1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق وجواره الخليجي

٢٥ نوفمبر ٢٠١١

علاقة العراق بدول الخليج على مدى الأيام مد وجزر، قليل من الود وكثير من الجفاء، السياسة تغلب على المصالح الاقتصادية، ونظام صدام خرّب العلاقة بتبني نهج القوة في التعامل، والخلافات تلغي العلاقات الإنسانية بين سكان المنطقة.

العراق غزا الكويت واستخدم القوة في العلاقات السياسيةصورة من: picture alliance/dpa

ليس في ماض بعيد، بل خلال أقل من عقد توقف قطار العلاقات بين الجار الشمالي القوي ( العراق) و دول النفط الواقعة جنوبه في محطات أغلبها مجدب.

السعودية أكبر دول الخليج بنت على طول حدودها مع العراق سياجا أمنيا لمنع العلاقات غير المشروعة بين سكان الباديتين.

الكويت ترفض إسقاط ديونها على العراق وترفض رفع البند السابع عن العراق، وتسعى لبناء ميناء على مدخل الفاو.

العراق يدين سياسة حكومة البحرين تجاه المتظاهرين في هذا البلد، ويتهم الحكومة بإيواء وتجنيس فدائيي صدام.

الإمارات أطفأت ديونها على العراق وأقامت علاقات دبلوماسية معه، لكن العلاقة بين البلدين بقيت باردة.

قطر لا علاقات لها تقريبا مع العراق.

مجلس التعاون الخليجي يريد ضم المغرب والأردن ويرفض عضوية العراق الذي يمتلك شاطئا على الخليج.

كل هذه المحطات تضع أسئلة عن العلاقة بين هذه البلدان، وتمتد الأسئلة لتصل إيران التي تتمدد على طول الشاطئ الشرقي للخليج وتؤثر في العراق ودول الخليج وتتأثر بهم على حد سواء.

سفينة ايرانية اخترقت شط العربصورة من: AP

الولايات المتحدة قاسم لم يصبح مشتركا

وتشكل الولايات المتحدة الأمريكية حليفا استراتيجيا لكل دول الخليج العربية وتمتلك في أغلبها قواعد عسكرية ضخمة، بل إن عمليات "تحرير العراق" التي أدت إلى التغيير السياسي التاريخي قد انطلقت من قواعد في قطر والكويت. ورغم أن العراق في زمن البعث كان يشكل تهديدا إيديولوجيا واستراتيجيا لدول الخليج، إلا أنها لم تتعاطف مع التغيير التاريخي الذي أطلقته الولايات المتحدة في العراق .

الخبير في الدستور والمتخصص في القانون الدولي د. منذر الفضل في حوار برنامج العراق اليوم - دويتشه فيله من ستوكهولم عزا هذا الجفاء إلى عوامل عديدة " في مقدمتها إخفاقات الحكومة العراقية المتعاقبة ما بعد بول بريمر، حيث تبدو واضحة للعيان حتى لغير السياسيين الخلافات وتباين التصريحات التي يطلقها المسؤولون العراقيون، هذا التناقض والتضارب في التصريحات لا يخلق جسورا للثقة ولا يعبر عن حسن النوايا، ومن الجانب الآخر فإن دول الجوار ( ومنها الخليجية) تصدر الإرهاب والإرهابيين إلى العراق، والى قبل أيام كانت سوريا تضم معسكرات لتدريب الإرهابيين القادمين من ليبيا وتونس والسعودية والكويت وإعدادهم وتصديرهم إلى العراق، فكيف يمكن مد جسور الثقة مع دول الجوار؟ دول الخليج والجوار بإمكانها أن تضع حدا لعمليات الإرهابيين من التسلل إلى العراق".

العراق والخليج: من يدفع فاتورة الحرب مع إيران؟

شط العرب: بوابة العراق على الخليج بقيت مغلقة لعقود بسبب الحروبصورة من: dpa

ورغم أن العراق يملك شاطئا على الخليج أسوة بباقي دوله إلا أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية استبعد ويستبعد العراق دائما، بل إنه دعا إلى ضم المغرب والأردن البعيدة عن جغرافيا الخليج، وأهمل العراق وتعمد إقصاءه، وهذا بالطبع يخلق فجوة لا يمكن جسرها وصدعا لا يرأب.

الصحفي البحريني عباس أبو صفوان شارك في حوار العراق اليوم من لندن أشار إلى " أن دول الخليج إجمالا تبدو قلقة من العراق، وهي قلقة منه حين كان نظاما ديكتاتوريا يقوده، واستمر قلقهم منه رغم تحوله إلى الديمقراطية ولم يكن النظام الخليجي يرحب بالاندماج الكامل مع العراق حين كان صدام حسين على رأس السلطة، ولم يرحب بالقرب منه حين انتقل إلى الديمقراطية.

