العراق ـ مبادرات مجتمعية في الموصل للمساعدة في مواجهة كورونا
١٩ أبريل ٢٠٢٠
مثل بقية المدن العراقية الأخرى تشهد مدينة الموصل إجراءات للوقاية من تفشي كورونا، لكن معاناة هذه المدينة، التي ما تزال تعاني من آثار الدمار والحرب منذ سيطرة داعش عليها، ربما مضاعفة، ما دفع لإطلاق مبادرات مجتمعية للمساعدة.
إعلان
حقبة زمنية صعبة مرَّت بها مدينة الموصل، ثاني أكبر محافظة عراقية، أبانِ سيطرة تنظيم "داعش" عليها عام 2014، ورغم مرور ثلاثة سنوات على تحرير الموصل من "داعش"، لا تزال المدينة تعاني ضعف البنى التحتية، ومعاناة السكان مستمرة لإعادة بناء منازلهم التي تحولت إلى ركام. وتسببت سنوات الحرب والإهمال بتدهور واقع نظام الرعاية الصحية في البلاد، حيث أرهقت أغلب القطاعات الخدمية والبنى التحتية وغيرها من المشكلات التي اشعلت فتيل احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في الأشهر الماضية. وتجددت معاناتاة أهل الموصل مع إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا، في الوقت الذي تعاني فيه الموصل من قلة عدد المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية وخروج بعضها عن الخدمة نتيجة تضررها. كما شهدت أسعار الكِمامات والقفازات الطبية ومواد التعقيم والتطهير ارتفاعا كبيرا، ما يشكل تحديا أمام المواطنين في الحصول على ذلك، ناهيك عن شحة هذه الموارد في الأسواق.
يذكر أن العراق سجل حتى الخميس (16 ابريل/نيسان) 1434 حالة إصابة في عموم البلاد، بحسب وزراة الصحة العراقية، فيما بلغ مجموع الوفيات 80 حالة، ووصل إجمالي حالات الشفاء 856 حالة. وسجل العراق أول إصابة بالفيروس في 24 فبراير 2020.
مبادرات مجتمعية لمواجهة كورونا
تحاول منظمات ومبادرات شبابية ومجتمعية المساعدة في مواجهة تفشي فيروس كورونا في الموصل والعراق عموما، من هذه المبادرات منظمة "أبناء الحدباء للإغاثة والتنمية"، التي قامت بإنشاء مشغل لخياطة الكِمامات الطبية، وفق تصريح علا العثمان مديرة المنظمة لـ DW عربية. وتضيف "كل ما ننتجهُ داخل المشغل، نبيعه لكافة شرائح المجتمع بسعر التكلفة فقط. ونزود المؤسسات الخدمية في الموصل بالكميات التي تحتاجها من الكِمامات". وتتابع بأن عدد العاملات في المشغل أرتفع من عاملتين إلى 40 عاملًأ لسد حاجة السوق وإنتاج أكبر عدد ممكن، وتقول "ننتج يوميًأ قرابة 5000 كِمامة. إضافة إلى أن المشروع أصبح مصدر رزق للعاملين".
وفي مدينة الموصل أيضا تطوع 6 شبّان للمساعدة في تجهيز المؤسسات الصحية والكوادر الطبية بالأقنعة الواقعية، من خلال مركز "موصل سبيس" Mosul Space، الذي تأسس عام 2014 بتمويل المؤسسة الالمانية للتعاون الدولي وبالشراكة مع منظمة فيلد ريدي الامريكية لدعم شباب الموصل وتوفير بيئة ملائمة للعمل الجماعي، ويستقطب المهتمين بريادة الأعمال والتعليم والتكنولوجيا.
عبدالله مرتضى الفخري، أحد مؤسسي "موصل سبيس" يقول لـ DW عربية "عندما سمعنا بدخول فيروس كورونا إلى البلاد، سارعنا بالعمل على إيجاد حلول ومنها تصنيع الأقنعة الواقية لمساعدة القطاع الصحي في الموصل وتجهيزها بالمواد مجانًا"، حسب قوله. ويضيف "تتوفر لدينا كافة الأدوات والمكائن مثل طابعات ثلاثية الأبعاد والقاطع الليزري، وعملنا على إدخال التكنولوجيا في مواجهة كوفد-19. ونقوم الآن بتطوير طائرات درون لإستخدامها في عملية التعقيم وأيضا تقديم الطعام والأدوية للمرضى أو للذين هم في الحجر الصحي".
