البنك العراقي يحذف حزب الله والحوثيين من على قائمة الإرهاب
علاء جمعة ا ف ب
٤ ديسمبر ٢٠٢٥
بعد جدل سياسي واسع في العراق، أعلن البنك المركزي العراقي حذف حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله الحوثية من قائمة الكيانات الخاضعة لتجميد أموال "مرتبطة بالإرهاب"، مؤكدا أن ورود اسميهما كان نتيجة "خطأ".
يأتي الجدل في سياق حساس تحاول فيه بغداد المحافظة على توازن دقيق في علاقتها مع كل من واشنطن وطهرانصورة من: Valdrin Xhemaj/dpa/dpaweb/picture alliance
إعلان
أمر البنك المركزي العراقي اليوم الخميس (4 ديسمبر/ كانون أول) بحذفحزب الله اللبناني وحركة أنصار الله الحوثيين من قائمة "تجميد أموال الإرهابيين" التي نشرت في الجريدة الرسمية، مؤكداً أن ورود الاسمين جاء "سهوا"، وذلك بعد نقد واسع لا سيّما من الأوساط السياسية المقرّبة من إيران.
وجاء في وثيقة سرية للبنك المركزي اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أن القرار يستند إلى مداولات لجنة تجميد أموال الإرهابيين، موضحا أن الفقرتين المتعلقتين بحزب الله والحوثيين أدرجتا في الجريدة الرسمية من دون حصول موافقة اللجنة، وطالب بإصدار تعديل في جريدة الوقائع العراقية لحذفهما من القائمة.
"محاسبة المقصرين"
وذكرت اللجنة أنها أدرجت عدة جماعات لا علاقة لها بالقائمة عن طريق الخطأ لأن القائمة نشرت قبل الانتهاء من المراجعات النهائية. وأضافت أنها ستزيل هذه الجماعات في نسخة مصححة سيعاد إصدارها في الجريدة الرسمية. ولم يرد حزب الله ولا الحوثيون بعد على طلبات للتعليق.
وقالت الحكومة العراقية في بيان إنها وجهت "بإجراء تحقيق عاجل وتحديد المسؤولية ومحاسبة المقصرين في ما ورد من خطأ في قرار لجنة تجميد أموال الإرهابيين". وأكدت في البيان "أن مواقفها السياسية والإنسانية هي مواقف مبدئية لا تخضع للمزايدات".
وكانت فقرات من عدد الجريدة الرسمية الصادر في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر قد انتشرت على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي في العراق، حيث ظهر اسم حزب الله في الفقرة 18 والحوثيين في الفقرة 19 ضمن قائمة تجميد الأموال بتهمة "المشاركة في عمل إرهابي"، ما أثار انطباعاً بأن بغداد صنّفتهما كيانين إرهابيين.
غضب واعتراضات
وأثار هذا التطور غضباً واعتراضات حادة، خصوصاً من قوى وتيارات سياسية مقرّبة من إيران، التي ترى في حزب الله والحوثيين جزءا من ما يُعرف بـ"محور المقاومة" في المنطقة. واعتبر سياسيون من هذا التيار أن إدراج هذين الفاعلين في القائمة يمسّ بصورة "المقاومة" ويضع الحكومة العراقية في مواجهة حلفائها الإقليميين.
ويأتي الجدل في سياق حساس تحاول فيه بغداد المحافظة على توازن دقيق في علاقتها مع كل من واشنطن وطهران، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة لنزع سلاح الفصائل المسلحة المقرّبة من إيران، وفرض عقوبات على كيانات عراقية مرتبطة بها، إلى جانب مساعي لتقييد قدرة طهران على الالتفاف على العقوبات الاقتصادية.
أما في لبنان، فيستمر ملف حزب الله تحت مجهر الضغوط الدولية، مع تركيز أمريكي وإسرائيلي على تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ أكثر من عام، والذي يتضمن خطوات لنزع سلاح الحزب أو تقليص ترسانته في الجنوب، في ظل تداخل ملفات الإقليم من العراق إلى اليمن ولبنان.
تحرير: عماد حسن
مقتدى الصدر.. زعيم ديني ورقم صعب في المشهد السياسي العراقي
أعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، اعتزاله السياسة نهائيا، وهي ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها هكذا قرار. لكن من هو مقتدى الصدر؟ وما دوره ودور تياره وأنصاره في المشهد السياسي العراقي؟
صورة من: Nabil al-Jurani/AP/picture alliance
اعتزال السياسة نهائيا!