والعراق يشكل قوة مهمة في أعلى الخليج ينظر إلى أنها يمكن أن تشكل توازنا مع القوة الإيرانية في المنطقة، وبالتالي فإن من الصعب احتواء هذه القوة ووضعها تحت المظلة السعودية كما تريد السعودية التي تسيطر فعلا على مجلس التعاون الخليجي. العراق الذي دفع إلى خوض حرب السنوات الثماني مع إيران خرج منها مدمرا، بغض النظر عن كيفية توصيف تلك الحرب. العراقيون دفعوا ثمنها دماء وأموالا وتحملوا عبثيتها،لأنها كانت حربا بلا هدف. من الجانب الآخر فإن هذه الدول تسعى إلى تدمير العراق الديمقراطي، حكومات الخليج ترفض العراق، قويا كان أم ديمقراطيا، وتسعى لإشغاله بحروب خارجية وداخلية، وفي الخلاصة هناك إشكال واضح في علاقة دول الخليج مع العراق لعله يعزى إلى سبب طائفي".

لكن الخبير الاستراتيجي والعسكري المتخصص في سياسات الإعلام الدولي د. مهند العزاوي الذي دخل حوار العراق اليوم من دمشق لا يتفق مع هذا الرأي، ذاهبا إلى أن"العراق يمتاز بموقع جيو سياسي هام ويمتلك مقومات الجيوبوليتيك الصلب. وشكل هذا الموقع ويشكل على مدى العصور أزمة مزمنة له أرضا وشعبا، والسبب هو ضعف القراءة الإستراتيجية لحكام العراق على مر العصور وليس اليوم فحسب، والغالب على النظم السياسية أنها اتسمت بالبعد القبلي أو الطائفي أو القومي، وبالتالي كان دائما ينفّر باقي مكونان النسيج العراقي. إنها في الحقيقة قراءة مغلوطة للواجب الدولي والواجب الإقليمي له ضمن منظومة النسق الدولي، فهو في مشكلات دائمة، تارة مع دول الخليج وتارة مع ايران أو مع غيرها، وعلينا أن لا ننسى هنا موقع العراق كملتقى لحضارتين كبيرتين، الفارسية من الشرق والتركية من الشمال"

"العراق ودول الخليج : علاقة الأمر الواقع"

مجلس التعاون الخليجي استبعد العراق دائماصورة من: AP

عقيل حسين دخل في الحوار من السويد مشيرا إلى أن علاقة الخليج بالعراق قبل التغيير (عام 2003) كانت علاقة الأمر الواقع بسبب سياسة ايران في تصدير الثورة، أو قبل ذلك بسبب تهديدات الشاه. وهكذا كان العراق هو خط المواجهة الطويل الموجود والذي دأبت دول الخليج على اتخاذه كدرع في مواجهة ايران. أما علاقتهم بالعراق بعد التغيير فاتسمت بالقلق من تجربته خصوصا إذا ما أخذنا بالاعتبار طبيعة الحراك الشعبي في البحرين والكويت والسعودية وفي عمان أيضا، ولم تقبل دول الخليج أن تضم العراق إلى مجلس التعاون بسبب حجم العراق، اي الكتلة البشرية، وهو ما يمكن أن يسبب خللا في التوازن، كما هو الحال الآن بالنسبة لتركيا وقضية قبولها في الاتحاد اللأوروبي".

خليل خباز في اتصال من الموصل أشار إلى أن القيادة الأمريكية دأبت منذ عدة عقود على اتباع سياسة الاحتواء المزدوج مع العراق ومع ايران، أما دول الخليج فإنها أصغر من أن تلعب دورا في أي حرب يخوضها العراق إلا وفق مخطط أعد لها في الدول التي تحركها، أما حرب العراق مع ايران فقد كانت حربا دفاعية عن وجود العراق".

أبو هديل في مداخلة من بغداد أشار إلى أن العلاقات الخارجية تستند إلى السياسة الحكيمة للدولة، (والسؤال المهم هنا) كيف نطلب من دول الخليج ودول العالم أن تثق بسياستنا إذا كان سياسيو العراق أنفسهم لا يثقون ببعضهم البعض؟ القلق السياسي داخل الحكومة العراقية انعكس على علاقاتها الخارجية بوضوح، النخبة السياسية لا تملك خطابا موحدا"

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW