العراق.. قصف على المنطقة الخضراء قبيل جلسة انتخاب الرئيس
١٣ أكتوبر ٢٠٢٢
تعرضت المنطقة الخضراء في بغداد لقصف صاروخي أسفر عن 10 جرحى، قبيل جلسة برلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية في خطوة تهدف إلى إخراج البلاد من مأزق سياسي عميق متواصل منذ عام، وتخللته مراحل من العنف والتوتر.
إعلان
عقد البرلمان العراقي اليوم الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد بحضور 258 نائبا في ظل إجراءات أمنية مشددة وقصف صاروخي استهدف المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد.
وانطلقت الجلسة بعد ساعتين من موعدها المقرر بحضور277 نائباً من أصل 329، ما يعني تحقق النصاب. وقام النواب بالإدلاء بأصواتهم في جولة أولى تقدّم فيها عبد اللطيف رشيد الوزير السابق (78 عاماً) بعد فرز الأصوات كما أفاد مراسل فرانس برس من البرلمان.
لكن لم يحصل أي مرشح على 220 صوتاً تخوله الفوز من الجولة الأولى ولذلك سيجري التصويت في جولة ثانية بين المرشحين الحائزين على أعلى عدد من الأصوات، وفق مراسل فرانس برس. وفي انعكاس لحالة التوتر، تعرضت المنطقة الخضراء حيث يقع البرلمان ومؤسسات حكومية وسفارات أجنبية وأحياء مجاورة، لقصف بتسعة صواريخ من نوع كاتيوشا، بحسب بيان لخلية الإعلام الأمني الحكومية.
وسمع مراسل فرانس برس في البرلمان دوي انفجارات، فيما سقط صاروخ قرب المبنى. ولا تتبنى أي جهة هذا الضربات التي تتكرر من حين إلى آخر. وأصيب عشرة أشخاص بجروح بينهم ستة من قوات الأمن وحرس النواب، وفق مصدر أمني، كما أصيب 4 مدنيين بجروح عند سقوط صاروخ في حي سكني مجاور للمنطقة الخضراء.
ونددت السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوفكسي بالقصف، داعيةً في تغريدة العراقيين إلى "إيجاد حلول لخلافاتهم السياسية ولتحقيق مطالبهم من خلال الوسائل السلمية فقط. مثل هذه الهجمات تقوض الديمقراطية وتحاصر العراق في دائرة دائمة من العنف".
منذ الانتخابات التشريعية في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، لم تتمكن الأطراف السياسية النافذة من الاتفاق على اسم رئيس جديد للجمهورية وتعيين رئيس جديد للحكومة. وفي صلب الأزمة الخلاف بين المعسكرين الشيعيين الكبيرين: التيار الصدري من جهة، والإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلاً عدّة من بينها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي.
لكن رئاسة الجمهورية تعكس من جهتها المنافسة الحادة كذلك بين الحزبين الكرديين الكبيرين. وتتولى المنصب عادةً شخصية من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، فيما يدير الحزب الديموقراطي الكردستاني حكومة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي. لكن الحزب الديموقراطي الكردستاني بات يسعى كذلك إلى منصب رئاسة الجمهورية.
ع.ش/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
مقتدى الصدر.. زعيم ديني ورقم صعب في المشهد السياسي العراقي
أعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، اعتزاله السياسة نهائيا، وهي ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها هكذا قرار. لكن من هو مقتدى الصدر؟ وما دوره ودور تياره وأنصاره في المشهد السياسي العراقي؟
صورة من: Nabil al-Jurani/AP/picture alliance
اعتزال السياسة نهائيا!
مع استمرار التوتر والانسداد السياسي في العراق أعلن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي المثير للجدل، عن اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وإغلاق كافة المؤسسات. وقال الصدر، في بيان "إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر" مشيرا إلى أن الكل في حل منه.
