العراق ـ حصيلة ثقيلة لضحايا الاحتجاجات وغضب بسبب الاغتيالات
٢٥ ديسمبر ٢٠١٩
كشفت المفوضية العراقية لحقوق الانسان عن حصيلة ثقيلة منذ انطلاق الاحتجاجات في البلاد، فيما أحرق متظاهرون مكاتب ومقار أحزاب شيعية كبرى بمحافظة الديوانية إثر وفاة ناشط مدني معروف.
إعلان
أعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق اليوم الاربعاء (25 ديسمبر/ كانون الأول 2019) مقتل 489 متظاهرا وإصابة أكثر من 27 ألفا آخرين في المظاهرات الاحتجاجية التي دخلت شهرها الثالث على التوالي للمطالبة بإصلاحات في العملية السياسية. وقال الدكتور علي البياتي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن عدد الضحايا للمظاهرات الاحتجاجية منذ انطلاقها وحتى اليوم بلغ 489 قتيلا وأكثر من 27 ألف مصاب .
وأشار إلى أن عدد المعتقلين بلغ 2807، تم إطلاق سراح غالبيتهم ولم يتبق سوى 107متظاهرا رهن الاعتقال. وأضاف أن "عدد المختطفين من الناشطين المدنيين في ساحات التظاهر بلغ 77 ناشطا مدنيا تم إطلاق سراح 12 منهم فيما قتل 33 ناشطا مدنيا". وحسب شهود عيان، نجا الفنان الكوميدي العراقي والناشط المدني اوس فاضل من محاولة اغتيال بعد تعرضه لإطلاق رصاص في منطقة العرصات ببغداد من قبل مسلحين، فيما جرت اليوم في محافظة الديوانية مراسم تشييع الناشط المدني ثائر كريم الذي توفي اليوم متأثرا بجروح أصيب بها قبل 10 أيام جراء انفجار عبوة لاصقة كانت موضوعة بسيارته وسط المدينة.
ودخلت المظاهرات الاحتجاجية في العراق اليوم شهرها الثالث على التوالي منذ انطلاقها في الأول من شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي في بغداد وتسع محافظات جنوبية. وأعلنت ساحات التظاهر صباح اليوم رفضها ترشيح اسعد العيداني من قبل تحالف البناء لتشكيل الحكومة الجديدة. ويعد العيداني آخر اسم في قائمة ضمت كلا من محمد شياع السواني وعزة الشابندر وابراهيم بحر العلوم وقصي السهيل وعبد الحسين عبطان الذين تم رفضهم جميعا من قبل المتظاهرين وتمزيق صورهم في ساحات التظاهر
في سياق متصل، أفاد شهود عيان بأن متظاهرين قاموا فجر اليوم بإحراق مكاتب ومقار أحزاب شيعية كبرى بمحافظة الديوانية (280 كلم جنوب بغداد)، بعد وفاة ناشط مدني. وقال الشهود، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن "متظاهرين قاموا فجر اليوم بإحراق مكاتب ومقار أحزاب الفضيلة والدعوة والحكمة الوطني ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق، على خلفية وفاة الناشط المدني ثائر كريم الطيب الذي تعرض لإصابة قبل أكثر من أسبوع من جراء انفجار عبوة لاصقة".
احتجاجات العراق.. أحداث ومحطات رئيسية
رغم استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعمال العنف والاحتجاجات في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية مستمرة للشهر الثالث على التوالي وسط تساؤلات عما ينتظر العراق بعد استقالة عبد المهدي؟
صورة من: AFP
استقالة لم تقنع المتظاهرين
استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، لم تقنع المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم المتواصلة في بغداد والمناطق الجنوبية، مؤكدين عزمهم على "تنحية جميع رموز الفساد". فيما دعا نائب عراقي إلى محاكمة عبد المهدي وأركان حكومته.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Faleh
لم يصمد أمام الاحتجاجات
دفعت المظاهرات عبد المهدي إلى الاستقالة في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن سحبت قوى سياسية دعمها له. مجلس النواب العراقي وافق على الاستقالة وأعلنت كتلة سائرون وهي الأكبر، تنازلها عن حقها في ترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل وتركت الاختيار للشارع. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
الرصاص الحي ضد المحتجين
مع تواصل الاحتجاجات تزداد حدة العنف ويسقط عشرات الضحايا، كما حدث في محافظة ذي قار، حيث سقط في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط، نحو 32 قتيلا وأكثر من 250 جريحا. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
صورة من: Reuters
صب مزيد من الزيت على نيران الاحتجاجات
في خضم الاحتجاجات، نشرت صحيفة نيوريورك تايمز وموقع ذي انترسبت الأمريكيين يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية كتبت بين 2014 و2015، كشفت حجم التدخل الإيراني السافر في العراق. وحسب هذه التسريبات فإن البلاد سقطت تماما في قبضة النظام الإيراني بعد عام 2003 والانسحاب الأمريكي من العراق وليصبح معظم المسؤولين مجرد متلقين للأوامر من إيران!
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
هجوم على قنصليات إيران
مع تصاعد المظاهرات المطالبة بوقف التدخل الإيراني، هاجم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين. وتكرر ذلك مع القنصلية في النجف بعدما أضرم متظاهرون النار في المبنى. واستنكرت إيران إحراق قنصليتيها وطالبت بغداد بحماية مقراتها الدبلوماسية. كما أجج الحادث العنف في العراق.
صورة من: AFP/H. Hamdani
السيستاني يدعم المحتجين
في نبرة متصاعدة، أبدى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني مساندته للاحتجاجات في خطبته التي قرأها ممثل عنه يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال إنه لا يتدخل في أمور السياسة إلا في أوقات الأزمة، محذرا من أن التدخل الخارجي في شؤون البلاد سيجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات.
صورة من: AFP Photo/Getty Images
تكتيك غير مسبوق!
مع تصاعد الاحتجاجات والعنف، بدأ المتظاهرون باستخدام تكتيك جديد في مواجهة حملات التضييق والقمع التي تشنها السلطات، حيث بدأوا بقطع الطرق ومنع الوصول إلى المدارس والدوائر الرسمية والدخول في إضراب طوعي، وبالتالي توقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية.
صورة من: Reuters/E. al-Sudani
"إيران بره بره".. وخامنئي يرد
كشفت الاحتجاجات حجم دور وتدخل إيران في العراق، حيث يطالبها المحتجون بالكف عن تدخلها. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع!
بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، يواصلون مظاهراتهم ويطالبون برحيل النظام.
صورة من: AFP
مقتدى الصدر يسحب دعمه!
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"بغداد حرة حرة"..
اندلعت الاحتجاجات السلمية بالعراق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة ووقف التدخل الإيراني. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، ورغم سلميتها قوبلت برد أمني عنيف سقط على إثره 257 شخصاً في الشهر الأول من الاحتجاجات.
إعداد: م. س/ م.م
صورة من: AFP
11 صورة1 | 11
وبحسب الشهود فإن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع فور سماعهم نبأ وفاة الناشط، وقاموا بقطع الطرق التي تربط محافظة الديوانية بالمدن المجاورة وسط انتشار كثيف للقوات العراقية. وشهدت الفترة الماضية تزايد جرائم اغتيال وخطف النشطاء المدنيين المشاركين في الاحتجاجات التي يشهدها العراق، وهو ما يثير قلقا محليا ودوليا.