امكانيات شحيحة في المستشفيات
لمعرفة الواقع الصحي في مدينة الموصل، إلتقت DW عربية مدير مستشفى الموصل العام، سعدالله عبدالعزيز خضر الأحمد، وسألناه عن ذلك، فقال: "الواقع الصحي في مدينة الموصل لايزال تحت المستوى المطلوب وماهو متوفر لدينا من أجهزة ومواد طبية لا تكفي لسد حاجة المرضى، كما أن هناك قلّة في عدد الأسرّة المتاحة، سيما أنه لا يزال أكثر من 20 % من المستشفى يعاني الدمار بسبب داعش". وأضاف: "لا زلنا نعمل بأجهزة طبية قديمة تضررت منذ زمن داعش".
وعن التحديات التي يواجهونها، قال الأحمد: "إن عددا كبيرا من الكوادر الصحية يسكنون في منطقة إقليم كردستان العراق، وإجراءات حظر التجوال منعت بعضهم من القدوم للعمل في الموصل. وأشاد مدير مستشفى الموصل العام بالمبادرات المجتمعية، وقال "ساهمت المبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني في دعم القطاع الصحي الحكومي وتزويده بالكمامات والقفازات ومواد أخرى، وإن كانت إمكانياتهم محدودة ولكن ما قاموا به يجسد روح المواطنة بين أبناء البلد الواحد".
أزهر الربيعي ـ الموصل
احتجاجات العراق.. أحداث ومحطات رئيسية
رغم استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعمال العنف والاحتجاجات في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية مستمرة للشهر الثالث على التوالي وسط تساؤلات عما ينتظر العراق بعد استقالة عبد المهدي؟
صورة من: AFP
استقالة لم تقنع المتظاهرين
استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، لم تقنع المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم المتواصلة في بغداد والمناطق الجنوبية، مؤكدين عزمهم على "تنحية جميع رموز الفساد". فيما دعا نائب عراقي إلى محاكمة عبد المهدي وأركان حكومته.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Faleh
لم يصمد أمام الاحتجاجات
دفعت المظاهرات عبد المهدي إلى الاستقالة في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن سحبت قوى سياسية دعمها له. مجلس النواب العراقي وافق على الاستقالة وأعلنت كتلة سائرون وهي الأكبر، تنازلها عن حقها في ترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل وتركت الاختيار للشارع. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
الرصاص الحي ضد المحتجين
مع تواصل الاحتجاجات تزداد حدة العنف ويسقط عشرات الضحايا، كما حدث في محافظة ذي قار، حيث سقط في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط، نحو 32 قتيلا وأكثر من 250 جريحا. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
صورة من: Reuters
صب مزيد من الزيت على نيران الاحتجاجات
في خضم الاحتجاجات، نشرت صحيفة نيوريورك تايمز وموقع ذي انترسبت الأمريكيين يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية كتبت بين 2014 و2015، كشفت حجم التدخل الإيراني السافر في العراق. وحسب هذه التسريبات فإن البلاد سقطت تماما في قبضة النظام الإيراني بعد عام 2003 والانسحاب الأمريكي من العراق وليصبح معظم المسؤولين مجرد متلقين للأوامر من إيران!
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
هجوم على قنصليات إيران
مع تصاعد المظاهرات المطالبة بوقف التدخل الإيراني، هاجم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين. وتكرر ذلك مع القنصلية في النجف بعدما أضرم متظاهرون النار في المبنى. واستنكرت إيران إحراق قنصليتيها وطالبت بغداد بحماية مقراتها الدبلوماسية. كما أجج الحادث العنف في العراق.
صورة من: AFP/H. Hamdani
السيستاني يدعم المحتجين
في نبرة متصاعدة، أبدى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني مساندته للاحتجاجات في خطبته التي قرأها ممثل عنه يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال إنه لا يتدخل في أمور السياسة إلا في أوقات الأزمة، محذرا من أن التدخل الخارجي في شؤون البلاد سيجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات.
صورة من: AFP Photo/Getty Images
تكتيك غير مسبوق!
مع تصاعد الاحتجاجات والعنف، بدأ المتظاهرون باستخدام تكتيك جديد في مواجهة حملات التضييق والقمع التي تشنها السلطات، حيث بدأوا بقطع الطرق ومنع الوصول إلى المدارس والدوائر الرسمية والدخول في إضراب طوعي، وبالتالي توقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية.
صورة من: Reuters/E. al-Sudani
"إيران بره بره".. وخامنئي يرد
كشفت الاحتجاجات حجم دور وتدخل إيران في العراق، حيث يطالبها المحتجون بالكف عن تدخلها. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع!
بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، يواصلون مظاهراتهم ويطالبون برحيل النظام.
صورة من: AFP
مقتدى الصدر يسحب دعمه!
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"بغداد حرة حرة"..
اندلعت الاحتجاجات السلمية بالعراق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة ووقف التدخل الإيراني. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، ورغم سلميتها قوبلت برد أمني عنيف سقط على إثره 257 شخصاً في الشهر الأول من الاحتجاجات.
إعداد: م. س/ م.م