صورة من: Alaa Al-Marjani/REUTERS
العودة إلى السياسة
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الصدر اعتزاله السياسة. إذ أنه توارى عن الأنظار عام 2008 وسافر إلى إيران للتحصيل العلمي والدراسة الحوزية على يد كبار فقهاء الشيعة في حوزة قم العلمية حتى عام 2011. وبعد عودته إلى السياسة والمشاركة في السلطة أعلن اعتزاله للسياسة عام 2014 وأمر بإغلاق كل المكاتب التابعة له وقال "أعلنَ عدم تدخلي بالأمور السياسية كافة".
صورة من: ALI AL-SAADI/AFP/Getty Images
من هو مقتدى الصدر؟
ولد مقتدى الصدر في النجف عام 1973، وهو سليل عائلة دينية عريقة. أبوه آية الله العظمى محمد صادق الصدر وهو مرجع شيعي وقد اغتيل عام 1999 في عهد صدام حسين مع اثنين من أبنائه. كما أنه صهر آية الله العظمى محمد باقر الصدر. وتجدر الإشارة إلى أن مقتدى الصدر ليس مرجعا دينيا ولم يصل إلى مرتبة مجتهد، ولا يستطيع إصدار فتاوى دينية.
صورة من: epa Hassan Ali/dpa/picture alliance
أنصار مخلصون وملتزمون!
يعد أنصار التيار الصدري، من الأكثر إخلاصا والتزاما بتعليماته وأوامره. وهو من أكثر الزعماء العراقيين قدرة على حشد الشارع. وقد تبين ذلك في أكثر من حدث، والاعتصام الحالي منذ عدة أسابيع في المنطقة الخضراء يثبت ذلك.
صورة من: Thaier Al-Sudani/REUTERS
ملايين المؤيدين
يعد مقتدى الصدر من أكثر زعماء الشيعة نفوذا في العراق. إذ له ملايين الأنصار ولاسيما بين الفقراء. وتعد مدينة الصدر في بغداد معقله الرئيسي. ويمتلك تياره شبكة واسعة من المؤسسات الخيرية التي أسسها والده.
صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP
أكبر كتلة برلمانية
رغم أن مقتدى الصدر لا يتولى أي منصب حزبي أو رسمي، إلا أن تأثيره ونفوذ السياسي واسع جدا. إذ أن تياره يشارك في الحكومة، وهو كان صاحب أكبر كتلة برلمانية بـ 73 نائبا، قبل تقديم استقالتهم. ولتياره دور كبير في الأزمة السياسية التي يمر بها العراق.
صورة من: Abdul Hassan/AP/dpa/picture alliance
استقالة نواب الكتلة الصدرية
في تصعيد مع الخصوم السياسيين، استقال نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب "البرلمان" في يونيو/ حزيران الماضي، بعدما دعاهم زعيمهم مقتدى الصدر إلى تقديم استقالاتهم، في ظل الجمود المستمر بخصوص تشكيل حكومة.
صورة من: Iraqi Parliament Media Office/AP/dpa/picture alliance
مطالبة القضاء بحل البرلمان
في 10 آب/ أغسطس 2022، طالب مقتدى الصدر القضاء بحلّ البرلمان خلال أسبوع، لكن القضاء اعتبر في وقت لاحق أنه لا يملك هذه الصلاحية ولا التدخل في أمور السلطتين التنفيذية والتشريعية. إذ ينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حل مجلس النواب يتم "بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناء على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلب من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية".
صورة من: Thaier Al-Sudani/REUTERS
دور بارز بعد سقوط نظام صدام
التيار الصدري عبارة عن شبكة واسعة منتشرة في مختلف أنحاء العراق بين الشيعة، مؤلفة من شخصيات سياسية واجتماعية ودينية وعسكرية. ويمتلك منظمات ومؤسسات خيرية واجتماعية وسياسية وإعلامية وعسكرية. ويشارك التيار بفاعلية وقوة في الحياة السياسية ومراكز القرار في العراق منذ سقوط نظام صدام.
إعداد: عارف جابو