مع استمرار التوتر والانسداد السياسي في العراق أعلن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي المثير للجدل، عن اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وإغلاق كافة المؤسسات. وقال الصدر، في بيان "إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر" مشيرا إلى أن الكل في حل منه.
صورة من: Alaa Al-Marjani/REUTERS
العودة إلى السياسة
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الصدر اعتزاله السياسة. إذ أنه توارى عن الأنظار عام 2008 وسافر إلى إيران للتحصيل العلمي والدراسة الحوزية على يد كبار فقهاء الشيعة في حوزة قم العلمية حتى عام 2011. وبعد عودته إلى السياسة والمشاركة في السلطة أعلن اعتزاله للسياسة عام 2014 وأمر بإغلاق كل المكاتب التابعة له وقال "أعلنَ عدم تدخلي بالأمور السياسية كافة".
صورة من: ALI AL-SAADI/AFP/Getty Images
من هو مقتدى الصدر؟
ولد مقتدى الصدر في النجف عام 1973، وهو سليل عائلة دينية عريقة. أبوه آية الله العظمى محمد صادق الصدر وهو مرجع شيعي وقد اغتيل عام 1999 في عهد صدام حسين مع اثنين من أبنائه. كما أنه صهر آية الله العظمى محمد باقر الصدر. وتجدر الإشارة إلى أن مقتدى الصدر ليس مرجعا دينيا ولم يصل إلى مرتبة مجتهد، ولا يستطيع إصدار فتاوى دينية.
صورة من: epa Hassan Ali/dpa/picture alliance
أنصار مخلصون وملتزمون!
يعد أنصار التيار الصدري، من الأكثر إخلاصا والتزاما بتعليماته وأوامره. وهو من أكثر الزعماء العراقيين قدرة على حشد الشارع. وقد تبين ذلك في أكثر من حدث، والاعتصام الحالي منذ عدة أسابيع في المنطقة الخضراء يثبت ذلك.
صورة من: Thaier Al-Sudani/REUTERS
ملايين المؤيدين
يعد مقتدى الصدر من أكثر زعماء الشيعة نفوذا في العراق. إذ له ملايين الأنصار ولاسيما بين الفقراء. وتعد مدينة الصدر في بغداد معقله الرئيسي. ويمتلك تياره شبكة واسعة من المؤسسات الخيرية التي أسسها والده.
صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP
أكبر كتلة برلمانية
رغم أن مقتدى الصدر لا يتولى أي منصب حزبي أو رسمي، إلا أن تأثيره ونفوذ السياسي واسع جدا. إذ أن تياره يشارك في الحكومة، وهو كان صاحب أكبر كتلة برلمانية بـ 73 نائبا، قبل تقديم استقالتهم. ولتياره دور كبير في الأزمة السياسية التي يمر بها العراق.
صورة من: Abdul Hassan/AP/dpa/picture alliance
استقالة نواب الكتلة الصدرية
في تصعيد مع الخصوم السياسيين، استقال نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب "البرلمان" في يونيو/ حزيران الماضي، بعدما دعاهم زعيمهم مقتدى الصدر إلى تقديم استقالاتهم، في ظل الجمود المستمر بخصوص تشكيل حكومة.
صورة من: Iraqi Parliament Media Office/AP/dpa/picture alliance
مطالبة القضاء بحل البرلمان
في 10 آب/ أغسطس 2022، طالب مقتدى الصدر القضاء بحلّ البرلمان خلال أسبوع، لكن القضاء اعتبر في وقت لاحق أنه لا يملك هذه الصلاحية ولا التدخل في أمور السلطتين التنفيذية والتشريعية. إذ ينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حل مجلس النواب يتم "بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناء على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلب من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية".
صورة من: Thaier Al-Sudani/REUTERS
دور بارز بعد سقوط نظام صدام
التيار الصدري عبارة عن شبكة واسعة منتشرة في مختلف أنحاء العراق بين الشيعة، مؤلفة من شخصيات سياسية واجتماعية ودينية وعسكرية. ويمتلك منظمات ومؤسسات خيرية واجتماعية وسياسية وإعلامية وعسكرية. ويشارك التيار بفاعلية وقوة في الحياة السياسية ومراكز القرار في العراق منذ سقوط نظام صدام.
إعداد: عارف جابو