1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء

ملهم الملائكة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٢

القمة العربية والأزمات السياسية وفي قمتها الأزمة مع إقليم كردستان حول كركوك شكلت أهم ملامح المشهد السياسي في العراق خلال عام 2012. مقابل ذلك بقي انجاز الحكومة والنخب لخدمة الناخب متخلفا متراجعا بل معدوما في أغلب الأحيان.

صورة من: Joy Bhowmik

سجلت بداية عام 2012 امتدادا لأزمة سياسية ما زالت مستمرة على خلفية اتهامات وجهت لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتورطه وعناصر حمايته في عمليات إرهابية، وقد tفرَ المذكور على أثرها وأقام في كردستان ما أشعل أزمة سياسية بين الإقليم وبين المركز، ثم اضطر إلى مغادرة كردستان إلى تركيا، الأمر الذي أزّم العلاقة بين البلدين.

المشهد أتسم بمجمله وعلى طول السنة بأزمات سياسية متشابكة، كانت أبرزها أزمات متعاقبة مع إقليم كردستان، وأزمة- فضيحة صفقة أسلحة كانت الحكومة تنوي شراءها من روسيا، وأزمة إلغاء البطاقة التموينية التي صدر قرار حكومي باستبدالها ببدل مالي، فأثار القرار ردود فعل شعبية غاضبة قادت إلى تجميد تنفيذه.

ثم نشبت أزمة محافظ البنك المركزي العراقي الدكتور سنان الشبيبي الذي اتُهم وفريق عمله بسوء الإدارة، الاتهام جاء إثناء زيارة رسمية قام بها إلى اليابان ما أفضى إلى عدم عودته للبلد وفراره خارج العراق.

ثم توّجت هذه الأزمات، أزمة اعتقال عناصر حماية رافع العيساوي وزير المالية، وما أعقبها من تظاهرات في مناطق غرب العراق سعى منظموها لقطع الطريق الدولي مع سوريا . الأزمة سرعان ما اتخذت طابعا طائفيا بات يهدد بانفصال مناطق غرب العراق في ظل ما يجري في الجانب السوري من الحدود من حراك سياسي.

انهيار البنية التحتية والامطار أغرقت اغلب احياء العاصمةصورة من: DW

"أصل المشكلات استئثار مكون واحد بالسلطة"

الكاتب والمحلل السياسي د عبد الخالق حسين شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية معتبرا أن العراق بسبب مركزه الجغرافي وتاريخه وثرواته هو بلد الأزمات، وما شهده هذا العام هو امتداد لأزمات سابقة موروثة من أعوام سابقة. وعزا حسين السبب الرئيس في الأزمات، إلى هيمنة مكون واحد من نسيج العراق  على مقدراته ، وقيام هذا المكون بإخضاع المكونات الأخرى لإرادته بالقوة عبر قرون من التاريخ. وأشار حسين إلى أن حديثنا يمكن إن يدور هنا عن الدولة الحديثة في العراق التي تأسست مطلع القرن العشرين.

وشهد عام 2003 تغيرا في معادلة تولي السلطة في العراق، فنشأ ما صار يعرف بالمحاصصة ، وهو مبدأ يؤمّن لمكونات المجتمع العراقي حق المشاركة في السلطة بحسب قوتها وعددها، وكان من المفترض أن تحل الشراكة الأزمة الناشئة عن تولي السلطة، لكنها قادت إلى مزيد من الأزمات . وقد عزا د عبد الخالق حسين ذلك إلى أن عمر الأزمة مئات السنين " و الحالة أشبه بمريض على حافة الموت، أنقذه طبيب بارع، ونقلوه إلى غرفة الإنعاش، ثم جاء من يطالب المريض بالمشاركة في دورة أولمبية"، في إشارة إلى أن المسار السياسي في العراق لن يتغير في المدى القريب بسبب عمق مشكلاته.

