العراق.. هجوم صاروخي جديد على قاعدة عسكرية تضم قوات أمريكية
١٥ مارس ٢٠٢١
في هجوم آخر من سلسلة هجمات مماثلة، استهدف عدد من الصواريخ قاعدة عسكرية في العراق تستضيف قوات أمريكية. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، لكن واشنطن تتهم فصائل موالية لإيران بتنفيذ هجمات مماثلة.
إعلان
استهدف سبعة صواريخ مساء الاثنين (15 آذار/مارس 2021) قاعدة جوية عسكرية تضمّ أمريكيين واقعة شمال بغداد، على ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وقال مسؤولون أمنيون في العراق إن خمسة صواريخ على الأقل سقطت على قاعدة بلد الجوية شمالي بغداد اليوم الاثنين دون إصابات بشرية، وأضافوا أن صاروخين آخرين سقطا خارج القاعدة في منطقة ريفية دون التسبب في إصابات، حسبما نقلت وكالة رويترز. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
وذكر مصدر أمني عراقي في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "قاعدة بلد الجوية تعرضت للاستهداف بصاروخي كاتيوشا وقعا في الجزء الشمالي الغربي من القاعدة في ساحة فارغة قرب سياج القاعدة". وأضاف المصدر أن "الاستهداف لم يلحق أي أضرار مادية أو بشرية". وأطلقت الصواريخ من قرية مجاورة في محافظة ديالى وهي نقطة حددت في الماضي كموقع أطلقت منه صواريخ، وفق ما أكّد مصدر أمني لفرانس برس.
من جانبها أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية أن "صاروخين سقطا خارج قاعدة بلد الجوية دون خسائر تذكر، وقد تبين أن انطلاقهما كان من منطقة سعدية الشط قاطع عمليات ديالى". وفي وقت سابق، أكد آمر قاعدة بلد الجوية اللواء الركن الطيار ضياء محسن العامري، أنه لا خسائر بشرية أو مادية إثر الاستهداف الصاروخي. وقال العامري في تصريح صحفي، إن "أبراج القاعدة رصدت سقوط صواريخ خارج القاعدة بمسافة تصل الى نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر". ونفى سعد، سقوط صواريخ داخل القاعدة.
وهذا أحدث هجوم من سلسلة هجمات مماثلة تنسبها واشنطن عادة لفصائل موالية لإيران في العراق. واستؤنفت منذ منتصف شباط/فبراير الهجمات الصاروخية ضد القوات الأمريكية والسفارة الأمريكية في بغداد، بعد فترة هدوء استمرت نحو شهرين. وسقطت مذّاك صواريخ قرب السفارة الأمريكية فيما استهدفت أخرى قاعدة بلد الجوية أيضاً في 20 شباط/فبراير، ما أدى إلى إصابة موظف عراقي في شركة أمريكية مكلفة صيانة طائرات اف-16.
وسبق أن أستهدفت قاعدة جوية تضم قوات من التحالف الدولي لمكافحة "تنظيم الدولة الاسلامية" في مطار أربيل شمالاً، في هجوم قتل إثره شخصان، أحدهما متعاقد مدني يعمل مع التحالف. وفي 4 آذار/مارس، قضى متعاقد أمريكي مدني في هجوم استهدف قاعدة عين الأسد في غرب العراق.
وتتعرض المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي التي تقع على تخومها قواعد عسكرية تابعة للولايات المتحدة، بين الحين والآخر إلى هجمات صاروخية ازدادت وتيرتها بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبومهدي" المهندس بضربة جوية أمريكية مطلع العام الماضي.
ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة بجعل إيران تدفع الثمن. وفي 26 شباط/فبراير، استهدف قصف أمريكي كتائب "حزب الله" وهو فصيل عراقي موال لإيران على الحدود السورية العراقية، رداً على استهداف الأمريكيين في العراق. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية الأمريكية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
استهداف جديد لقاعدة عين الأسد في العراق.. أية رسائل؟
25:23
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".