العراق والإعلام الموجه
٣ ديسمبر ٢٠٠٩نشرت وكالة الأنباء الألمانية قبل 3 أيام خبرا مفاده أن صدام حسين شخصيا أعطى أوامر بشن هجوم على إذاعة " راديو ليبرتي" أو (إذاعة العراق الحر ) ومقرها براغ عام 2000. وأوضح بيان نشر على موقع "هيئة المعلومات الأمنية" أن عملاء عراقيين خططوا لمهاجمة المبنى بقذيفة "آر بي جيه" من شقة في الجانب الآخر من الطريق.
هذا يعني أن النظام السابق شعر بخطر جدي تمثله هذه الإذاعة على أمنه.
فما مدى فعالية الإعلام الموجه في إسقاط النظام السابق؟
وقد واجه العراق في عقد الخمسينات والستينات إعلاما موجها من محيطه العربي احدث انشقاقا في وحدة الصف وزرع فتنة بين أبناء الشعب الواحد انتهت بسقوط حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم .
فمن موّل وسائل الإعلام المضاد ومن وجهها؟
وما هي الإذاعات التي أثرت في وعي العراقيين ؟
هذه الأسئلة وأسئلة أخرى تمثل أهم محاور" أول الكلام " اليوم ، الإعلامي احمد الركابي وهو احد المؤسسين لإذاعة العراق الحر من براغ ذهب إلى أن إذاعة العراق الحر التي عمل فيها نهاية العقد الماضي ومطلع العقد الحالي ساهمت الى حد كبير في تعرية ممارسات النظام إلا أنها لا يمكن أن توصف بكونها سبباً لسقوط النظام، فالإذاعة تبنت خطابا محايدا قائما على عرض الحقائق كما هي، ولم تعتمد ما قامت به الإذاعات الموجهة العربية والشرق أوسطية من تهويل ومبالغة وفبركة إعلامية.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: احمد الركابي : لا يمكن القول ان إذاعة العراق الحر هي سبب في سقوط النظام السابق)
سامي شورش وزير الثقافة السابق في إقليم كردستان هو أيضا من المؤسسين لإذاعة صوت العراق الحر ذهب إلى أن إذاعة العراق الحر ساهمت في صنع وعي جماهيري لدى العراقيين بقرب سقوط نظام صدام حسين واشتركت في تعريته إلا أنها لم تغادر المبادئ الحرفية لمهنة الصحافة، وظلت على حيادها وعلى فاصلة حاولت أن تكون متساوية من أطراف النزاع.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سامي شورش: نجحنا في صياغة وعي الناس)
ومن دمشق عرض المحلل السياسي د فاضل الربيعي تصورا آخرا عن الإذاعات الموجهة التي نشطت في الفترة التي سبقت سقوط نظام صدام حسين واصفا إياها بأنها تروج لمشروع احتلال العراق ولفكرة الاستعمار الجديد ومعبرا عن اعتقاده أن من قام بهذا المشروع هم الغربيون ولا علاقة للعراقيين به .
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د فاضل الربيعي: لا فضل للمحطات الموجهة في إسقاط نظام صدام حسين)
وكانت إذاعة صوت العرب من القاهرة قد لعبت دورا يتذكره العراقيون بوضوح في إشعال فتنة سياسية في العراق نهاية خمسينات القرن الماضي. مدير الإذاعة السابق محمد مرعي تحدث لبرنامجنا عن نهج الإذاعة تجاه العراق.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: محمد مرعي: الإذاعات تعمل وفق أجندات مموليها)
وسرد احمد الركابي بعضا من تجاربه كصحفي ناشط في إذاعة العراق الحر، مبينا انه كان يتعمد أن يقصد السفارة العراقية في لندن آنذاك ليأخذ حوارات من الدبلوماسيين الموجودين فيها ، وان الإذاعة كانت منبرا محايدا لجميع الأصوات.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: احمد الركابي : محايدون ومنبرنا كان حرا وخطابنا لم يكن تحريضيا)
الصحفي محمد مرعي مدير إذاعة صوت العرب السابق بيّن كيفية تغير الخطاب الإعلامي لإذاعة صوت العرب بعد زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل:
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: محمد مرعي: صرنا نتجنب المواضيع السياسية)
على صعيد آخر وفي تطور ارتبط بالإعلام والإعلاميين علّق سامي شورش على الهجوم بحذاء على منتظر الزيدي مؤخرا في باريس بالقول انه يرفض ما قام به الزيدي بحق الرئيس بوش ويرفض ما قام به الصحفي سيف الخياط بحق الزيدي، لأن لغة الأحذية لا تليق بالصحفيين.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سامي شورش: لغة الأحذية غير مهذبة)
فيما دان احمد الركابي هذا العمل معتبرا إياه إخلالا بالأخلاق الصحفية وإسفافا يدل على عجز فاعليه في كل الأحوال.
أما الدكتور فاضل الربيعي فرأى في العمل تقليدا لما قام به الزيدي تجاه الرئيس بوش ، إلا انه وحسب تعبيره تقليد أعمى عاجز غير موفق.
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د فاضل الربيعي: هذا تقليد فاشل)
ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:
هل ساهمت الإذاعات الموجهة في إسقاط نظام صدام حسين؟
فتنوعت الإجابات إلا أنها اتفقت أن دور الإذاعات الموجهة في إسقاط النظام السابق كان محدودا.
الكاتب : مُلهم الملائكة Mulham Almalaika .