عمر في اتصال من بغداد علق على الوضع السياسي عام 2012 بالقول انه متأزم على مستوى البلد بأكمله، ولم يتحسن منذ عام 2003، ولا احد من المسؤولين يهتم بما يجري في البلد" والجيش في كركوك على سبيل المثال ينام في الشارع وليس عنده ثكنة يمكث فيها".

مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستانصورة من: dapd

"لابد أن يسمح للكرد بتحقيق حلمهم  في إنشاء دولتهم"

على مستوى علاقة المركز بكردستان، تفاقمت الأزمة الأخيرة في كركوك، حتى تصاعدت علنا أصوات من المركز تدعو كردستان للاستقلال، حيث دعا النائب عن ائتلاف دولة القانون عزة الشابندر الأكراد إلى إعلان استقلالهم، مشيرا إلى ان حكومة المركز لن تعارض ذلك، بل ستكون أول الداعمين له.  الكاتب السياسي د. مؤيد عبد الستار دخل من ستوكهولم في حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية مشيرا إلى أن أزمة الدولة العراقية مع الأكراد تعود لتاريخ قيام هذه الدولة في عشرينات القرن العشرين، وقد دأب الأكراد على القيام بثورات وانتفاضات حتى على السلطة البريطانية" التي استخدمت الطيران وقنابل النابالم لقمع ثوراتهم".

وأشار د عبد الستار إلى ضرورة "أن يسمح للأكراد بتحقيق حلمهم في إنشاء دولة كردية" . وقرأ د عبد الستار دعوة ائتلاف دولة القانون الأكراد إلى إعلان دولتهم " بأنها جاءت من جانب العداء لقضية الكرد وليس من جانب إنصاف قضيتهم".

 وبدا د عبد الستار متفائلا بشان مستقبل علاقة شعوب المنطقة حين أعتبر أن مشروع "وحدة على غرار الوحدة الأوروبية يمكن أن يجمع الشعوب العربية والكردية والفارسية والتركية في المنطقة".

واعتبر د عبد الستار أن تطور الوعي الديمقراطي وقبول مكونات الوطن العراقي للتعايش مع بعضها هو الكفيل بحل أزمات العراق السياسية، لكنه نبه إلى أن ثقل موروث الطغيان والديكتاتورية يجعل الوضع بحاجة إلى سنوات لكي يستقر. 

وفي اتصال هاتفي من البصرة ، اعتبرت المحامية هديل، أن بعض أزمات العراق عام 2012 كانت مصطنعة، أما الأزمات الحقيقية، " فكان أهمها أزمة كركوك، ونفط الإقليم، والبطاقة التموينية، وهي أزمة هزت الشارع". واعتبرت هديل أن أهم  الأزمات المصطنعة كانت " أزمة اغتصاب السجينات ، والدعوة إلى إقامة إقليم البصرة، والدعوة إلى إقامة إقليم كركوك".

القمة العربية، انجاز خجول سعت الحكومة من خلاله العودة الى المحيط العربي.صورة من: picture-alliance/dpa

القمة العربية محاولة ناجحة للمصالحة مع المحيط العربي

في خضم كل هذه الأزمات، عقدت في بغداد قمة عربية اعتبرها البعض انجازا للحكومة العراقية ، ونظر إليها آخرون باعتبارها محاولة للعودة للصف العربي، ويبدو أن كلا الرأيين يحظى بالقبول بعد مضي أشهر على تلك القمة .

د عبد الخالق حسين اعتبر أن الحكومات العربية ولأسباب طائفية بحتة وقفت ضد تجربة العراق، ونجحوا في عزله ساعين لإعادة هيمنة المكون الوحيد على البلد دون أن يفهموا قيمة صناديق الاقتراع، وجاءت مبادرة الحكومة بعقد قمة بغداد  كمحاولة للعودة إلى المحيط العربي " وقد نجحت القمة إلى حد ما في دخول العراق إلى المحيط العربي ، ولا يكمن أن نتوقع أن الدول العربية بين عشية وضحاها سترحب النظام العراقي"، ولكن حصل تقارب إلى حد ما، وحصل تبادل سفارات بين العراق وبعض الدول.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW