قتلى بين المتظاهرين برصاص قوات الأمن في إطار الحملة الأمنية ضد المحتجين المناهضين للحكومة.
صورة من: Reuters
إعلان
أفاد شهود عيان بأن حصيلة الاضطرابات في مدينة الناصرية العراقية اليوم الخميس (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) ارتفعت إلى 17 قتيلا ونحو 118 مصابا بعد محاولة القوات الأمنية إعادة افتتاح الجسور الثلاثة المغلقة في المدينة التي تعد مركز محافظة ذي قار (375 كلم جنوبي بغداد).
وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن وسط مدينة الناصرية وخاصة عند جسور الزيتون والنصر والحضارات يشهد اضطرابات أمنية وإطلاق الرصاص وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين بهدف إعادة الحياة إلى وسط المدينة وافتتاح الجسور.
وأكد الشهود أن اندلاع الاضطرابات جاء عندما حاول القائد الجديد الفريق الركن جميل الشمري، الذي أرسل من قبل الحكومة لضبط الأمن في مدينة الناصرية، إعادة افتتاح الجسور الثلاثة وسط المدينة. وذكر الشهود أن قوات الردع السريع انسحبت من أماكن انتشارها بعد أن أخفقت في إعادة السيطرة على الجسور الثلاثة التي مازالت تحت سيطرة المتظاهرين.
وأوضح الشهود أن الاشتباكات وقعت على بعد نحو 3 كلم عن ساحة التظاهر الرئيسية في ساحة الحبوبي المكتظة حاليا بالمتظاهرين ومحاطة بقوات أمنية. وأشار الشهود إلى أن القتلى والمصابين تم توزيعهم بين مستشفيات الحبوبي والحسين التعليمي وسط المدينة وهناك حالات خطرة.
وكانت السلطات الأمنية العراقية أعلنت في وقت سابق اليوم تطبيق إجراءات حظر التجوال في مدينة الناصرية. وقال الشهود إن السلطات الأمنية قررت فرض إجراءات حظر التجوال على حركة الاشخاص والمركبات في مسعى للحد من الاضطرابات التي تشهدها المحافظة منذ فجر اليوم.
وكانت مصادر في المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق قالت لـ (د. ب.أ) إن حصيلة ضحايا الاضطرابات في الناصرية اليوم بلغت 13قتيلا وأكثر من 75مصابا.
ع.ش/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
شهر دامٍ في العراق .. والاحتجاجات متواصلة
جاء الإعلان عن استعداد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لتقديم استقالته، بعد شهر من الاحتجاجات المستمرة، التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى عنيفة خلال وقت قصير. أبرز محطات الاحتجاجات وحصيلتها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
عبد المهدي في "مهب الريح"؟
دفعت المظاهرات الأخيرة في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى ابداء الاستعداد للاستقالة، بعد أن حجبت قوى سياسية عراقية دعمها له. الرئيس برهم صالح أعلن أن عبد المهدي وافق على إستقالته إذا توصلت الكتل البرلمانية لبديل. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري زعيم "تحالف الفتح".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
"بغداد حرة حرة".. شعارات سلمية
احتجاجات العراقيين، اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، واتسمت بالسلمية في بداياتها، إذ رفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة، ووقف التدخلات الإيرانية، وتغيير النظام السياسي. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، وعلى الرغم من سلميتها إلا أنها قوبلت برد أمني عنيف، إذ تم إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
صورة من: AFP
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع..
بعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد كبير من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، واصلوا مظاهراتهم وطالبوا برحيل النظام.
صورة من: AFP
غازات مسيلة للدموع وحجب الإنترنت
قامت السلطات العراقية خلال الاحتجاجات باستخدام وسائل أمنية متعددة ضد المحتجين. إلى جانب إطلاق النار واستخدام الغاز المسيّل للدموع، قامت أجهزة الأمن بحظر مواقع التواصل الاجتماعي، وقطع خدمة الإنترنت، ما عدا إقليم كردستان العراق الذي يخضع لادارة كردية ذاتية ولم تشمله الاحتجاجات الحالية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
ثلاث محطات دموية
تركزت الاحتجاجات في ثلاث محطات دامية خلال شهر أكتوبر، إذ خلفت الموجة الأولى من العنف ما يقارب 157 قتيلًا، وفي المحطة الثانية فتحت جماعات شيعية مسلحة النار على المحتجين، وأُحرق نحو 277 مبنى حكومي في جنوب العراق، أما مدينة كربلاء فكانت ساحة المحطة الأخيرة، حيث سقط ما لا يقل عن 14 قتيلًا وأُصيب 865 آخرون، في إطلاق نار قام به مجهولون. وحسب حصيلة أولية سقط أكثر من 250 قتيل وجرح 5500 شخصًا خلال الشهر.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sudani
"ثورة التكتك"
كان استخدام "التكتك" كوسيلة نقل وإسعاف وتموين من أبرز مظاهر الاحتجاجات. حتى أن البعض أطلق وسم "ثورة_التكتك" على الاحتجاجات. حيث كانت هذه العربة الصغيرة أحد أهم الوسائل في نقل المصابين والجرحى من مناطق الاشتباكات الضيقة إلى المستشفيات، في ظل استهداف القناصين للمسعفين، فيما قدّم سائقوها الامدادات الصحية والمائية للمحتجين.
صورة من: Reuters/K. al-Mousily
مطالب المحتجين
طالب المتظاهرون منذ بداية الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزوا في شعاراتهم على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ 25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
مقتدى الصدر يسحب دعمه
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"إيران بره بره"... والخامنئي يرد
سُلطت الأضواء خلال الاحتجاجات على دور إيران في العراق، حيث طالبها محتجون بالكف عن التدخل في الشؤون العراقية. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
"شلع قلع، كلكم حرامية"
رفع المتظاهرون شعارات عديدة، من أبرزها "شلع قلع، كلكم حرامية" ويعني باللهجة العراقية: اقتلعوهم من الجذور، كلهم سارقون. ورغم هيمنة المراجع الشيعية والنخب السياسية المرتبطة بها على النظام السياسي، إلا أن المحتجين تجاوزوا النفوذ الطائفي، ولم يكترثوا لنداءات المراجع الدينية التي دعت إلى الهدوء.
إعداد: م.س