العراق- لجنة للتحقيق في أحداث ذي قار والمرجعية تدين العنف
٢٩ نوفمبر ٢٠١٩
بعد يوم دام في عدة مدن عراقية وسقوط عشرات القتلى، شكل مجلس القضاء الأعلى لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها محافظة ذي قار. في حين دعت المرجعية الشيعية لوقف العنف ضد المحتجين، وغوتيريش يعرب عن قلقه لارتفاع عدد الضحايا.
إعلان
صرح متحدث عراقي أن مجلس القضاء الأعلى في العراق شكل هيئة تحقيق في الأحداث التي شهدتها محافظة ذي قار (375 كم جنوبي بغداد). وقال القاضي عبد الستار البيرقدار الناطق الرسمي باسم مجلس القضاء الاعلى في بيان صحفي اليوم الجمعة (29 تشرين الثاني/ نوفمبر) إن "مجلس القضاء الأعلى شكل هيئة للتحقيق العاجل في عمليات قتل المتظاهرين خلال اليومين الماضيين". وأضاف أن " اللجنة شكلت من ثلاثة نواب لرئيس محكمة استئناف ذي قار ".
وكانت الحكومة العراقية قد قررت إجراء تحقيق مع الفريق الركن جميل الشمري على خلفية الاضطرابات التي شهدتها محافظة ذي قار وراح ضحيتها في حصيلة غير نهائية 32 قتيلا وأكثر من 250 مصابا.
وفي ردها على أعمال العنف، أكدت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني اليوم الجمعة على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم بالمطالبة والإصلاح. وقال أحمد الصافي معتمد المرجعية الشيعية العليا أمام آلاف من المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الإمام الحسين وسط كربلاء إن "البرلمان العراقي الذي انبثقت منه الحكومة مدعو إلى أن يعيد النظر في خياراته ويتصرف بما يمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء العراقيين وتفادي الانزلاق إلى العنف والخراب".
وبشأن عدد ضحايا وجرحى الاحتجاجات في العراق، أشارت رويترز إلى أن إحصاء أجرته بناء على مصادر من الشرطة ومصادر طبية، أظهر أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية والمستمرة منذ عدة أسابيع بلغ 408 قتلى على الأقل معظمهم من المتظاهرين العزل.
وقالت مصادر مستشفيات إن عدة أشخاص توفوا متأثرين بجراح أصيبوا بها في اشتباكات أمس الخميس مع قوات الأمن في مدينة الناصرية الجنوبية مما يرفع عدد القتلى هناك إلى 46 على الأقل وإلى 408 في شتى أنحاء العراق منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول.
من ناحيته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء أمس الخميس عن قلقه العميق من استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في العراق. وجاء في بيان للمتحدث الرسمي باسم غوتيريش "إن الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تشير إلى استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في العراق، مما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات، بما في ذلك اليوم (الخميس) في الناصرية. ويحث جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن العنف والدخول في حوار سلمي ذي معنى لصالح العراق والشعب العراقي".
ع.ج/ ع.ج/ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
شهر دامٍ في العراق .. والاحتجاجات متواصلة
جاء الإعلان عن استعداد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لتقديم استقالته، بعد شهر من الاحتجاجات المستمرة، التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى عنيفة خلال وقت قصير. أبرز محطات الاحتجاجات وحصيلتها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
عبد المهدي في "مهب الريح"؟
دفعت المظاهرات الأخيرة في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى ابداء الاستعداد للاستقالة، بعد أن حجبت قوى سياسية عراقية دعمها له. الرئيس برهم صالح أعلن أن عبد المهدي وافق على إستقالته إذا توصلت الكتل البرلمانية لبديل. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري زعيم "تحالف الفتح".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
"بغداد حرة حرة".. شعارات سلمية
احتجاجات العراقيين، اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، واتسمت بالسلمية في بداياتها، إذ رفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة، ووقف التدخلات الإيرانية، وتغيير النظام السياسي. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، وعلى الرغم من سلميتها إلا أنها قوبلت برد أمني عنيف، إذ تم إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
صورة من: AFP
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع..
بعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد كبير من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، واصلوا مظاهراتهم وطالبوا برحيل النظام.
صورة من: AFP
غازات مسيلة للدموع وحجب الإنترنت
قامت السلطات العراقية خلال الاحتجاجات باستخدام وسائل أمنية متعددة ضد المحتجين. إلى جانب إطلاق النار واستخدام الغاز المسيّل للدموع، قامت أجهزة الأمن بحظر مواقع التواصل الاجتماعي، وقطع خدمة الإنترنت، ما عدا إقليم كردستان العراق الذي يخضع لادارة كردية ذاتية ولم تشمله الاحتجاجات الحالية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
ثلاث محطات دموية
تركزت الاحتجاجات في ثلاث محطات دامية خلال شهر أكتوبر، إذ خلفت الموجة الأولى من العنف ما يقارب 157 قتيلًا، وفي المحطة الثانية فتحت جماعات شيعية مسلحة النار على المحتجين، وأُحرق نحو 277 مبنى حكومي في جنوب العراق، أما مدينة كربلاء فكانت ساحة المحطة الأخيرة، حيث سقط ما لا يقل عن 14 قتيلًا وأُصيب 865 آخرون، في إطلاق نار قام به مجهولون. وحسب حصيلة أولية سقط أكثر من 250 قتيل وجرح 5500 شخصًا خلال الشهر.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sudani
"ثورة التكتك"
كان استخدام "التكتك" كوسيلة نقل وإسعاف وتموين من أبرز مظاهر الاحتجاجات. حتى أن البعض أطلق وسم "ثورة_التكتك" على الاحتجاجات. حيث كانت هذه العربة الصغيرة أحد أهم الوسائل في نقل المصابين والجرحى من مناطق الاشتباكات الضيقة إلى المستشفيات، في ظل استهداف القناصين للمسعفين، فيما قدّم سائقوها الامدادات الصحية والمائية للمحتجين.
صورة من: Reuters/K. al-Mousily
مطالب المحتجين
طالب المتظاهرون منذ بداية الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزوا في شعاراتهم على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ 25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
مقتدى الصدر يسحب دعمه
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"إيران بره بره"... والخامنئي يرد
سُلطت الأضواء خلال الاحتجاجات على دور إيران في العراق، حيث طالبها محتجون بالكف عن التدخل في الشؤون العراقية. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
"شلع قلع، كلكم حرامية"
رفع المتظاهرون شعارات عديدة، من أبرزها "شلع قلع، كلكم حرامية" ويعني باللهجة العراقية: اقتلعوهم من الجذور، كلهم سارقون. ورغم هيمنة المراجع الشيعية والنخب السياسية المرتبطة بها على النظام السياسي، إلا أن المحتجين تجاوزوا النفوذ الطائفي، ولم يكترثوا لنداءات المراجع الدينية التي دعت إلى الهدوء.
إعداد: م.س